وداعاً.. شادية مصر
روزاليوسف اليومية
أعد الملف – سهير عبدالحميد – محمد عباس - أمير عبدالنبى
«وآدى حالى وحال جميع المؤمنين اللى آمنوا بالنبى الهادى الآمين، اللى جه رحمة لكل العالمين يا نبينا يا ختام المرسلين خد بإيدى» بهذه الكلمات اختتمت شادية مسيرتها الفنية قبل أعتزالها الفن عام 1984، والآن رحلت «معبودة الجماهير» عن عمر يناهز الـ86 عامًا بعد صراع طويل مع المرض وتم دفنها فى مقابر العائلة، وتعد شادية أيقونة من أيقونات الزمن الجميل، استطاعت رسم البسمة على وجوه الجميع بضحكتها التى لم تفارقها وأعمالها التى تركت من خلالها بصمة كبيرة فى اذهان الجميع. . احتجزت الفنانة شادية أول شهر نوفمبر فى مستشفى الجلاء العسكرى بعد تدهور حالتها الصحية ولاقت رعاية صحية على أعلى مستوى حيث تم نقلها لمستشفى الجلاء العسكرى وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى وزوجته بزيارتها.
وكانت شادية قد اعتزلت العمل الفنى منذ سنوات بعد طلبها مقابلة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى ففى عام 1984 فكرت الاعتزال ولم تنتظر كثيرًا وأخذت القرار على الفور وجاء اعتزالها رغبة منها وهى فى عز مجدها للتفرغ للعبادة والصلاة حيث كان للشيخ محمد متولى الشعراوى دوراً كبيراً فى هذا القرار وذلك عندما ذهبت له وسألته لماذا لا تستطيع حفظ الأغانى كما كانت تفعل فى الماضي، فنصحها بأن تنسى طريق الفن والغناء وتتجه إلى طريق الحق تبارك وتعالى.. ومنذ هذه اللحظة أعلنت شادية اعتزالها الفن وابتعادها عن الأضواء والشهرة ولم تظهر فى أى عمل غنائى أو سينمائى.
دلوعة الفن
تميز صوت الدلوعة شادية بطابع خاص جمع بين الدلال والنعومة والجانب الطربى وهذا كان رأى عدد كبير من الموسيقيين والمطربين عبر أجيال مختلفة فعندما سأل الكاتب الكبير أنيس منصور كوكب الشرق أم كلثوم عن صوت شادية قالت إنها تحب صوتها ووصفته بالظريف حيث يجمع بين الغناء والوشوشة وربما كان هذا سر شعور الناس بالراحة فى صوتها.
بعد مرور 50 سنة من هذا الحوار الملحن حلمى بكر أكد على رأى كوكب الشرق محللا صوت شادية قائلا: صوت شادية كان يتميز بالدلع حيث أضفت على أى أغنية روحها المرحة لذلك لم يستطع أحد أن يقدم اللون الغنائى الذى قدمته الدلوعة ومنذ انسحابها من الحياة الفنية وهى تركت فراغًا كبيرًا لم يستطع أحد أن يملأه فلم نجد بعدها الصوت الذى يبعث التفاؤل على الجمهور مثل شادية فقد كانت ضحكة مصر
وتابع بكر قائلا: حياة شادية الغنائية انقسمت لعدة مراحل الأولى كانت فى الخمسينات وأقتصرت الأغانى على اللون الخفيف ثم جاءت مرحلة الأغانى التى قدمتها مع شعراء مثل محمد حمزة والتى بها قصة.
أفلام صنعت تاريخها السينمائى
- فيلم «المرأة المجهولة» إنتاج عام 1959
- فيلم الزوجة الـ13 إنتاج 1962 إخراج فطين عبدالوهاب
- «التلميذة» إنتاج عام 1961 كمال كريم
- فيلم «اللص والكلاب» إنتاج عام 1961 إخراج كمال الشيخ
- فيلم «أنت حبيبى» إنتاج عام 1959 إخراج يوسف شاهين
- «فيلم المعجزة» إنتاج 1962 إخراج حسن الإمام
- فيلم الطريق إنتاج عام 1964 إخراج حسام الدين مصطفى - فيلم «معبودة الجماهير» إنتاج عام 1967 إخراج حلمى رفلة
- فيلم «ميرامار» إنتاج عام 1969 إخراج كمال الشيخ
- فيلم «أغلى من حياتى «إنتاج 1965 إخراج محمود ذو الفقار - فيلم «شيء من الخوف» إنتاج 1969 إخراج حسين كمال
- فيلم «مراتى مدير عام» إنتاج 1969 إخراج فطين عبدالوهاب
- فيلم «زقاق المدق» إنتاج 1969 إخراج حسن الإمام
- فيلم «نحن لا نزرع الشوك» إنتاج 1970 إخراج حسين كمال.
