الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصانع جبن مغشوش ببودرة السيراميك وصابون سائل يحرق الجلد

مصانع جبن مغشوش ببودرة السيراميك وصابون سائل يحرق الجلد
مصانع جبن مغشوش ببودرة السيراميك وصابون سائل يحرق الجلد




بنى سويف – مصطفى عرفة 

 

انتشر الغش التجارى فى المنتجات الغذائية والمستلزمات المنزلية نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم قدرة المواطنين على شراء المنتجات غالية الثمن وجشع التجار وطمعهم لتحقيق مكاسب خيالية وتطورت أساليب الغش والتلاعب طالت معظم المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والمنظفات مجهولة المصدر والتى تسبب حرق الجلد. 
روزاليوسف اقتحمت مصانع بير السلم التى تتلاعب بصحة وأرواح المواطنين بتصنيعها مواد غذائية سامة ومنظفات صناعية ضارة بالجلد ومستحضرات تجميل مجهولة تتسبب فى سقوط الشعر وتصيب البشرة بأمراض لا شفاء منها. 
يقول سمير حازم فنى تركيبات:كافتيريات الألبان زادت بشدة فى مدينة بنى سويف ونجد الدراجات والموتوسيكلات محملة بالألبان وعلب الزبادى يقومون بتوزيعها على الأهالى بمنازلهم واشتريت  2 كيلو لبن و10 علب زبادى بسعر مخفض عن سعر السوق بنحو الثلث ولحسن الحظ وعند مطالعتى لتاريخ الصلاحية على علب الزبادى وجدتها مطموسة فرجعت للكافتيريا المدون أسمها وعنوانها على العلب وجدت أنها عبارة عن محل 2 متر x2 متر يتردد عليه عدد من بائعى اللبن الذين يجلبونه من القرى المجاورة وبه ماكينتان يعمل عليهما شباب يرتدون ملابس رثة والمحل لا يوجد به شهادة صحية وبدون تردد وافق صاحب المحل على إرجاع اللبن والزبادى واعطانى ثمنها بعد أن هددته بالشكوى لدى مباحث التموين وإدارة الأمن الوقائى. 
فى مدينة ببا جنوب بنى سويف كشف عبدالعاطى الصعيدى مدرس بالمعاش عن مصنع يقوم بصناعة الزبدة حيث يضع العمال الزبدة الفلاحى فى أوان كبيرة (طشت) ويضعون عليها مادة دهنية تصنع منها الشموع تسمى (شورتينج) ويضيفون عليها بطاطا مسلوقة ويعجنها العمال بارجلهم وتنقل الى محلات السوبر الماركت لتغلف وتباع على انها قوالب سمن فلاحى. 
ويعترف المهندس الزراعى رءوف سلامة صاحب مصنع ألبان وجبن أن أساليب الغش تطورت بشكل إجرامى حيث يتم تجنيس اللبن بحيث يوضع على الماء مكسبات طعم تسمى شيدر وزيوت نباتية ومواد حافظة سامة ومجهولة مع بعض لبن البودرة ونسبة من بودرة البلاط والسراميك ومواد حمضية وكميات ملح مجهولة المصدر ويتم تقليل كمية الملح فى حالة صنع الجبنة الدلعة. 
ويكمل الحاج (أبوشريف) عامل سابق بأحد مصانع الالبان انه بالنسبة للجبنة الدلعة (الثلاجة) فهى تصنع من هذا الخليط ويكتب عليها صالحة لمدة شهرين بينما إذا خرجت من الثلاجة لمدة يومين تفسد (تدود) إما الجبنة البراميلى فصلاحيتها عام إذا خرجت خارج الثلاجة فلا تفسد بل تزيد فى حلاوة الطعم موضحا ان هذا الغش تطبقة المصانع الكبيرة ايضا فالخبير ياخذ 200 ألف جنيه لكى يكشف عن سر الخلطة وبهذه التركيبة تستخدمها المصانع الصغيرة وتتحدى أجعص خبير غذائى الكشف عنها وعندما تهاجمها الصحة أو التموين تغلق المكان وتنتقل لمكان احر مجهز سابقا لان المكسب رهيب ويستحق المخاطرة مع أن المواد السامة تؤدى إلى أمراض خطيرة. 
