الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفت الحصالة فصرخت البنوك وظهرت الجمعية

اختفت الحصالة فصرخت البنوك وظهرت الجمعية
اختفت الحصالة فصرخت البنوك وظهرت الجمعية




إيمان مطر تكتب:

حاول أبى «رحمه الله» زرع قيمة الادخار بداخلى أسوة بأشقائى فاشترى لى حصالة وحفزنى على ادخار جزء من مصروفى وذلك بزيادته ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فلم أكن من ذوى الحصافة فى الانفاق وبالتالى لم تكن حصالتى تمتلئ بالنقود مثل حصالات اخوتى والتى انعكست عليهم فى شرائهم ما يرغبون واعتمادى على والدى فى تلبية ما أرغبه.
ببساطة فإن الحصالة التى تتحول لدفتر توفير بالبريد أو حساب ادخار باحد البنوك هى احد دعائم الاستثمار فى أى بلد.. ففى حالة توافر مدخرات محلية بالبنوك يلجأ المستثمرون الراغبون فى انشاء مشروعات اليها لتوفير التمويل اللازم له بالاقتراض وتزداد قوة الاقتصاد بازدياد معدل الادخار بالمقارنة بالناتج المحلى.
ويبدو ان حالتى باتت تمثل اجيالا كاملة لم تع قيمة وأهمية الادخار وهو ما تظهره بيانات البنك الدولى حيث نجد تضاؤلا خطيراً لمعدلات الادخار لدى المصريين بالمقارنة بين فترة السبعينيات والأعوام الحالية حيث مثل معدل الادخار عام 1977 نسبة 25% من الناتج المحلى فيما بلغ 12% من الناتج المحلى عام 2014 وليتردى الوضع لنصل الى 6% خلال 2015 ويصبح من اهم اهداف الحكومة زيادة معدل الادخار الى 7% خلال العام المالى 2015-2016.
وتظهر الأرقام الصادرة من البنك المركزى خلال الأيام الماضية ارتفاع إجمالى الودائع لدى البنوك بنحو 65 مليار جنيه خلال شهر واحد وهو مايو الماضى ليصل إلى 2.079 تريليون جنيه، مقابل 2.014 تريليون فى إبريل السابق له. منها ودائع حكومية بمبلغ 350.8 مليار جنيه، منها 253.2 مليار جنيه ودائع بالعملة المحلية، ونحو 79.5 مليار جنيه ودائع بالعملات الأجنبية. أما إجمالى الودائع غير الحكومية فارتفع خلال مايو الماضى ليصل إلى 1.72 تريليون جنيه، مقابل 1.697 تريليون جنيه فى الشهر السابق.
ما يهمنا فيها هو ودائع القطاع العائلى والتى بلغت 1.08 تريليون جنيه اى أنها اكبر من ودائع قطاع الاعمال العام (حكومة) والقطاع الخاص وكذلك فيما يخص الودائع بالعملات الاجنبية فقد استحوذ القطاع العائلى على نصيب الأسد فى الادخار بالعملات الأجنبية (202 مليار جنيه).. ورغم هذه الأرقام لا يزال أمامنا الكثير من الوقت كى نصل لمعدلنا فى حقبة السبعينيات.
أما الطبقة الوسطى المصرية فقد اخترعت أسلوبا مبدعا من الادخار وهو ما نُطلق عليه «الجمعية» اى ان مجموعة من الأشخاص يتفقون فيما بينهم على دفع مبلغ شهرى وليكن 1000 جنيه ويقبضها احدهم وبالتالى فمن يريد شراء سيارة او المقبل على الزواج ينضم لأكثر من جمعية للوفاء بمتطلباته وهى البديل الشعبى للاقتراض من البنوك المكبل بالفوائد، وبالمناسبة فقد بدأ الهنود والفلبنيون استخدام نظام الجمعية بعد احتكاكهم بالمصريين العاملين بالدول العربية.
عزيزى القارئ.. جيب حصالة لابنك وعلمه إزاى يوفر من مصروفه فى صغره علشان يوفر سنين شقى كتيرة من عمره بعد كده.