الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات فى حلب

اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات فى حلب
اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات فى حلب




عواصم العالم – وكالات الأنباء


أعلنت الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولى عقد أمس، اجتماعا طارئا لبحث التصعيد العسكرى الذى تشهده مدينة حلب السورية فى الأيام الأخيرة.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الاجتماع يعقد بمبادرة من واشنطن ولندن وباريس، على خلفية تصعيد حدة القتال فى مدينة حلب بعد إعلان الجيش السورى، إطلاق عملية عسكرية شرق المدينة، وذلك بعد فشل اتفاق (لافروف-كيري) للهدنة فى سوريا.
بدوره، كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قد أعرب، أمس الأول، عن بالغ قلقه إزاء «التصعيد العسكرى المروع» فى المدينة، مضيفا إن حلب تعرضت فى الأيام الأخيرة لأعنف قصف منذ بدء الأزمة فى سوريا.
وشدد بان كى مون على أن الاستخدام الممنهج للأسلحة المتطورة، بما فيها القنابل الحارقة والقنابل شديدة القوة المضادة للمخابئ، أثناء قصف المناطق السكنية من المدينة، هو «عمل يرقى إلى جرائم حرب».
وحث الأمين العام المجتمع الدولى على توحيد الجهود لتوجيه إشارة واضحة بأنه لن يقبل استخدام الأسلحة العشوائية الأكثر فتكا ضد المدنيين.
فى غضون ذلك، أكد وزراء الخارجية الأمريكى جون كيرى، والبريطانى بوريس جونسون، والألمانى فرانك فالتر شتاينماير، والإيطالى باولو جينتيلونى، والفرنسى جان مارك أيرولت، ومفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، فى بيان مشترك، أصدروه فى أعقاب اجتماعهم بمدينة بوسطن الأمريكية، «إدانتهم لعملية الجيش السورى فى حلب»، معربين عن أملهم أن يقر مجلس الأمن الدولى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأوضاع فى سوريا، لا سيما فيما يخص العملية فى حلب.
كما دعا وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا، كل فصائل المعارضة السورية إلى وقف تعاونها مع «جبهة النصرة».
كما دعا البيان روسيا إلى الضغط على الحكومة السورية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، معتبرا ذلك شرطا ضروريا لاستئناف المفاوضات. كما دعا المسئولون الغربيون فى بيانهم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسوية الأزمة السورية.
من جانبها، تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على كامل مخيم حندرات الواقع إلى الشمال من مدينة حلب، بعد تنفيذها عدة هجمات معاكسة وعنيفة، ترافقت مع قصف مكثف من قبلها على تمركزات قوات النظام ولواء القدس الفلسطينى والمسلحين الموالين لها، كما أفاد «المرصد السورى لحقوق الإنسان»، أمس.
ودارت بين الطرفين اشتباكات عنيفة، تمكنت على إثرها الفصائل من استعادة السيطرة على المخيم، بعد أقل من 24 ساعة على استعادة قوات النظام للمخيم، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية فى صفوف الطرفين جراء القصف والاشتباكات.
فيما حذرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية من بدء تنفيذ استراتيجية ثلاثية الأطراف تقودها روسيا، تستهدف الاستيلاء على مدينتى حلب وإدلب ومنطقة الحدود مع تركيا، وحملت المجتمع الدولى المسئولية فى ما تنتظره حلب فى الساعات المقبلة.
وذكرت العليا للمفاوضات أن المعارضة تعتزم معالجة المعادلة العسكرية عبر نقل المعارك على ثلاث مناطق، لتشتيت فكرة مشروع احتلال حلب والغوطة.
وفى هذا السياق، أكد رئيس الوفد السورى المفاوض فى جنيف، العميد أسعد عوض الزعبى، أن «ما يحدث الآن فى حلب يأتى فى إطار تنفيذ الاستراتيجية التى توافق عليها وزيرا الدفاع الروسى والإيرانى مع وزير دفاع النظام السورى، فى اجتماع تم قبل شهرين، واتفق فيه ثلاثتهم على ترتيب عملية استراتيجية للسيطرة الكاملة على كل من حلب، وعلى الحدود، والسيطرة الكاملة على إدلب، وبالتالى فإن حلب تعتبر رأس السهم الذى بدأوا فيه.
وتابع الزعبى إن «الاتفاق الأخير بين موسكو وواشنطن بشأن الهدنة، لا يحمل أى خطة واضحة وفق إجراءات محددة وتحت مراقبين محايدين».
وأضاف الزعبى: «خلال 8 أيام من عمر الهدنة، تم تجهيز وتحضير 3500 مقاتل روسى منهم 600 من القوات الخاصة الروسية نقلوا بطائرات من نوع (أنطونوف 26) إلى مطار دمشق الدولى، كما تم نقل ألفى عنصر من قوات الجو العراقية و2800 مقاتل من قوات الحرس الثورى الإيرانى. وحضروا ثلاث كتائب مدفعية و40 دبابة وفوجا من الحرس الثورى وفوجا من القوات الخاصة، وبدا أنهم يبيتون لعملية استراتيجية، والدليل على ذلك أنهم قبل يومين نفذوا على مدى يومين غارات جوية للقصف على حلب، ونحو 148 طلعة جوية بالطائرات، وخصصوا 116 طلعة بالطائرات لحلب يوميا».
وأضاف رئيس الوفد المفاوض أن «الهدنة وضعت لمنح النظام السورى الوقت الكافى لتجميع قواه العسكرية، ولذلك فإن حديث وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، عن أن تنحى رئيس النظام السورى بشار الأسد يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، ما هو إلا دعوة لتمويه للداعمين بأن الهدنة ستمضى. وبالتالى ترك الأمر لهم دون أن يحاولوا تقديم دعم أو أسلحة للمعارضة وهذه خديعة روسية – أمريكية».
واستطرد الزعبى قائلاً: «فى ظل هذا الواقع فإن حلب تتعرض الآن لمؤامرة كبرى لتفريغها من السوريين، بدايتها الغارات المكثفة التى تغمرها من كل ناحية. وما الهدنة التى عقدها وزيرا خارجيتى موسكو وواشنطن إلا خديعة أريد بها منح النظام عدة فرص، منها فرصة القصف المكثف الآن فى حلب».