السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السينما المصرية.. ودور العرض الافتراضية

السينما المصرية.. ودور العرض الافتراضية
السينما المصرية.. ودور العرض الافتراضية




يكتب: د.حسام عطا
استمرارًا لرؤيته فى القرن الحادى والعشرين كتب الفيلسوف المصرى د.مراد وهبة الثلاثاء 23 أغسطس 2016 مقالة بجريدة الأهرام عن دين الإنترنت، مشيرًا لقدرته على نقل الحياة الدينية من المعابد للإنترنت، وقد صادف أنه فى ذات الثلاثاء المشار إليه كتبت إسراء النجار بصفحة الفن بجريدة المقال عن الفخ الذى تنصبه السوشيال ميديا للسينما، مشيرة لما فعله الشاب شادى سرور من مشاهد ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى أدت لإعجاب جمهور الإنترنت به، ما دفع الفنانة المختلفة بشرى لمشاركته تجربة فيلم «تيتانك النسخة العربية» وهو أول فيلم يتم تصويره بتقنيات سينمائية احترافية لعرضه على الإنترنت فى موسم عيد الأضحى المقبل، والكاتبة تشن هجومًا على الظاهرة، لتأثيرها على دور العرض السينمائى، بينما فى تقديرى يمكن فهم الظاهرة على أنها مساهمة مصرية تحمل خيالًا إبداعيًا جديدًا وإنتاجيًا يفتح بابًا لعلاقة التكنولوجيا بالسينما فى مصر، بعد أن صار الإنترنت مكانًا للوعظ الدينى كما صار مكانًا للتعليم الجامعى فى العالم، وفى الفن أصبح دارًا للعروض الفنية، بل وأصبح أرشيفًا حقيقيًا يحتفظ بكل ما هو مسموع مرئى، كان يطير فى الهواء مع البث الفضائى التليفزيونى التقليدي، إنها المشاهدة المنفردة إذن تهدد فكرة الاجتماع البشرى وتهدد التعليم كمجتمع للتربية والتدريب والحوار الإنسانى، جدير بالذكر أن المسرح الرقمى أيضًا ينتظر أصحاب الخيال المتفرد من أمثال الفنانة بشرى، لأن الكاميرا والكمبيوتر حققا للمسرح التفاعلى إنجازا واضحًا حيث أمكن للمشاهد أن يتفاعل ويضيف لسيناريو مسرحى مفتوح للارتجال وللتفاعل عبر الإنترنت، وهو نوع مسرحى تخصص له الجامعات الغربية الآن فصولًا للدراسات العليا وللتجارب البحثية الفنية، وهو لا يحتاج لإمكانيات مادية كبيرة لكنه يحتاج لجرأة وحيوية السينمائى محمد خضر مخرج فيلم تيتانك النسخة العربية، حيث التقنيات قادرة على صناعة خيال فنى غير محدود.
يبدو أن الإنترنت الآن يحتاج لتفكير الفلاسفة ولرؤية الفنانين، إذ لا يمكن تركه للتقنيين فقط، بل يجب تفعيل العمل الجاد بين خبراء التكنولوجيا فى الفضاء الافتراضى مع المفكرين والفنانين، من أجل أن يدعم العالم الإفتراضى الفضاء الحياتى الحقيقى فى عالم معاصر يحتاج لوحدة الحساسية، ولإدارة أكثر إنسانية لتكنولوجيا الاتصالات، إنها تقاليد جديدة تنشأ عبر الشبكة الدولية للمعلومات تؤثر فى المشاهدة وصناعة الفنون، فهل ندرك حقًا تلك الفرصة الرائعة التى تلوح أمام الفنانين الجادين المختلفين فى مصر بعيدًا عن تحكم الإنتاج التجارى فيهم، لإقامة فضاء مسرحيا وسينمائيا جديدا على شاشات الإنترنت؟