الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سبيل شيخو» بالحطابة يتحول إلى مقلب «نفايات» والإنجليز والفرنساويون استخدموه «إسطبل خيل»

«سبيل شيخو» بالحطابة يتحول إلى مقلب «نفايات» والإنجليز والفرنساويون استخدموه «إسطبل خيل»
«سبيل شيخو» بالحطابة يتحول إلى مقلب «نفايات» والإنجليز والفرنساويون استخدموه «إسطبل خيل»




كتب - علاء الدين ظاهر


كشفت مصادر بالآثار عن تدهور الحالة المعمارية والإنشائية لسبيل الأمير شيخو الأثرى فى الحطابة والذى يتبع منطقة القلعة، كما أنه تحول إلى مقلب للقمامة حيث يقوم الأهالى بإلقاء القمامة والنفايات فيه حتى إنه تحول إلى «خرابة» كما وصفته المصادر، وأنه لو تم إهماله أكثر مما هو عليه سيصبح أطلالا ونفقد واحدا من الآثار المهمة بالقاهرة.
والمفاجأة التاريخية التى كشفتها لنا المصادر أن هذا السبيل والمسجل فى عداد الآثار الإسلامية برقم 144، أثناء وجود الحملة الفرنسية فى مصر، أساء جنودها استعمال السبيل حتى إنهم حولوه إلى إسطبل للخيول مما ساهم فى تدهور حالة السبيل، ليس هذا فقط بل إنه تحول أثناء الاحتلال البريطانى لمصر إلى مربط للخيل، ليستمر على تلك الحالة المتدهورة حتى الآن.
الأثرى محمد عبدالفتاح النجار مفتش آثار منطقة القلعة قال إن السبيل أنشأه الأمير سيف الدين شيخو (أو شيخون) العمرى الناصرى، أحد أمراء السلطان الناصر حسن سنة 1354 م (755هـ)، وبنى الجامع المعروف باسم جامع شيخون البحرى ومسجل أثر برقم 147فى شارع شيخون بالخليفة سنة 750 هـ (1349م)، وبنى أيضاً خانقاة سنة 756هـ وحمامين بحى الصّليبة والخانقاه مسجلة أثر برقم 152.
وتابع: هو الأمير شيخو العمرى الناصرى أحضره إلى مصر الخوجا عمر، فاشتراه الملك الناصر محمد بن قلاوون وعظم شأنه وأصبح زمام الملك فى يده، وكان شيخون من أمراء المشورة لدى السلطان ثم تولى نيابة دمشق وقبض عليه وسجن بالإسكندرية، ثم عاد إلى السلطة فى عهد السلطان الصالح صالح وزاد نفوذه وسلطانه وكثر ماله حتى صار كأمواج البحر كما يقول المقريزى، وأنعم عليه بلقب مقدم ألف ولما عاد السلطان حسن للسلطنة مرة ثانية سنة 755هـ أنعم عليه بوظيفة أمير كبير فاشتد نفوذه، ومات عليلاً بضربة سيف غادرة سنة 758 هـ (1357م).  وتابع: السبيل غاية فى الدقة وفريد من نوعه وغريب عن أسبلة عصره بل وباقى العمائر الإسلامية إذ إنه محفور فى الصخر ولم يبن بالطريقة المعتادة فيما عدا واجهته الخارجية المبنية بالحجر على شكل دخلة غائرة نصف دائرية تضم شباك التسبيل.
وأضاف: يتكون السبيل من قاعتين مستطيلتين منحوتتين فى الصخر وتحتهما صهريج للماء محفور فى الصخر أيضاً، والسبيل فريد فى نوعه ويعد المثال الأول لطراز الأسبلة المملوكية المستقلة، وهو قائم حاليا بشارع باب الوداع بالحطابة بحى الخليفة أمام ضريح يونس الداودار، ومنذ بضعة أشهر مضت انهار السور الشمالى لضريح يونس الداودار المطل على الشارع والسبيل وقد تسبب ذلك فى تصدعات للسبيل.