الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفلوجة الباسلة بين رحى داعش والحشد

الفلوجة الباسلة بين رحى داعش والحشد
الفلوجة الباسلة بين رحى داعش والحشد




باستعراض تاريخ الفلوجة يتبادر للذهن سؤال: هل ما تمر به المدينة هو سيناريو متكرر ومستمر للعنة انتقام تطارد إحدى المدن الباسلة التى استعصت على الغزو على مر الزمن؟
فمدينة الفلوجة الواقعة فى وسط العراق بمحافظة الأنبار وتبعد فقط 60 كيلو مترًا عن الغاصمة بغداد، كانت كالشوكة فى حلق البريطانيين والأمريكيين... واشتهر أهلها بالبسالة والمنعة ويعشود أغلبهم لأصول تعود للقبائل العربية. 
ارتبطت الفلوجة بالإسلام فقد بنيت قرب مدينة الأنبار التى فتحها خالد بن الوليد عام 12 هجرية فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتعرف بلقب مدينة المساجد لكثرة مساجدها
إبان الاحتلال البريطانى للعراق أوائل القرن الماضى قتل أحد أبنائها ضابطًا بريطانيًا مما قاد إلى حملة قمع  من الاحتلال ضد أهلها ، ومع الانتداب البريطانى للعراق عام 1941، قوبلت محاولات البريطانيين دخول المدينة وكسر شوكة سكانها بمقاومة شرسة. 
وبعد سقوط الرئيس صدام حسين والاحتلال الأمريكى عام 2003 نشأت فى الفلوجة حركة مقاومة ضد الأمريكيين أدت لاسقاط مروجية أمريكية ومقتل 16 جنديًا أمريكيًا.
ولم يستطع الاحتلال السيطرة على الفلوجة لتشن القوات الأمريكية جملة انتقام ضدها عام 2004 دمرت فيها المستشفيات والمساجد وقصفتها بالأسلحة المحرمة دوليًا مثل قنابل النابلم والقنابل الفوسفورية وتنشب على أرضها معركتى الفلوجة منذ بداية عام 2005م وحتى أواخر 2007 مما أسفر  عن تدمير نصف منازل الفلوجة  وفرار  الآلاف من سكانها.
ولم تنته مأساة ونضال أهل الفلوجة عقب انسحاب الجنود الأمريكيين منها عام 2008، إذ سيطر تنظيم داعش على المدينة عام 2014..والتى مهدت لسعى إيران عبر الحشد الشعبى فى بسط نفوذها الشيعى على مدينة عربية سنية أخرى بالعراق.