فى الأسواق الريفية بقرى بنى سويف المختلفة من المعتاد ان نرى (فرشة) عليها  صابون سائل ومستحضرات تجميل وشامبوهات مجهولة تباع بسعر بخس تقبل عليها السيدات والفتيات ولم يظل الامر سرا لفترة طويلة فقد كشفته كثيرا من السيدات اللاتى أغراهن رخص قيمة المنتجات ليفاجئن بعد استخدامها بأنها مغشوشة ونتج عنها إصابتهن بالتهابات بالأيدى فضلاً عن إتلاف الملابس والغسالات. 
أكدت عدلية منصور ربة منزل أنها اشترت عبوة مسحوق لغسالة اتوماتيك 14 كيلو بسعر 100 جنيه وقد شدنى رخص الثمن مقارنة بأسعار المساحيق الأخرى ولكن باستخدامه أصيبت يداى بالتهابات شخصها الطبيب بملامسة مواد كيمائية اضافة الى تسبب المسحوق فى اتلاف الملابس وتعطيل الغسالة نتيجة كمية الرمال التى وجدتها بداخلها. 
سيد إبراهيم العمارى من أهالى مدينة بنى سويف قال: تنتشر فى بنى سويف مصانع بير السلم ومنها الصابون السائل ومساحيق الغسلات بأسعار زهيدة فمعروف أن مساحيق الغسيل تباع فى المناطق العشوائية بالكيلو لاسماء لا نعرفها والبعض الآخر لأسماء مشهورة بالسوق لكنها لا تنظف ومليئة بالشوائب. 
ويوضح (محمد. ع) عامل بمصنع صابون أنه يتم تصنيعه من الصودا الكاوية والكلور فقط دون اضافة مواد مضادة للحساسية أو غيرها من المواد التى تحافظ على صحة المستهلك. 
أشار رجب حمدان إلى انتشار مصانع تعبئة زيوت الطعام غير المرخصة التى تعرف بمصانع بير السلم وفيها يجرى إعادة تعبئة الزيوت منتهية الصلاحية فى عبوات أخرى وعرضها للبيع للمواطنين ويقبل عليها اصحاب مطاعم الفول والطعمية بما تمثله من خطر داهم على صحة المواطنين. 
ويحذر خبراء التغذية والأطباء من خطورة غش المواد الغذائية لأنها تسبب أمراضا قاتلة مثل السرطان والفشل الكلوى وطالبوا بتشديد الرقابة على الأسواق والسوبر ماركات وتطبيق القانون بكل قوة على الفاسدين أصاحب الضمائر الميتة. 
يقول الدكتور عبدالله محمد استاذ التغذية بمركز البحوث الزراعية بسدس أن مظاهر الغش التجارى كثيرة منها ما هو واضح للعيان مثل انتفاخ العبوات الغذائية وزيادة الوزن كالاجبان والمربات والسمنى الصناعى وزيوت الطعام وعبوات الصلصة  بما لا يتناسب مع رخص اسعارها لتفاعلها مع ثانى أكسيد الكربون وتكون غير قابلة للضغط وأخرى لا تكتشف إلا بالتحليل الكيميائى بقياس نسبة الحامض فى المنتج ونسبة الزرنيخ.
 وطالب الدكتور عبدالله بضرورة أحكام الرقابة على الأسواق بالمناطق الشعبية التى تتركز فيها مصانع بير السلم ويتم توزيع منتجاتها بهذه الأسواق خاصة منتجات الالبان والجبنة التى يدخل فى تصنيعها مادة الفورمالين.