الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسباب استجابة الدعاء




نرى كثيراً من الناس فى المساجد وغيرها يدعون الله سبحانه وتعالى ومع ذلك لا يستجاب لهم
 
- ويجيب الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: أمر الله تعالى بالدعاء فقال تعالى: «وقال ربكم ادعونى استجب لكم» آية رقم 60 من سورة غافر. ووعد سبحانه بالإجابة فى قوله تعالى: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان» آية رقم 186 من سورة البقرة.
 
وإجابة الله تعالى للدعاء تتعلق بأمرين اثنين: أحدهما يتعلق بالداعى نفسه والثانى يتعلق بالله تعالي. فأما ما تعلق بالداعى نفسه فهو إذا كان الداعى طائعاً لله تعالى فإن الله تعالى يستجيب دعاءه، وأما إذا كان عاصيا لله فإن الله تعالى لا يستجيب دعاءه، ومن العصيان أكل الحرام لما رواه أبوهريرة - رضى الله عنه -عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: «يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم» آية رقم 51 من سورة «المؤمنون» وقال: «ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم» آية رقم 172 من سورة البقرة ثم ذكر «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك» رواه مسلم.
 
وكذلك لا يستجاب للعبد إذا كان لا يدعو الله تعالى إلا فى وقت الشدة والكرب فقط دون أوان الرخاء. ورحم الله القائل:
 
كيف ندعو الإله فى كل كرب
 
ثم ننساه بعد كشف الكروب
 
كيف نرجو إجابة لدعاء
 
قد سددنا طريقها بذنوب
 
وأما ما تعلق بالله تعالى فهو ما يعلمه الله تعالى من المصلحة للعبد الداع. فإما أن يعجل له دعوته فى الدنيا وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. يؤيد ذلك ما رواه عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم على وجه الأرض يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله عز وجل إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم ولا قطيعة رحم. فقال رجل من القوم: إذن نكثر قال: الله أكثر - يعنى أكثر إجابة» رواه أحمد.
 
وعن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها «رواه أحمد كذلك».