الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشاجرات وزيادة الحمولة وارتفاع الأمواج فى عرض البحر أدت لانقلاب المركب

مشاجرات وزيادة  الحمولة وارتفاع الأمواج فى عرض البحر أدت لانقلاب المركب
مشاجرات وزيادة الحمولة وارتفاع الأمواج فى عرض البحر أدت لانقلاب المركب




القليوبية  - حنان عليوه


شهدت مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، مصرع طالب ونجاة اثنين آخرين فى حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية بساحل مدينة رشيد أمام برج رشيد بمحافظة البحيرة، حيث تعرض قارب المهاجرين للغرق فى البحر المتوسط.
أولى الضحايا بطوخ الطالب «مصطفى سعيد عبده عبدالله» ١٩ سنة، بالفرقة الثانية بكلية الحقوق، لقى مصرعه، حيث إنه من اسرة بسيطة، والده ٤٥ سنة عامل، ووالدته ربة منزل، وله شقيقة واحدة تدعى شيماء طالبة بالفرقة الثانية بالثانوية العامة بطوخ، حيث تم الاتفاق مع السمسار على مبلغ 40 ألف جنيه تم دفع منهم 8 آلاف ليحصل على باقى المبلغ بعد وصوله لإيطاليا.
وكان آخر كلماته لأصدقائه قبل سفره، «عمرى مهناسكم.. ودائما على بالى»، وكان آخر ما نشره الفقيد على صفحته بالتواصل الاجتماعى فيسبوك «الروح فضلها.. تكة. ونرووح».
ونجاة ٢ آخرين وهما «محمد عمرو» ٢٠ سنة، طالب فى كلية فيوتشر اكاديمى، و«محمد عيد سلامة»، ١٩ سنة حاصل على دبلوم ثانوى فنى صناعى، من أبناء قرية دندنا التابعة لمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، ما أسفر عن إصابة ١٦٢ شابًا، وإصابة ٦ آخرين.
وكشف بعض الناجين من مركب رشيد عن مفاجآت فى حادث الغرق، حيث قضوا حوالى ٤٨ ساعة من سفرهم، حيث اتخذوا الطريق وصولا لمحافظة الإسكندرية، واستقلوا سيارة لتسير من قرية إلى أخرى، حتى وصولهم لمزرعة فراخ، قضوا بها يومًا بليلة، ثم تحركوا على اقدامهم نحو ٣ كيلو، حتى وصلو الى شاطئ البحر، وعندما اعترضوا رغبة فى عودتهم لبلادهم قاموا بالتعدى عليهم بالضرب المبرح مجبرينهم على الوصول للشاطئ مع باقى المهاجرين.
كان اللنش يبعد عن الشاطى عدة أمتار، اخدها المهاجرين سيرا على أقدامهم حتى وصلوا له، ثم استقلوا اللنش لمدة نص ساعة ومنه للنش آخر كان يستقله مهاجرون وزاد عددهم، وقام اللنش الثانى بتوصيلهم للمركب.
وعندما وصل عدد آخر من المهاجرين الدفعة الأخيرة، حيث كانوا يصلون للمركب الكبيرة على دفعات، اعترض قائد المركب على تحميلهم، قائلا انهم سينتظرون فى عرض البحر حتى تأتى مركب أخرى لأن الحمولة كبيرة وعدد المهاجرين يفوق العدد حيث وصل الى حوالى ٥٠٠ شخص منهم ٤ عائلات بأطفالهم ونسائهم.
واستمروا فى عرض البحر انتظارا لوصولها، حتى إن كانت ارتفعت الامواج وجعل المركب تميل يمينا ويسارا.
وعندما بدأ القلق يتحرك داخلهم من توقف المركب وعدم تحركها بسبب ارتفاع الأمواج قام أحد افراد المركب بتهديدهم بسلاح أبيض «كتر» لو أحد نزل المياه او تحرك سيقتله خوفا عليهم من الغرق، ما أثار غضبهم.
وقام ٦ مهاجرين بالتعدى عليه بالضرب حتى الموت وتركوه، وعاد الوضع على ما هو فى قلقهم من غرق المركب وارتفاع الأمواج.
وأضافوا انه فى تمام الساعة الخامسة من فجر يوم الخميس الماضى «مالت» السفينة الى اسفل وبدأت المياه تملؤها وهو ما ادى الى غرقها بالكامل.
وبعد حوالى نصف ساعة زادت شدة موجة المياه، وبدأت فى الميل، وقام الــ ٣ شباب بالسقوط فى المياه وظلوا منتظرين بعرض البحر، حتى ان شاهدوا ميلها لحظة بلحظة، وعندما غرقت المركب لشدة المياه فرقتهم عن بعضهم واصبح كل واحد فى اتجاه ولم تظهر سوى رءوس على سطح المياه.
وكانت المركب فى عرض البحر وبالتحديد على بعد ١٢ كيلومترا، وعندما رصدتهم مركب صيد، استمرت فى نقل أعداد منهم على الشاطئ، وقام الصيادون بالاتصال ببعضهم لإنقاذ المهاجرين، وقاموا بالاتصال بالشرطة حتى تم إنقاذ حوالى ١٦٥ شخصًا من اجمالى نحو ٥٠٠ على المركب.
كاشفا معاناتهم وسط البحر، حيث كانت احدى السيدات ترتدى جاكت منفوخ من البلاستيك، استطاعت من خلاله الطفو فوق سطح المياه، وعندما شاهدها ٤ رجال سودانيى الجنسية تعدوا عليها بالضرب فى المياه وقاموا بتمزيق الجاكت وغرقت السيدة وقاموا بالاستيلاء على الجاكت، ولكنهم تشاجروا مع بعضهم لرغبة كل منهم فى ارتداء الجاكت حتى قاموا بقتل بعض البعض.
واستمرت تلك الأفعال بين المهاجرين فى عرض البحر بمنطق البقاء للأقوى.
وعند لحظات الغرق كانت تحدث مثل تلك الأفعال ببعضهم البعض املا فى انقاذ حياتهم من الموت، ولكن شاء القدر أن ينقذ حوالى ١٦٥ شخصا والباقون من إجمالى حوالى ٥٠٠ كانوا يستقلون المركب لقوا مصرعهم.
اما عن الثانية تمسك احد الرجال بنجله الطفل ذى الـ ٥ سنوات، واستمر حتى ان فقد الأمل وتركه ونار الدموع بعينيه قائلا له «سامحنى يابنى».