قالوا عنها
نجوى فؤاد: رشحتنى لـ«ذات الوجهين»
أكدت الفنانة نجوى فؤاد أنها حرصت على زيارتها فى المستشفى أثناء فترة مرضها ولكنها لم تستطع دخول غرفتها حيث منعها الأطباء، وكشفت عن أنها قدمت أعمالًا كثيرة مع شادية وأكدت أنها كانت فنانة عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معان فكانت تتمتع بالإنسانية والرقى خلف الكاميرا وأمام الكاميرا كما أكدت أن شادية رشحتها فى أفلام كثيرة قامت ببطولتها أبرزها «ذات الوجهين» لنجيب محفوظ وحسام الدين مصطفى لافتة إلى العلاقة توطدت لدرجة كبيرة بينهما مشيرة إلى أن الفنانة القديرة شادية كانت خجولة للغاية وطيبة القلب.
حسن يوسف: امتنعت عن الحديث مع الرجال فى سنواتها الأخيرة
أعرب النجم حسن يوسف عن حزنه الشديد عقب سماع خبر وفاة النجمة الراحلة شادية خلال الساعات الماضية، وقال: كانت أختًا عزيزة وأتذكر أنها كانت محبوبة من كافة الوسط الفنى سواء من عمل معها أو لم يعمل، فعندما غنت لى أغنية «سونه يا سون سون» ظن الكثيرون أننا على علاقة صداقة قوية ولكن فى حقيقة الأمر فهى كانت تعامل كل زملائها باحترام شديد وكانت علاقتنا تقتصر داخل إطار العمل .. وعن آخر لقاء جمعهما قال يوسف أنه لم يلتق بها منذ سنوات طويلة خاصة أنها قررت اعتزال الدنيا والتفرغ لعبادة الله وذكره وتلاوة القرآن، وكانت من حين لآخر تجرى زوجتى شمس البارودى بعض المكالمات الهاتفية للاطمئنان على حالتها الصحية، ولكنها لم تستجب وترد فى كل الأوقات، وعلمت أنها امتنعت عن الحديث مع الرجال فى أخر سنواتها حتى أننى فى أحد المكالمات بينها وبين زوجتى طالبتها أن أحدثها واطمأننت عليها وقالت لها «حسن أخويا» وأطمئن عليها بالفعل.
يسرا: أخبرتنى باعتزالها أثناء تصوير «لا تسألنى من أنا»
وكشفت الفنانة يسرا أنها لم تصدق نفسها عندما علمت أنها ستشارك الفنانة شادية آخر أفلامها «لا تسألنى من أنا» فكان الأمر بالنسبة لها عظيمًا جداً، وأشارت إلى أنها دائماً تتحدث معها عبر الهاتف لتطمئن على صحتها أحياناً ترد وأحياناً يرد عليها أحد أفراد أسرتها وأكدت أن آخر لقاء جمعهما كان منذ أكثر من عام ونصف العام تقريبًا وكانت شادية بصحة جيدة وتحدثا معاً فى كل شىء، وأضافت أن شادية اخبرتها خلال تصوير الفيلم أنه سيكون آخر أعمالها السينمائية.
إلهام شاهين: مثلى الأعلى
كشفت الفنانة إلهام شاهين عن وقوف شادية بجانبها كثيراً فى بداية مشوارها الفنى وأنها بمثابة مثل أعلى لها، وأشارت إلى أنها كانت تراقبها دائماً لتتعلم منها وشاركت معها فى بطولة فيلم «لا تسألنى من أنا»، وأشارت إلى أن شادية كانت فنانة تتمتع بإنسانية وكرم وأخلاق، ولذلك ففنها علامة مميزة فى تاريخ السينما المصرية كما أن أعمالها الغنائية محفورة فى وجدان كل المصريين كما أنها من القليلات اللاتى جمعت بين الموهبتين واتقنتهما بحرفية شديدة.