السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى مسلسل «رحيم».. صبرى فواز «مايسترو الشر»

فى مسلسل «رحيم».. صبرى فواز «مايسترو الشر»
فى مسلسل «رحيم».. صبرى فواز «مايسترو الشر»




كتبت: سوزى شكرى

 

منذ انطلاق السينما المصرية 1917 ويحوز ممثلو أدوار الشرعلى إعجاب الجمهور والنقاد، يحفظ الجمهور كلمات الشر وتعبيرات الممثل  ويعيد استخدامها فى مواقف تخص حياتهم اليومية، بالإضافة إلى منح ممثلي الشر ألقاب شهرة تدعم مشوارهم الفنى، على سبيل المثال كان البارون أو الشرير اللطيف لقب  «استيفان روستى»، أنطون كوين الشرق لقب «محمود المليجى»،  البرنس لقب «عادل أدهم»، الشريرالغامض لقب «زكى رستم»، ملك الترسو لقب «فريد شوقى»، إكسلانس لقب «توفيق الدقن»، وغيرهم كثيرون، هؤلاء قدموا  أدوار الشربحسب ملامح الفترة الزمنية التى عاشوها.
من المسلسلات الدرامية الرمضانية جاء مسلسل «رحيم» من تأليف محمد إسماعيل أمين، والمخرج محمد سلامة، سيناريو مكتوب بشكل  مميز ومثير وسرعة الخطوات، قدم الممثل المتفرد «صبرى فواز» شخصية «عماد» يستحق عنها لقب «مايسترو الشر» الذى استطاع أن يكون بطلا متألقا فى كل مشهد ومحرك أساسى لشخصيات المسلسل رغم وجود الأبطال المميزين جميعا فى أدوارهم، «عماد» شخصية مختلفة ومخالفة لما تعودنا عليه فى أدوار الشر، «عماد» رجل الأعمال ذو السلطة القوية، شرير له طموحات تفوق توقعاته لنفسه، يجيد نوعا خاصا من الشر هو «شر المكايدة» والمؤامرات المثيرة التى يصعب توجيه تهم مباشرة له.
على مدى ثلاثين حلقة  قدم فواز أو «عماد» شخصية الشرير العاشق أو أنه عشق الشر الشكسبيرى من أجل «داليا» الممثلة «نور»، الفتاة  التى ربما أحبها بجنون، وربما الأمر بالنسبة له انتقام وتصفية حسابات الماضى المتمثلة فى شخصية «رحيم» الممثل «ياسر جلال»، وقرر «عماد» أن يفوز بها من أيدى «رحيم»، فدبر لها الأزمات والكوارث وأدخلها السجن بتهمة ملفقة.
مهما توقعت ماذا يحدث من «عماد» فإنه فى كل حلقة يبهرك بشره النابع من أدائه البليغ والبيسط غير المفتعل، ويجذب انتباهك ويشوق المشاهد ماذا سوف يقدم هذا الشرير الصادق فى شره، الشرير المصاب بهوس السيطرة، نجدة يجيد التلاعب بالآخرين ببراعة الأداء والصياغة، يؤكد أنه لايشعر بالندم ولا بالذنب باعتباره من وجهة نظره صاحب حق، وتيرة صوتة منخفضة محيرة غامضة، ابتسامة الغدر تملأ ملامحه يمارس لعبة الحب والشر مع حبيبته، «عماد الشرير» يملك المتناقضات مهما حاول أن يخفيها يفوح منه دخان الحقد والكراهية.
ومن مفآجات  «فواز» أو «عماد» الشرير وتحديدا فى الحلقة ( 24)  حين كان يسمع اعترافات « داليا» على جهاز اللاب توب بعد تسريبها له من قبل زوج الطبيبة النفسية «سمر» الممثلة «غادة طلعت»، تعترف داليا أنها السبب فى موت عزة أخت «رحيم»، قدم «عماد» اداء تمثليا مبهرا أشبه بأداء المايسترو الذى يقود فرقة على المسرح ويتحكم فى إدارة الآلات الموسيقية التى تعزف سيمفونية الاعترافات، جلس عماد مبتسما يشعر بنشوة الانتصار على خصمه يسمع بمتعة اعترافات «داليا»، ويصاحبه الموسيقى التصويرية التى اعتمدت على الكمان عزف «اوكسترالى»، يعتمد على آلات «الكمان» تعلو وتنخفض الموسيقى بحسب خطورة الاعترافات.