أبومازن يدعو المجتمع الدولى للتصدى لـ «ترامب»
أمانى عزام
كتبت- أمانى عزام
سيطر الغضب على الشارع الفلسطينى بكافة فئاته وأطيافه نتيجة لتصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن شروعه فى إصدار قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، مما دفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، لمناشدة قادة العالم التدخل للحول دون تطبيق خطة ترامب.
الفصائل الفلسطينية أكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام قرارات ترامب، ودعت إلى خروج مسيرات ومظاهرات فى الشارع للتنديد بتصريحاته، لذلك تحدثت «روزاليوسف» إلى عدد من المسئولين والسياسيين الفلسطينيين للوقوف على مستجدات الأوضاع ومعرفة رؤيتهم لمواجهة تصريحات الرئيس الأمريكى.
الشيخ محمد أحمد حسين، مفتى القدس والديار الفلسطينية، قال فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، إنهم اجتمعوا لبحث تصريحات ترامب، مؤكدًا أن تهديدات الرئيس الأمريكى مرفوضة دون شك.
«حسين» أكد أن تطبيق هذ القرار يعد عدوانًا على الشعب الفلسطينى والأمة العربية والإسلامية، وانتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية، وعلى رأسها قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن».
مفتى القدس والديار الفلسطينية، أكد أن تهديدات ترامب انحياز أمريكى واضح ضد حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القدس ستظل عربية وإسلامية، وأن القرار الأمريكى سيواجه بالغضب العارم من جميع العرب.
«حسين» دعا كل الزعماء العرب والإسلاميين فى كل بقاع الأرض تحمل مسئوليتهم تجاه القدس، كما طالب كل المؤسسات والمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها الأزهر الشريف بالإعلان عن غضبها تجاه مايحدث الآن، مضيفًا: «آن الأوان لتقول هذه المؤسسات كلمتها بأن القدس عربية ولها تاريخ عظيم من الحضارة الإسلامية والمسيحية».
عدنان الحسينى وزير الدولة لشئون القدس ومحافظها، قال فى تصريح لـ«روزاليوسف» إن القدس المحتلة ستبقى عربية باعتراف القانون الدولي، مؤكدًا أن القرار الأمريكى سيكون له تأثيرات مختلفة على العلاقات الفلسطينية الأمريكية، كما سيؤثر على العلاقات العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة.
ومن جهته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شئون القدس أحمد قريع أبو علاء، أن تصريحات ترامب تنكرًا لعملية السلام وتدميرًا لما تبقى من آمال لتحقيق السلام العادل والشامل المنشود.
وأكد أن إصرار أمريكا على نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل يثبت للعالم انعدام نزاهتها وعدلها وعدم صلاحيتها لرعاية عملية السلام وحل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيلين، وخرقًا للقرارات والقوانين الدولية التى تعتبر مدينة القدس مدينة محتلة يجب أن يجلو عنها الاحتلال، مؤكدًا أن القدس ستظل عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
الناطق باسم حركة فتح، وعضو مجلسها الثورى أسامة القواسمي، قال فى تصريح لـ«روزاليوسف»، إن قرار ترامب انتهاك لجميع المواثيق الدولية، واعتداء صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني، ويؤكد عدم صلاحية أمريكا لإدارة عملية السلام.
وناشد العرب والمسلمين كافة للاحتشاد خلف القيادة الفلسطينية، ودعم موقفها، كما دعا الفلسطينيين إلى ضرورة العمل على إنجاح المصالحة، لتقوية الجبهة الداخلية، والتصدى للمواجهة الأكثر خطورة.
ياسر أبوسيدو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحركة فتح فى القاهرة، قال فى تصريح لـ»روزاليوسف»، إن تسمية مدينة القدس عاصمة لدولة إسرئيل شىء متوقع ممن تبنى الفكرة الصهيونية منذ مؤتمر «بلتيمور»، لافتًا إلى أن الدعم الأمريكى المتواصل غير العاقل والمسئول يظهر دعمهم للفكرة الصهيوينة التى تروج لأن: «فلسطين أرض بلاشعب.. وشعبها بلا وطن».
وأوضح أن هذه التصرفات تؤكد أن الصهيوينة والفكر الماسونى هو المسيطر على الفكر الأمريكى والقرارات والتصرفات الأمريكية خلال هذا العصر، مضيفًا: «فلسطين هى وطن الشعب العربى الفلسطيني، والقدس مدنية عربية يبوسية قبل أن يكون هناك يهود على وجه الأرض»، لافتًا إلى أن اليهود جاءوا مع إبراهيم إلى فلسطين وهى بالفعل أرض لها شعب ولها حضارة قائمة عليها، ولذلك فإن الترف الأمريكى منحاز بكل المقاييس.
