السبت 25 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دبلوماسيون: الرئيس السيسى نجح فى إقامة علاقات استراتيجية مهمة مع قطبى العالم

دبلوماسيون: الرئيس السيسى نجح فى إقامة علاقات استراتيجية مهمة مع قطبى العالم
دبلوماسيون: الرئيس السيسى نجح فى إقامة علاقات استراتيجية مهمة مع قطبى العالم




استمرارًا لسياسة الانفتاح المصرى القوية على العالم الخارجى، التى تبنتها الدولة المصرية منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، يجرى الرئيس زيارته الرابعة إلى موسكو، يلتقى خلالها نظيره الروسى، فلاديمير بوتين، لبحث التعاون المشترك فى عدد من المجالات، حيث  أكد عدد من الدبلوماسيين، أن الزيارة تأتى استمرارًا لقوة ومتانة الروابط التاريخية بين البلدين، ولبحث العلاقات الثنائية التى تمتد لأكثر من 70 عامًا، بالإضافة لاستئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ والغردقة، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، والأوضاع فى المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع فى سوريا وليبيا واليمن.
من جانبه، قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر وروسيا تربطهما علاقات استراتيجية متنوعة الأهداف والمقاصد، لافتًا إلى وجود بعد سياسى مهم جدًا لتعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط التى باتت موسكو تلعب دورًا رئيسيًا ومهماً وفاعلا فى تسوياتها سواء كان الأمر يتعلق بسوريا أو بباقى قضايا المنطقة.
وأضاف «حجازى»، أنه على الجانب الاقتصادى فروسيا شريك قوى وفاعل لمصر بحجم تبادل تجارى وصل إلى 6,7 مليار دولار، لافتًا إلى أن موسكو تقيم أول منطقة صناعية روسية فى منطقة قناة السويس ومنها سيتم تصدير السلع والمنتجات عالية الجودة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى وجود عدة ملفات استراتيجية وحيوية محل البحث خلال هذه الزيارة منها عودة الطيران العارض الروسى بعد عودة الطيران بين البلدين فى إبريل الماضى، لافتًا إلى أن السياحة الروسية فى مصر تقدر ب 4,2 مليون سائح تقريبا تشكل 20% من السياحة الخارجية إلى مصر، ولذلك فإن هذا الأمر محل نقاش مستمر بين الطرفين وقد آن أوان حسمه.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الزيارة ستتضمن بحث تطورات اتفاقية الضبعة التى تعد من أهم الاتفاقيات فى تاريخ البلدين، بالإضافة إلى المناورات العسكرية  المشتركة بين مصر ورسيا خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعكس البعد الاستراتيجى لعلاقات الأمن والتعاون العسكرى، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات مستندة إلى التوافق الاستراتيجى من خلال آلية (2+2) التى تمثل وزيرى الدفاع والخارجية فى كلا البلدين.
وأكد أن الزيارة تشمل تنسيق المواقف على الساحة الدولية مما يعطى للعلاقات المصرية الروسية أبعادها، بالإضافة إلى دعم روسيا لقدرات مصر العسكرية من خلال التسليح والتدريب، وجميعها عناصر تعكس البعد المهم للعلاقات والأبعاد الاستراتيجية المتنوعة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، مشيرا إلى وجود علاقات مهمة تربط الزعيمين عبدالفتاح  السيسى وبوتين، علاوة على  أن مصر فى عهد الرئيس السيسى نجحت فى إقامة علاقات استراتيجية مهمة مع قطبي العالم أمريكا وروسيا، موضحا أنه ليس من السهل إدارة علاقة استراتيجية متوازنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على النحو الذى تفعله مصر الآن، وهو تعبير عن  إدراك البلدين لأهمية مصر ودورها فى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، وهى معادلة لم تكن تحدث قبل عهد الرئيس السيسي، بالإضافة  إلى إقامة علاقات متوازنة مع أوروبا وآسيا مثل الصين  واليابان وكوريا الجنوبية،  والارتباطات القائمة مع العديد من البلدان الآسيوية مثل إندونيسيا وفيتنام وسنغافورة.
