الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«اسباير».. «وكر» قطر المشبوه

«اسباير».. «وكر» قطر المشبوه
«اسباير».. «وكر» قطر المشبوه




كتب – وليد العدوى   


تنهار قطر سياسيًا واقتصاديًا ورياضيًا، وبات استضافتها لمونديال 2022 محل شك كبير، وسط مؤشرات قوية جدًا عن قرب سحب الاتحاد الدولى  لكرة القدم (فيفا) التنظيم منها، على خلفية جملة قضايا متعددة، يبقى   أبرزها دائما تمويلها المباشر ودعمها الواضح للإرهاب، كما يخضع رجل قطر الأول ناصر الخليفى  رئيس نادى  باريس سان جيرمان، ومجموعة قنوات «بى إن سبورت» لتحقيقات متعددة، كل هذا الخراب لم يأت من فراغ، إنما جاء بسبب خطط البلد الخليجى القزم على تصرفات شاذة ليس على الصعيد السياسى فحسب، وإنما أيضًا على الصعيد الرياضى، فلم تكن الكتابات والتقارير فى  مختلف صحف ووسائل الإعلام فى  العالم عن تورط قطر فى   قضايا «رشى» لاستضافة المونديال أمرًا غريبًا، أو من فراغ، إنما بعد ثبوت أدلة متعددة، ربما ساهمت بشكل كبير فى الإطاحة برئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، وكذلك تشويه نظيره الأوروبى   السابق ميشيل بلاتينى.
تبقى أكاديمية «اسباير» من بين أشهر مؤسسات قطر الرياضية التى مازالت تلعب دورًا كبيرًا فى «رشى» كبار نجوم العالم، والتى أشهرت رسميا فى عام 2005، وهى عبارة عن مدينة رياضية ضخمة تقع فى مدينة الدوحة، وتعد أكبر منشأة رياضية متكاملة فى العالم، وتتألف من ملاعب وصالات لياقة وأندية ومنتجعات رياضية وطبية ومول تجارى   ضخم وحديقة وفندق، وتعتبر من أهم المرافق الرياضية على مستوى العالم، حيث تتألف من أحدث ما توصل إليه العلم والتقنية من مختبرات علوم رياضية، وصالات لياقة، ومركز طبى   وعلاج فسيولوجي، وملاعب كرة قدم داخلية، ومضمار لألعاب القوى بمساحة 200 متر، وحوض سباحة وغطس بمواصفات أوليمبية، وصالة جمباز، وقاعتين للألعاب الرياضية المتعددة، وصالات لكرة الطاولة، وملعب لكرة القدم الخماسية، وصالة للمبارزة، وساحتى   اسكواش.
وتنفق قطر بسخاء على أكاديمية «اسباير» من خلال وضع رواتب شهرية بمختلف العملات الأجنبية حول العالم لكبار المدربين والخبراء وكذلك الأطباء، بدعوى  اشرافهم على العمل بالأكاديمية من خلال الاستشارات أو الحضور على مضض للمقر بالدوحة، وهو عمل طبيعى   فى   ظاهرة، لكن الأرقام المرصودة والتى   لا تتناسب مع حجم الجهد على أرض الواقع تؤكد أنها «رشى» واضحة لهؤلاء الذين يقودون مؤسساتهم الدولية فى بلادهم، بهدف تسهيل وغسل سمعة قطر رياضيًا، فضلًا عن الاعتماد عليهم وقت الحاجة كطلب استضافة بطولة هنا أو هناك، فالأمر لا يقتصر فقط على حد كرة القدم، إنما يمتد لجميع الألعاب، حيث تبتلع الأكاديمية ما يزيد بكثير عن مليار دولار رواتب شهرية، ويتكون الفريق الدولى العامل هناك من أكثر من ألف موظف أساسى جاءوا من 55 دولة، على رأسه أندرياس بلايشر مدير الاكاديمية، ويجرى إعداد تسعة آلاف رياضى   بينهم 250 رياضيًا متواجدون بصورة كاملة فى   المدرسة ويحصلون على أفضل فرص التعليم.
قطر احترفت أسلوب الرشى فى كل مجال وطريقة، وأصبحت سمعتها الدولية فى الحضيض، بعد كشف كل مؤامرة تخوضها على مختلف الوجهات، حتى   أسلوب التقرب والتودد على طريقة اللوبى   الصهيونى فشلت، بدليل التحقيقات الجارية مع ناصر الخليفى رئيس نادى   باريس سان جيرمان الذى فجر قضية اللاعب البرازيلى  نيمار، بعد دفع الشرط الجزائى   لناديه السابق برشلونة وقيمته الخرافية 222 مليون يورو، ليشمل إجمالى   الصفقة 800 مليون يورو، ما أثار غضب واحتقان جميع الأندية الأوروبية، خوفا من تفاقم الأرقام، ولعب الخليفى   أدوار قذرة من شأنها قلب طاولة التعاقدات والصفقات فى   المستقبل، ويستعين أمير دويلة قطر تميم بعدد كبير من المستشارين قبيل اتخاذ أى   قرار، ومن بينهم عقله المدبر، وراسم سياسته الإعلامية، وابن خالته حمد بن خليفة العطية.
أكاديمية «اسباير» هدفها أيضا تنفيذ أجندة أمريكية على الصعيد السياسي، ظهرت جليا عندما كسرت لاعبات كرة القدم الأفغانيات الحواجز التقليدية، حيث تنافسن فى   أول دورى   ممتاز نسائى   لكرة القدم على الإطلاق فى   البلاد، وكانت الشرارة الأولى والاستعدادات والاستضافة المجانية فى قلب الدوحة وتحديدًا داخل الاكاديمية العملاقة، بهدف العودة مجددا لجعل الأفغان يسبقون الزمن بخمسين عامًا لجعل المرأة تلعب كرة القدم فى   دولة كان يقودها نظام طالبان.
وأكد هارولد ماين نيكولز، مسئول الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، ورئيس الاتحاد التشيلى السابق، بعد إيقافه ومنعه من ممارسة أى نشاط يتعلق باللعبة، أنه وقع فى فخ فساد قطر، حيث شغل نيكولز منصب رئيس لجنة تقييم العروض لمونديال 2022، قائلا: «لقد أخطأت ودفعت الثمن، تحولت لفاسد فى   عيون العالم بسبب قطر، أردت الاستفادة من قطر بفضل منصبى خصوصًا فى أكاديمية أسباير القطرية، بعثت رسالة أطلب فيها السماح لابنى   وابن شقيقى  بالتمرن بضعة شهور فى   الأكاديمية، وسألت القطريين إن كانوا بحاجة لمعلم تنس كى أؤمن فرصة عمل لشقيق زوجتي، لاعب التنس السابق جوزيه أنتونيو فيرنانديز، بعدما شاهدت بلاتينى   يرسل ابنه للعمل فى أكاديمية أسباير بقطر وشاهدت بلاتر يرسل ابنته للعمل سكرتيرة فى   الاتحاد الأسترالي، الجميع كانت لديه علاقات، كان يجب أن أفكر فى  فساد فيفا لكننى  لم أفعل».