وأكد أن الشعب الفلسطينى لن يقف مكتوف الأيدي، وسيبذل كل ما يستطيع لدعم القدس، مضيفا وسنتحد جميعًا لمواجهة الأزمة، والأيام المقبلة ستشهد فاعليات كثيرة تأكيدًا لعروبة القدس وفلسطينيتها وحفاظًا على الشرف العربى الضائع».
السياسى الفلسطينى المتخصص فى العلاقات الدولية أشرف عكة، قال إن قرار ترامب ينهى دور أمريكا فى رعاية عملية التسوية السياسية ويظهر عدم نزاهتها فى حل الصراع العربى الإسرائيلى المستمر منذ عقود، ويكشف الوجه غير الأخلاقى للولايات المتحدة الأمريكية فى العالم.
«عكة» أشار إلى أن قرار ترامب يجعل أمريكا فى مصاف الدول المارقة، كما يدخل فلسطين فى مرحلة مواجهة وصراع جديدة، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى وقيادته لن يقفوا مكتوفى الايدى أمام هذا القرار.
«عكه» أكد أن خطوة ترامب التى تمهد لموجة عنف يصفى عملية التسوية التى بدات منذ العام 1993 بتوقيع اتفاقية أوسلو برعاية واحتضان أمريكا، لافتا إلى أنه تبرز تخبط واضطراب إدارته التى يهيمن عليها اللوبى الصهيوني، وتؤدى إلى انحسار دور الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم، وخاصة منطقة الشرق الاوسط.
قال الدكتور كمال الحسيني، رئيس مؤسسة «سيدة الأرض» الفلسطينية ، فى تصريح خالص لـ«روزاليوسف»، «سنبقى متمسكين بالقدس إما فوق ترابها أو تحت ترابها، لن نغادر ولن نفرط ولن نخون هذا عهد بيننا وبين أنفسنا وبين أولادنا وأحفادنا وبين البشر والحجر».
وأضاف «الحسيني»: «نحن نجهز لفاعليات كاملة لدعم القدس وحمايتها»، مؤكدًا أنه لم يتفاجأ بتصريحات ترامب لأنه كشفت الوجه الحقيقى البشع للنظام الأمريكى الذى لن نعول عليه لأنه دائمًا يخذلنا.
من جهتها، وضعت لجنة مقاومة الاستيطان والتهويد الوطنية الإسلامية فى القدس، 12مقترحًا للرد الفورى على ترامب حال تنفيذ تهديداته، تحت عنوان «القدس تنادي» أبرزها سحب اعتراف دولة فلسطين بإسرائيل، وقطع كافة أشكال الاتصال مع سلطات الاحتلال خاصة التنسيق الأمني، وقطع كل أشكال الاتصال والعلاقة الفلسطينية مع إدارة ترامب، وإعلان فلسطين القاضى بكف يد إدارة ترامب فى «عملية السلام» بشكل نهائى، ورفع شكوى فى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة لخرقها القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بالقدس الشريف، وتفعيل كل الشكاوى وجرائم الحرب ضد دولة الاحتلال فى المحكمة الدولية، وإتمام المصالحة الوطنية بكل تفاصيلها بما فيها ما يتعلق بإعادة بناء منظمة التحرير والمجلس الوطنى الفلسطيني، تأسيس وإطلاق مقاومة شعبية سلمية فلسطينية ضد الاحتلال لا تنتهى إلا بانتهاء الاحتلال، مطالبة الدول العربية والاسلامية بالالتزام بقرارات قممهم بخصوص قطع العلاقة مع إدارة ترامب لاعترافها بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، مطالبة دول وشعوب العالم برفض القرار الأمريكى وتفعيل حملات المقاطعة الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلى ودولة الفصل العنصرى.
الغضب الفلسطينى لم يقف عند حدود المسئولين والسياسيين فحسب، ولكنه انطلق إلى كافة ربوع الشارع الفلسطيني، حيث نظمت الحركات الشبابية مسيرات حاشدة فى القدس والضفة للتنديد بتهديديات ترامب.
فريق سفراء السلام بفلسطين، دعا لوقفة تضامنية مع القدس فى ساحة الجندى المجهول فى غزة، وأكد عدد من الشباب المشاركين فى الوقفة أنهمم متمسكون بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى.