الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سوق الجمعة بالإسكندرية ملجأ الفقراء والباحثين عن الكلاسيكية والأنتيكات

سوق الجمعة بالإسكندرية ملجأ الفقراء والباحثين عن الكلاسيكية والأنتيكات
سوق الجمعة بالإسكندرية ملجأ الفقراء والباحثين عن الكلاسيكية والأنتيكات




كتبت - نسرين عبدالرحيم


سوق الجمعة بالإسكندرية ليست مجرد سوق عادية بل هى فكرة موجودة فى عدة دول عربية وأوروبية حيث تعد من أشهر الأماكن التى تتميز ببيع السلع القديمة والمتوسطة العمر بل والحديثة، وروادها من جميع الفئات ومختلف الثقافات فتجد الكتاب والأدباء يبحثون فيه عن ضالتهم من الكتب القديمة القيمة وهواة الأنتيكات أيضا يأتون إليها للبحث عن الاشياء الكلاسيكية من تحف وخلافه حيث القيمة التاريخية وتجد أصحاب الورش والمحلات يبحثون عن إكسسوارات المصانع وتجد رقيقى الحال من الأسر يبحثون عن المفروشات والملابس القديمة حيث الأسعار البسيطة.
«روزاليوسف» تجولت داخل السوق للتعرف على زبائنها وما تمثله سوق الجمعة لهم والتعرف على البائعين ومشاكلهم وأحلامهم وللكشف أيضا عن تاريخ السوق وقصة نشأته التى لم يتطرق إليها أحد.
من جانبه أكد الدكتور عبدالعزيز الفضالى أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية، أن الاسواق نوعان أولها الاسواق الثابتة والنوع الآخر الاسواق اليومية أو الأسواق الموسمية، الأسواق الثابتة، تكون فى مكان معين مع مجموعة من المحلات والآخر هو نوع يقام يوما فى الأسبوع أو الشهر أو مرتبط بحدث معين مثل سوق الثلاثاء والاربعاء والجمعة وهناك أسواق متخصصة فى أشياء معينة وأخرى متنوعة، نموذج سوق الجمعة يعد نموذج السوق الموقاتى وهو متنوع، السلع، وفكرة سوق الجمعة منتشرة على حوض البحر المتوسط «اليونان قبرص ومالطا وإيطاليا والشام والمغرب وليبيا والسعودية».
وكل شخص لديه شىء معين ليس فقط التجار كل شخص لديه أغراض غير محتاج لها يذهب لبيعها أى هى فكرة نريد تشجيعها فمثلا رجل يملك أحذية قديمة فى البيت يستطيع أن ينزل لبيعها بسوق الجمعة ويستفيد ويأخذها المحتاج.
وأضاف: تاريخ سوق الجمعة يعود إلى فترة حفر ترعة المحمودية حيث تم إنشاء الميناء الغربى عند القبارى والمكس وتم إنشاء ميناء البصل ونتج عن ذلك عمليات استيراد وتصدير وأصبح هناك مغتربون كثيرون يتوافدون على الاسكندرية، ولديهم احتياجات وهناك من يريد شراء أشياء بأسعار بسيطة، وهناك من لديه أشياء لا تلزمه، أى أصبح المكان مكان تلاقى عمال الميناء الغربية وأهل المدينة لتبادل أغراضهم وبيعها وكان هذا 1832.
وتابع: ومع تدنى الحالة الاقتصادية والاجتماعية أصبح هناك كثير من المواطنين يلجأون للسوق من خلال شراء المستلزمات المستعملة من جهاز عروسة لشنط وأحذية ولوحات وكتب وغيرها أى أصبح يؤدى أغراضاً كثيرة ولم يقتصر رواده على الفقراء فقط بل وأصحاب الدخل المرتفع، كما أن لها دورا ثقافيا واجتماعيا بما تحتويه من كتب ومجلات قديمة، وهو يبدأ من الأربعاء ويعمل الخميس والجمعة.
وتساءل لماذا لا توجد تعاون مع المواطنين يوم الجمعة بحيث يتم تقنين وضعهم والاستفادة منهم من خلال اتفاقية معينة من خلالها يتم عمل باكيات متحركة مثل الموجودة فى اليونان، ولكن التخلص من السوق ليست فكرة صائبة لأنها تؤدى دورا اجتماعيا ودورا اقتصاديا فهناك مهن تخدم السوق مثل بائع العصير والساندوتشات والمواصلات وكما أن طابعاً سكندريا أصيلا منذ 1832 وهى مرتبطة ببورصة ميناء البصل والقبارى والمكس، كما أن من أشهر روادها نجيب محفوظ وجمال الغيطانى.
وأكد محمد ابراهيم أحد زوار السوق أنه يأتى كل جمعة لبيع عدد من الأدوات الكهربائية القديمة بعضها به أعطال بسيطة وأن زبائنه دائما ما يقومون بشراء تلك الاشياء القديمة بحثاً عن التوفير، أو كقطع غيار لأشياء أخرى لديهم وأيضا، وأن تلك السوق له شهرة عالمية وهو يأتى إلى تلك السوق من أكثر من 60 عاما عندما كان طفلاً صغيراً مع والده.
وأكدت منى بائعة ملابس بالسوق أن المقتنيات التى يحصل عليها البائعون، إما يتحصلون عليها من بائعى الروبابكيا أو من خلال بقايا المصانع وأن هناك أثرياء يأتون للسوق بحثا عن التحف والانتيكات والساعات القديمة وهناك من يبحث عن الكتب، وأضاف محمد زاهر أحد المثقفين ومن رواد السوق أننى أحرص دائما على أن آتى للسوق بحثا عن الكتب القيمة والتى يعتقد البائع أنه كسب أو غالى فى سعرها بينما بعضها يصل ثمنه إلى آلاف الجنيهات.
وأكد محمد خليل بائع: للأسف الشديد الحى دائما يطاردنا بالرغم أن تلك السوق تعد ذا شهرة عالمية وموجود فى معظم بلدان العالم إلا أن الحى لايتركنا نأكل «عيش» ودائما ما نشعر أننا مهددون.
فيما أكد أحد السائقين أنه ليس كل مقتنيات السوق تصلح للشراء فهناك أشياء لا يمكن شراؤها وهى قديمة مثل البطاطين ومفروشات السرائر والموبيليا فما أدرانا أن الموبيليا خشبها غير «مسوس».
وأكد صاحب فرش عبارة عن أبواب حديدية وأبواب منازل رفض ذكر اسمه أن أسعار الأبواب عنده من الممكن أن تكون أغلى من أسعار الأبواب الحديثة نظرا لأنها أثقل وأقيم وأمتن، للأسف بعض الجمعيات الخيرية مثل رسالة والأورمان تقوم ببيع الاشياء التى تتحصل عليها من التبرعات مثل الموبيليا والسرائر والتليفزيونات وغيرها وتقوم ببيعها لهم بأسعار مرتفعة.