وأكد أن هذا التوازن فى العلاقات الدبلوماسية ماكان سيتحقق إلا نتيجة تكثيف الدبلوماسية المصرية لنشاطاتها، بالإضافة إلى الإنجازات الكبيرة التى حدثت على الصعيد الإفريقى وتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى عام 2019 وجميعها علاقات تعكس مدى التوازن والمصداقية والدور متنوع الأهداف والمقاصد إلى مصر، لافتا إلى أن هذا يصب فى مصلحة الإقليم وإقناع تلك القيادات الدولية برؤى مصر من قضايا النزاع فى المنطقة، وتحقيق منافع كبيرة على الصعيد الاقتصادى.
 وأوضح أن نجاح مصر فى القضاء على الإرهاب وحماية الدولة القومية ومساندة القضية الفلسطينية، والدعوة لحل سياسي، جعل الدور المصرى محل تقدير عالمى، لا يسهم فقط فى قضايا وأزمات المنطقة، لكنه يمتد لقضايا العالم الثالث بحكم رئاستها لمجموعة الـ77 والصين وهى المنتدى الأكبر على مستوى العالم بعد الجمعية العامة والذى من خلاله تتولى مصر مسئولية الدفاع عن الدول النامية والقضايا التى تخصها فى الاقتصاد العالمى والمناخ وغيرها من القضايا الحيوية والمهمة لدول العالم الثالث وإفريقيا والعالم العربى.
وفى السياق ذاته قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا والتى سبقتها زيارة رئيس جمهورية تتارستان إلى مصر يوضح عودة الانفتاح المصرى على جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة التى تقع فى وسط آسيا، مشيرا إلى أن هذا توجه إيجابى فى السياسة الخارجية المصرية.
وأوضح «هريدى»، أن زيارة الرئيس السيسى إلى موسكو تأتى فى إطار حرص البلدين على تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية بينهما فى شتى المجالات خلال هذه المرحلة الحاسمة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك مصالح عديدة مشتركة بين مصر وروسيا فى مقدمتها التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والتعامل من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات والصراعات المسلحة فى الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وموسكو خاصة وأن الأخيرة ستقوم بإنشاء أول محطة نووية فى مصر بمنطقة الضبعة.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس إلى روسيا تخدم المصالح المصرية والأمن القومى المصرى، لافتا إلى إلقاء  السيسى كلمة من داخل مجلس النواب الروسى فى سابقة لأول رئيس مصرى يزوره تأتى تقديرًا من الرئيس بوتين لمصر ودورها، وتأكيدا على وجود رغبة روسية فى توثيق المزيد من العلاقات مع مصر.
فيما قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى روسيا تأتى لبحث المزيد من سبل التعاون بين البلدين، لافتا إلى أنها تتضمن العديد من الملفات العامة مثل عودة الطيران الروسى إلى مصر لزيادة نسبة السياح الروسيين، بالإضافة إلى بحث تطورات المشروعات الاقتصادية بين البلدين، والمفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية وخطوات تنفيذها.
وأشار «حسن»، إلى أن الزيارة ستتضمن بحث زيادة التبادل التجارى بين البلدين، والتشاور فى مجال مكافحة الإرهاب وسط تخوف روسى من عودة أعداد كبيرة من الإرهابيين الموجودين فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى بحث الأزمات الموجودة بالمنطقة وتأثيرها على الاستقرار والأمن والتنمية، خاصة أن روسيا لها دور رئيسى فى سوريا، لافتًا إلى أن مصر سيكون لها دور كبير فى عملية إعادة البناء بعد حل الأزمة السورية، بالإضافة إلى التشاور فى تطورات الأزمة الليبية واليمنية  والقضية الفلسطينية.
وأوضح أن زيارة رئيس جمهورية تتارستان التى سبقت زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا جاءت تمهيدًا لتوقيع اتفاقيات مزيد من التعاون الاقتصادى بين البلدين.