الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد خان.. مخرج الواقعية الإنسانية

محمد خان.. مخرج الواقعية الإنسانية
محمد خان.. مخرج الواقعية الإنسانية




إعداد ـ آية رفعت

 

أفاق الوسط الفنى بأكمله على صدمة وفاة المخرج الكبير محمد خان فجر أمس الأول إثر تعرضه لأزمة صحية فقد على إثرها حياته فور وصوله لأحد المستشفيات الخاصة بالمعادى. وكان خان معروفًا باهتمامه بالواقعية الإنسانية فكانت أعماله تتميز بالغوص فى المعانى الإنسانية والحقائق من مختلف الطبقات الاجتماعية. وكانت دراسته للإخراج بإنجلترا لها تأثير كبير على تكوين عقليته الفنية.. حيث ترك دراسة الهندسة المعمارية واهتم بالسينما وقدم من خلال حياته الفنية ما يزيد على 30 فيلمًا سينمائيًا. كان آخر أعماله فيلم «قبل زحمة صيف» والذى لم يحصل على اية جائزة من المهرجانات التى شارك بها. رغم انه كان يحقق النجاحات بمختلف أعماله السابقة والتى كانت تتهافت عليها المهرجانات الدولية الكبرى.
وطوال حياته الفنية لم يقدم خان اى عمل درامى رغم انه اكد عدم رفضه للأمر وانه ينتظر العمل المناسب الذى سيخوض به المجال الدرامى لأول مرة والذى يرغب ان يكون مختلفًا ويضيف لرصيده الفنى وليس يقدمه من اجل التواجد فقط.

فى حواراته السابقة لـ«روزاليوسف» خان: السينما فن وتجارة.. ورد فعل الجمهور المصرى أهم من المهرجانات

 

