الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف اخترقوا الحياة الرياضية؟

كيف اخترقوا الحياة الرياضية؟
كيف اخترقوا الحياة الرياضية؟




كتب - وليد العدوى


اختلفت كرة القدم كثيرا فى مصر والعالم خلال العشرين عاما الماضية مع دخول نظام الاحتراف وشراء اللاعبين الذى عظّم من أهمية رؤوس الأموال فى اللعبة، وتزايدت أعداد القنوات الرياضية، وتنافست الشركات على رعاية الفرق والمسابقات المتتالية، كما تزايد الطلب على اللاعبين المعتزلين ليتحولوا إلى نقاد رياضيين ومقدمى برامج تليفزيونية، وتصارعت الشبكات التليفزيونية على شراء حق بث المباريات، كل ذلك خلق إطارا مختلفا للعبة بشبكات مصالح مغايرة، بدا الألتراس بعيدا عنها و جزءا منها فى الوقت ذاته، بعيدا عنها بحكم استقلاليتهم عن إدارات الأندية ومصالح الشركات المتداخلة فى اللعبة، وبحكم أن هدفهم الرئيسى هو التشجيع فحسب، وجزء منها لأن نفوذ الألتراس فى اللعبة أخذ فى التزايد تدريجيا، فوجودهم فى المباريات وحضور التدريب والتشجيع المستمر والسفر خلف الفريق فى كل مكان هو ما أعطى الزخم والتوهج المطلوبين للعبة لتستمر، غير أن هذا التواجد والنفوذ يصبح فى أوقات كثيرة مزعجا للأطراف الأخرى المسؤولة عن إدارة وضخ رؤوس الأموال الضخمة فى البيزنس الرياضي، لتضطر بعض الأطراف مرغما عنها التواصل مع الألتراس، بل ودعمهم ورعايتهم ماليا، فمخطئ من يؤرخ للثورة باعتبارها نقطة التحول فى علاقة الدولة بروابط الألتراس، إلا أن الصدام سابق على ٢٠١١، إذ تعود وقائع الصدام إلى عام ٢٠٠٨ بمنع الأمن الألتراس من حضور المباريات داخل الصالات المغلقة مثل مباريات كرة اليد والسلة والطائرة، وما تبعها من اشتباكات خارج الملاعب، ثم تكرر فى مباراة الأهلى وكيما أسوان الشهيرة، مطلع سبتمبر ٢٠١١، فمع تغير طبيعة اللعبة ودخول رؤوس الأموال بكثافة فيها جعل المعارك لا تهدأ بين إدارات الأندية والإعلام الرياضى فى محاولة لجذب الألتراس، بينما ظلت اللعبة بالنسبة لجمهور الألتراس هى الغاية المرجوة، وظل لديهم إحساس بالملكية للفريق الذى ينتمون إليه، ويتنقلون خلفه متبعين سلوكا أقرب إلى سلوك المريدين الصوفيين فى علاقتهم بالأولياء، يدافعون عن تلك الفرق بحماسة لا تنقطع حتى ضد إدارات الأندية التى تمتلك هذه الفرق، ولا يقبل الألتراس بأقل من إزالة أى حائل بينهم وبين متابعة فرقهم، لتجد كل هذه الأجواء الأرض الخصبة فى وجود بعض مجالس إدارات الأندية الضعفاء.
بل وصل الأمر بعد كل هذا إلى أن أصبحت الفرق اكثر ما يعانى من ظاهر الالتراس وحلت الكثير من النكبات بادية من منع الجماهير ووصولا إلى أن ملاعب القوات المسلحة باتت تتحفظ على استضافة الاهلى والزمالك على ملاعبها بسبب التلفيات المتكررة لتلك الملاعب.