الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مخرجة «خلف الجدار»: المغرب تعزل الفقراء لتحافظ على جمال المدينة

مخرجة «خلف الجدار»: المغرب تعزل الفقراء لتحافظ على جمال المدينة
مخرجة «خلف الجدار»: المغرب تعزل الفقراء لتحافظ على جمال المدينة




الإسماعيلية - آية رفعت


يعتبر فيلم «خلف الجدار» المغربى من اجرأ الأعمال التى كشفت عن وجود أحياء أقرب الى العشوائية بدولة المغرب، ففى الفيلم نكتشف ما يسمى بإحياء الصفيح والتى يسكن فيها  فقراء ويبنون منازلهم بالصفيح بدلا من الطوب، وترصد مخرجة الفيلم كريمة زبير كيفية تعامل الدولة مع هذه المناطق وأهلها حيث يقومون ببناء جدران كبيرة لتغطى هذه المدن التى تحتوى على آلاف المواطنين. بدلا من ايجاد حل لهم.
يجسد الفيلم معاناة طفلة تعيش فى تلك الأحياء وتذهب للمدرسة برفقة أبيها وتمر على أماكن غير آدمية للسير بالإضافة إلى مرورهم أمام القطار أكثر من مرة خلال اليوم الواحد. فى البداية قالت كريمة: إن فكرة العمل كانت فى البداية مبنية على تقديم فيلم عن الجدار العازل التى تقيمه الدولة لتجميل المدن الرئيسية بدلا من مساعدة الأهالى، وأضافت قائلة: «كنت أرغب أن يكون الجدار بطل الفيلم ولكن العمل أخذ منعطفًا آخر بعدما شاهدت أكثر من مرة الأطفال تعبر طرق السكة الحديد. فكنت اتابعهم اثناء مرورهم صباحا أثناء انتقالى بالقطار السريع من الرباط الدار البيضاء. فقررت تحويل العمل إلى عمل فنى عن معاناة أسرة بسيطة لديها طفلة ليأخذ الأمر شكل درامى».
ونفت كريمة أن تكون قصة الفيلم مقتبسة من نموذج اسرة بعينها ولكنها قدحاولت نقل الصورة خاصة إن الأطفال فى المغرب يذهبون لمدرستهم أربع مرات يوميا مما يعنى زيادة نسبة الخطر بشكل كبير، مؤكدة أنها اجتهدت فى البحث عن الطفلة التى قدمت شخصية «نادية» بطلة العمل حيث كانت ترغب فى تقديم شخصية واقعية لذلك ذهبت لاختبار الصغار الذين يعيشون فى هذه الأحياء، ولكنها وجدت صعوبة فى إيجاد طفلة تتميز بالبراءة وتخاف عبور القطار، فكل الأطفال كانوا يتمتعون بالجرأة مما جعلها تستعين بكاست العمل من الطبقة الفقيرة حتة يكون اكثر واقعية.
وفجرت كريمة مفاجأة عن التحضير للفيلم حيث قالت إنها اضطرت لحذف مشهد كانت ترغب بوجودها وهو عن موكب حكومى يسير أمام سكان الحى بينما يلوحون له بالإعلام، حيث قالت: «الرقابة المغربية لم تكن لتمنحنى الترخيص للتصوير إلا بعد مراجعتها للسيناريو كاملا فاضطررت لحذف مشهد مرور الموكب حتى لا يقولون إن به إشارة لموكب الملك، فقمت بقص المشهد ولكن ما أغضبنى هو عندما جمعت الأهالى للتصوير فالشرطة قاطعتنا أكثر من مرة لتخوفهم من أن يكون هذا تجمهرًا ما، ورغم سلامة أوراق التصوير إلا أنهم ظلوا يضغطون علينا لانهائه سريعا فلم يظهر بالشكل الذى أرغب به».