كان المخرج القدير يعتبر نجاح أفلامه بمقياس اعجاب الجمهور المصرى بها وذلك رغم انه مدرك ان أفلام المهرجانات لا تلقى نجاحا نظرا لنظام التوزيع السيمائى هنا. ففى حواراته السابقة لجريدة روز اليوسف قال خان عن عدم تحقيق أعماله لإيرادات المتوقعة منها: «هناك عشوائية فى التوزيع من وجهة نظرى فالأفلام التى يتم طرحها لا يتم التنسيق بين اصحاب الأفلام وحسن التوزيع وتنوع بينهم. ولكن للاسف كل موزع ومنتج يطرح فيلمه مهما كان موضوعه فى الموسم الذى يراه مناسبا دون التنسيق مع الباقين. وهذا ما يسبب الخلل فى الايرادات ودور العرض».
بينما رفض خان تصنيف الأفلام بالمهرجانات والتجارية وقال ردا على تصنيفه كمخرج لأفلام المهرجانات: «هذاالتصنيف ليس وليد اللحظة كما يقولون ولكنه ظهر مع ظهور جيلى من مخرجى الأفلام الواقعية وذلك لاهتمام المهرجانات العالمية بعرض أفلامنا لاهتمامهم بالتعرف على ثقافة الشعوب الاخرى وعرض الحياة الواقعية للمجتمع المصري.. وذلك ما جعلنا نتميز عن الاجيال السابقة لنا والتى كانت مستاءة من عدم تهافت المهرجانات على أعمالها.. ولكن مع تطور الزمن ظهرت تيمة معينة للفيلم التجارى ومنها الاغنية الشعبية والسنجة والراقصة. وليس معنى عدم تقديم تلك التيمة ان الفيلم يحقق ايرادات خاصة لو كان يحمل مضمونا ورسالة محترمة.. فالسينما فن وتجارة لكى تضمن لها الاستمرارية وما يحدث الان مضر بها لانهم يقدمون لونًا واحدًا ويجب علينا تقديم جميع الالوان المختلفة لارضاء كافة اذواق الجمهور». كما اضاف خان قائلاً: «أنا لا احب المهرجانات ولا أسعى لتقديم عمل خصيص للمشاركة بها فالمهرجانات هى التى تبحث وتطلب أفلامى ولست أنا من اقوم بكتابة عمل خصيصا لها وذلك لأننى اقوم بمناقشة الواقع الاجتماعى للشعب المصرى.. ولكنى اقدم أفلامى من وإلى الشعب المصرى والذى اهتم برأيه ورد فعله ونجاح الفيلم فى مصر هو المقصد والغاية، ولا أنكر أننى سعيد بردود الأفعال من الجماهير العربية والعالمية التى تشهد أعمالى ولكن يظل الجمهور المصرى هو همى الأول».
وكان يتعمد خان ان يختار وجوه ليست لنجوم الشباك لأفلامه وان كان يصنع منهم نجوم شباك فور الوقوف امام كاميرته .. ومنهم خالد ابو النجا وهنا شيحة وغادة عادل وياسمين رئيس وباسم سمرة وغيرهم. وعن اتهامه بانه يحاول التوفير فى أجور المبالغ فيها رد قائلاً: «أنا لا أفكر فى أمر الأجور ولكنى ارغب فى وجود «طزاجة» فى الاختيارات فكرة اللجوء لوجوه مناسبة للعمل وغير تقليدية اى بعيدة عن نجوم الشباك فهذا يسبب مصداقية اكبر للعمل». وعن رأيه بحال السينما حاليا قال خان: «أنا متفاءل جدا بما يحدث حولنا رغم الكثر من الاراء المتشائمة، ولكنى المس فى عدد من الشباب السينمائيين نماذج جيدة وأفكار بناءة وشباب يحبون السينما ويعملوا على تطويرها مما يجعلنى متفائلاً أن الحال سيصبح أفضل بوجود هذه الكوادر. أما بالنسبة لضعف الانتاج فهذه ازمات تمر بها كل دول العالم بسبب نقس راى المالى الذى يقدم من خلاله الانتاج ولكن هذه المشكلة لن تقف عائقا فى طريق الإبداع».
كان دائما ما يهتم خان بالطبقات الكادحة بالمجتمع المصرى حيث كان آخر أعماله عن «فتاة المصنع» والذى يعكس حياة العاملات فى احد مصانع الملابس والتى تعيش بداخل الحارة الشعبية وعن سؤاله حول الاهتمام بهذه الطبقات فقط قال خان: «ليس شرطا ولكنى أحصل على أفكار موضوعاتى من خلال شخصية معينة تلفت نظرى فى المجتمع فمثلاً قمت باختيار موضوع فيلم «مصر الجديدة» من خلال شخصية المدرسة وفيلم «بنات وسط البلد» كانت انظلاقته من الفتيات العاملات بمحلات وسط البلد. فأنا أرصد الشخصية ثم اقوم باختلاق الفكرة والقصة من حولها».
حتى آخر أفلامه «قبل زحمة صيف» كان يتناول طبقة اجتماعية راقية فى المستوى المادى ولكن من وجهة نظر «صابر» المواطن البسيط حيث قال:» شخصية العامل التى قدمها الفنان احمد داوود تعبر عن اغلبية الشعب المصرى فهو يمثل نسبة كبير من الشباب الذين يتسمون بالبراءة والذين حضروا للعمل بهذه القرى من بلدان الصعيد والارياف المختلفة. خاصة وانه خارج هذه الطبقة ويستطيع الحكم من الخارج وليس من بينهم». وكانت من آواخر تصريحات المخرج الراحل أيضًا إعلانه المقاطعة لمهرجان «مسقط» الدولى خاصة بعدما تم رفض فيلمه الأخير وإعلانهم انهم ليس ذو جودة عالية بينما قال خان انهم يحكمون على الأفلام من الجانب الاخلاقى فقط ولديهم رقابة داخلية لاختيار الاعمال وهذا لا يليق بسوق السينما ولا يليق بتاريخه الفنى.

