الإثنين 27 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صفقات ترامب الجديدة

صفقات ترامب الجديدة

بات واضحًا للكثيرين أن مسار وقف إطلاق النار فى غزة ومسار السلام يمضى بشكل طبيعى بالرعاية والضمانات الأمريكية ورؤساء وملوك الدول الذين حضروا مؤتمر السلام بشرم الشيخ، إضافة إلى ذلك يبدو أن الأمريكان جادون فى تطبيق خطة ترامب لإحلال السلام فى الشرق الأوسط ومظاهر هذه الجدية تتحقق على الأرض بإرسالهم 200 جندى أمريكى لمراقبة عملية وقف إطلاق النار من جانب الكيان الصهيونى، أيضا الزيارات المتتالية من جانب كبار المسئولين الأمريكيين لإسرائيل وأبرزهم نائب الرئيس الأمريكى وزوج ابنة ترامب والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط بهدف أساسى هو الحفاظ على وقف إطلاق النار والدخول فى المرحلة الثانية من بنود الخطة الأمريكية وأيضا وهو الأهم محاولة إغراء رئيس الوزراء الإسرائيلى بدخول أكثر من دولة عربية كبيرة لما يسمى اتفاقية إبراهام بخلاف ذلك هناك طرح أمريكى إسرائيلى جديد بدخول منطقة الشرق الأوسط لواقع ومخطط عليه علامات استفهام كثيرة وهو اعتراف عدد جديد من الدول الخليجية بالتطبيع مع إسرائيل وأيضا تخفيف الأعباء المفروضة على الفلسطينيين ومنها خروج الإسرائيليين من الضفة الغربية.



لكن الموقف أو الظاهرة التى تستحق التوقف عندها أنه فى الأسبوع الماضى حذر عدد من الدول الخليجية من أن جهود إنهاء الحرب فى غزة معرضة لخطر الانهيار بسبب ما وصفوه بتساهل الوسطاء، يقصدون «مصر- تركيا - قطر» تجاه رفض حماس نزع السلاح وحذروا أيضا من أنه ما لم يكن هناك رد أمريكى حاسم وتغيير فى نهج الوسطاء فإنهم لن يستمروا فى عملية تمويل السلام وهددوا بأنهم لن يحضروا مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى سيعقد  نوفمبر المقبل فى القاهرة، وعلى خلفية هذه التطورات جاء أكثر من تصريح للرئيس الأمريكى ترامب بالتهديد والتحذير بتدمير حركة حماس إذا لم يلتزموا بوقف إطلاق النار وتسليم جثث القتلى الإسرائيليين.

فى علم السياسة يتحمل المسئولية من فى يده المسئولية ويتحمل تبعات فشل القرار أو إفشال من فى يده القرار انطلاقًا من هذا النهج جاءت تصريحات القيادى فى حركة حماس خليل الحية بأن حركة حماس مصممة على المضى فى الاتفاق حتى نهايته وأنها تريد أن يصمد الاتفاق، وأشار فى تصريحاته على قناة القاهرة الإخبارية أن الإرادة الدولية والمظاهرة الكبرى التى رعاها الرئيس السيسى بحضور الرئيس الأمريكى ترامب هى الضمانة بأن الحرب فى غزة قد انتهت، الجميع الآن يتحملون المسئولية بدرجات متفاوتة.. الشعب الفلسطينى تحمل ما لا طاقة له به وما لا يستطيع أحد أن يتحمله.

مصر قيادة وشعبًا لم تتوقف لحظة عن مساندة الشعب الفلسطينى وخصوصًا غزة.

أمريكا ضامنة ويبدو أنها مُصرة على تطبيق خطة ترامب، الدول الغربية جميعها اعترفت بدولة فلسطين تحت الضغوط الشديدة من شعوبها والرأى العام على أرضها وخصوصًا ضغوط وسائل التواصل الاجتماعى التى فضحت جرائم العدو الصهيونى للنساء والأطفال والشيوخ والشباب واللافت هو الدور الكبير والموضوعى الذى قامت به وسائل التواصل الاجتماعى وكان له أكبر الأثر فى التحول الكبير للحكومات الغربية من تأييد إسرائيل إلى الاعتراف بدولة فلسطين وحضور رؤساء الدول الغربية مؤتمر السلام فى شرم الشيخ وعلى عكس ما توقع المحللون والمتابعون والكتاب أن إسرائيل لن تمضى فى خطة السلام وإن عاجلا أو آجلًا ستخرق هذه الخطة وتواصل العدوان على الشعب الفلسطينى إلا أنهم لم يتابعوا ما قاله الرئيس السيسى فى احتفالية كلية الشرطة بدعوته للرئيس الأمريكى ترامب لحضور مؤتمر شرم الشيخ ليكون راعيًا وضامنًا لاتفاق السلام، والمتابعة الجيدة كان يجب أن ترصد ما قاله الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية الأسبوع الماضى بدعوته الشعب المصرى للتبرع لإعادة إعمار غزة وهذه التصريحات والإشارات والرسائل تؤكد على استدامة واستمرار عملية السلام بشكل شبه منتظم حتى يتوقف إطلاق النار بشكل كامل وامتثال إسرائيلى بعدم تجديد العمليات العسكرية.

بعض المتابعين لم يتذكروا سير محادثات كامب ديفيد التى أجراها المصريون بمهارة عالية مع الإسرائيليين والمحاولات الإسرائيلية فى التلاعب والتلكؤ فى تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وأيضًا اللف والدوران والحجج الواهية التى صمد المفاوض المصرى أمامها واستطاع أن يصل إلى ما يريد بالثقة الكبيرة وسعة الصدر والقدرة القوية على أن يصل إلى ما يريد، هذه الخبرة الكبيرة التى اكتسبها الخبراء المصريون وخصوصا رجال المخابرات المصرية والخارجية تحت قيادة الرئيس السيسى وحكمة العقل مع القوة وكل هذه المقومات أفرزت فى النهاية اتفاق وقف إطلاق النار وثقة مصر بسريان هذا الاتفاق.

أهم ما نراه فى هذا السياق أننا لابد ألا ننسى أن اتفاق كامب ديفيد بين السادات ومناحم بيجن الذى يمثل أقصى اليمين الإسرائيلى فى هذا الوقت وهو نفس المنصة التى يقف عليها الآن نتنياهو الذى يمثل أيضًا أقصى اليمين الإسرائيلى ومن هنا سيكون التزامه بل نرى أبعد من ذلك أن  الأيام القادمة ستكشف عن طرح أمريكى إسرائيلى للشرق الأوسط،  وستكشف عن الكثير من مبادرات أو صفقات السلام ودائمًا وأبدًا  مصر البداية والنهاية فلا بديل عن قيادتها للمنطقة العربية والشرق الأوسط هذا هو تاريخها فى التغلب على أصعب الظروف بقوتها وعقلها.