السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سر سيطرة الآلهة الهندوسية على قصر البارون

سر سيطرة الآلهة الهندوسية على قصر البارون
سر سيطرة الآلهة الهندوسية على قصر البارون




 كتب - علاء الدين ظاهر


كشف محمود موسى مدير قصر البارون ومصر الجديدة وبسمة سليم مفتشة آثار قصر البارون أسرارا من تاريخ القصر، فى محاضرة بعنوان: (تأثير العمارة الهندية على عمارة القرن 20- قصر البارون نموذجًا)، ضمن فعاليات الندوة التى نظمتها الادارة العامة لآثار القاهرة والجيزة فى قصر محمد على توفيق بالمنيل.
 وقال موسى إن صاحب القصر «إدوارد لويس جوزيف إمبان» ولد فى بلجيكا عام 1852 وتوفى عام 1929 م وبناء على وصيته دفن فى الكنيسة البازيلكية فى مصر والتى تقع بالقرب من القصر، وحصل عام 1905 على امتياز من الحكومة المصرية لإنشاء ضاحية هليوبوليس الجديدة هو وصديقه بوغوص باشا نوبار، وفى عام 1906 أسس شركة «واحات هليوبوليس» وبدأ فى بناء ضاحية مصر الجديدة، لكن يظل أهم ما وصل إلينا من أعمال البارون إمبان التحفة المعمارية الفريدة ذات الطراز الفريد قصر البارون.
 وحول بداية بناء القصر: تزامن وجود البارون إمبان فى باريس مع إقامة المعرض الدولى عام 1900 وكان ضمن المشاركين فيه المهندس الفرنسى الأصل ألكسندر مارسيل، والذى حقق شهرة كبيرة لتصميمه بانوراما مجسمة للرحلة بين فرنسا والشرق عندما قام بتصميم بناء مزخرف بعناصر معمارية من شتى أنحاء العالم «ياباني-هندي-صيني-فارسي-عربى»، ومن هنا ذاع صيت مارسيل واستعان به البارون إمبان فى وضع بعض التصميمات الهندسية لمبانى هليوبوليس، وصمم كنيسة البازليك وقصر السلطانة ملك وقصر البارون.
 وأشار إلى أنه بدأ بناء القصر 1907 وتم الانتهاء منه فى 1911، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للأرض 12.500 متر مربع يتوسطها مبنى القصر، وقد تم تسجيله فى عداد الآثار بقرار من مجلس الوزراء رقم 1297 لعام 1993 م، ويتكون من طابقين وبدروم ويحيط به حديقة واسعة على الطراز الطبيعى، ويتقدم القصر سلسلة متتابعة من الشرفات.
 من جانبها قالت بسمة سليم إن القصر بنى على الطراز «التلقيطى» والذى يعنى عند جمهور الأثريين «المتعدد التأثيرات» حيث إنه يظهر جليا اختلاف التأثيرات على تصميم القصر كالتأثير الأوروبى والعربى والفرعونى والركوكو والباروك، إلا أن أهم التأثيرات هو الطراز الهندى، حتى أن القصر سمى فى الرسومات الهندسية للمهندس ألكسندر مارسيل باسم «villa hindos» وتعنى الفيلا الهندوسية، وذلك لغلبة الطابع الهندوسى على زخارف واجهات القصر الخارجية.. وتابعت: ظهرت التأثيرات المعمارية على البرج والبوابات وكتلة المدخل، فيما تمثلت التأثيرات الفنية فى التماثيل التى ترمز للديانة الهندوسية وتكسو واجهات القصر الأربع، حيث نجد العديد من التماثيل الهندية التى تمثل الآلهة والأرباب وحراس البوابات وخرافى الحيوانات، ومنها «تريمورتى» وهى كلمة سنسكريتية وتعنى الأشكال الثلاثة وهى عقيدة هندوسية تقول تقول أن الوظائف الكونية الثلاث من خلق وحفظ وتدمير مجسدة فى باهما وفيشنو وشيفا، وتدعى هذه الآلهة الثلاث «الثالوث الهندى».
 وتابعت: هناك «براهما» وهو الخالق القوى الخارق الذى تصدر عنه جميع الأفعال وهو إله الخير، و«فيشنو» وهو الإله الذى يدعم ويحفظ ويحكم الكون ويتجسد فى عشر أفاتارات، و«شيفا» وهو إله الهلاك والفناء والدمار والمهلك للعالم، و«بوذا» وهو مؤسس فلسفة البوذية وهو الحكيم المستنير ذو البصيرة النافذة، و«كرشنا» وهو تجسيد من تجسيدات فيشنو وهو راعى البقر الأسطورى المغامر ذو القدرات الخارقة.
وأضافت: كذلك نجد على الواجهات الإله «جانيشا» وهو إله على شكل فيل وهو ابن شيفا وهو مزيل للعقبات وإله الحكمة والفطنة فى الديانة الهندوسية، و«ناجا» الذى يأخذ شكل ثعبان وخاصة كوبرا وهو إله غامض له وجه إلهى شبه إنسانى  وذيل أفعى ورأس كوبرا، و«هانومان» وهو قائد القرد وفى الملحمة الهندية الرامانية.