حصل على أول «هوية مصرية» قبل وفاته بـ3 سنوات

لم يحصل المخرج الراحل على الجنسية المصرية سوى قبل وفاته بـ3 سنوات فقط بعد ثورة 30 يونيو. حيث إنه ولد عام 1942 لأم مصرية واب باكستانى ورغم انه نشا وتربى وظل هنا الا ان الدولة رفضت منحه الجنسية طوال هذه السنوات وقد تم تحفيذه لاكثر من مرة بانه سيتم منحه الجنسية ولكنه يتراجعوا لاكثر من مرة.
وقد قال خان فى تصريح سبق لروز اليوسف انه سعيد بمنحه الجنسية ولكنه كان يتعامل طوال الوقت بجنسيته الرئيسية فهو مصرى الهوية وليست «ورقة صغيرة» هى التى ستؤكد مصريته حيث قال ان الأمر بالدم والقلب وحب الوطن وليس بالبطاقة فقط.
وقد اتهمه البعض بانه غير قادر على التعبير عن آراءه السياسية فى الأوقات السياسية العصيبة التى مرت بها مصر من قبل ولكنه كان يتعامل مع الأمر بالفكاهة حيث كان يقول انهم يعتبروه أجنبيًا ولكنه من حقه ابداء رأيه فى اوضاع بلده وان يعبر عنها.

«بنات روزا» حلم لن يكتمل

أحال القدر دون اتمام حلم المخرج الراحل فى تقديم فيلمه «بنات روزا» والذى كان يعكف على كتابته بصحبة زوجته الكاتبة وسام سليمان حيث كان بدأ فى الاعداد له فعليا منذ عدة اشهر وكان قد أجله بسبب انشغاله بتصوير آخر أعماله «قبل زحمة صيف» وكان العمل يحمل اسم «عزيزى الاستاذ احسان» وتم تغييره اسمه.. وقال خان انه رشح الفنانة غادة عادل ليكون التعاون الثانى  بينهما بعدما قدمها كنجمة شباك لاول مرة من خلال فيلم «فى شقة مصر الجديدة».
ولكن رغم تأجيل العمل لاكثر من مرة من الواضح انه لن يرى النور، وليس هو الوحيد الذى سيدفن للابد فهناك مشروع فيلم «ستانلي» والذى كان خان يعد له قبل ثورة يناير ولكن مع توقف الانتاج اعتذر عنه مع الوقت النجم محمود عبدالعزيز رغم تحمسه له ورغم عدم تفريط خان فيه.
وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم «المسطول والقنبلة» والذى كان مأخوذا عن قصة للاديب الراحل نجيب محفوظ. حيث كان العمل قد توقف رغم انهاء الكاتب مصطفى محرم للسيناريو الخاص به وكان خان قد تعاقد بالفعل مع كل من آسر ياسين وميرفت آمين . وتوقف الفيلم ايضا بسبب عدم وجود إنتاج خاصة مع مرور السينما بأزمة انتاجية بعد احداث ثورة 25 يناير.

أهم أعماله:


فيلم «الرغبة» عام 1979
بطولة : نور الشريف ومديحة كامل


فيلم ضربة شمس عام 1980
بطولة نور الشريف ونورا


فيلم موعد على العشاء عام 1981
بطولة سعاد حسنى وحسين فهمي


فيلم الثأر عام 1982
بطولة محمود ياسين ويسرا


فيلم الحريف عام 1983
بطولة عادل امام وفردوس عبد الحميد


*فيلم خرج ولم يعد عام 1984
بطولة : يحيى الفخرانى وليلى علوي


فيلم فى شقة مصر الجديدة 2007 بطولة خالد ابو النجا وغادة عادل
فيلم فتاة المصنع عام 2014 بطولة ياسمين رئيس وهانى عادل
فيلم أحلام هند وكاميليا عام 1988 بطولة : نجلاء فتحى وأحمد زكي
فيلم زوجة رجل مهم عام 1988 بطولة أحمد زكى وميرفت امين
فيلم مستر كاراتيه عام 1993 بطولة أحمد زكى