الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيماء ابنة سوهاج.. وصلت للعالمية من خلال فن «التلّى»

شيماء ابنة سوهاج.. وصلت للعالمية من خلال فن «التلّى»
شيماء ابنة سوهاج.. وصلت للعالمية من خلال فن «التلّى»




«فن التَلّىِ» بفتح التاء وتشديد اللام وكسر الياء، هو واحد من أعرق فنون النسيج التراثية المصرية الذى اشتهرت به أسيوط وبرعت فى تنفيذه سيدات الصعيد وتوارثنه جيل بعد جيل، حتى انقرض بعد أن اشتهر بارتداء الراقصات له، وتوالت وفيات فنانات التَلّىِ، حتى أتت إحدى الفنانات من فرنسا تبحث عن سيدة تجيد هذا الفن، حيث تزين قطع منه أحد المتاحف الفرنسية الشهيرة، واستخدمه بيت الأزياء كريستيان ديور فى عروضه. والتَلّىِ نوع من النسيج ينفذ بأشرطة معدنية رقيقة على أقمشة قطنية أو حريرية أو شبكية مثل قماش التُلّ، واسم التَلّىِ يطلق على الأشرطة المعدنية التى تتم صناعة النسيج بها، كما يطلق أيضًا على المنتَج النهائى المطرز بهذه الأشرطة، مؤخرًا شهد مهرجان الجونة السينمائى سباقًا محمومًا لارتداء أبهى الأزياء وكان أبرزها فستان الإعلامية منى الشاذلى والتى ارتدت فستانا يزينه نقوش التَلّىِ، وهى من أعمال الفنانة شيماء النجار، فنانة التَلّيِ ابنة سوهاج التى لا يعرف الفشل طريقا لها، وتمكنت من الوصول بأعمالها للعالمية، وأصبحت من أشهر مصممى التَلّيِ فى مصر، الصدفة وحدها كانت بداية تعرف شيماء النجار على حرفة الجدات، عندما ذهبت برفقة جارتها لشراء خيط، وبخلاف المتعارف عليه من صعوبة تعلم غرزة التَلّيِ؛ نظرًا لمروره بست خطوات، وكان عمرها حينها 12 عامًا، وكانت تمارسه فى فترات الإجازات، حتى حصلت على دبلوم التجارة بعدها قررت بداية مشروعها لإنتاج التَلّيِ إلى جانب استكمال تعليمها العالى فى كلية التجارة، إلا أن النجاح لم يكن وليد المشروع الأول ولا حتى المشروع الثانى، واعتمدت على مبلغ بسيط ادخرته ومبلغ آخر حصلت عليه من شقيقها زكريا الذى دعمها بقوة منذ خطواتها الأولى، إلا أن والدها رفض الفكرة تمامًا خاصة عندما لبت منه السفر إلى القاهرة للمشاركة فى معرض نظمته وزارتا الشباب والرياضة التنمية المحلية عام 2000، وحاولت اقناعه بشتى الطرق لكنها فشلت وعدل عن موقفه بعد تدخل مسئولة إحدى الجمعيات المحلية.
تكمل شيماء قائلة إنها بعد هذا المعرض تمكنت من تجاوز أهم عقبة واجهتها، ونجحت فى بيع كل إنتاجها وكان جلبابا تقليديا وشالا، وعادت إلى سوهاج محملة بطلبيات عديدة واجهها والدها بالرفض، وهنا تدخل شقيقها زكريا الذى عرض مرافقتا إلى القاهرة لتسليم الطلبيات والعودة فى نفس اليوم، وبقدر الإجهاد حرصت على احترام رغبة والدها، الذى اقتنع مع مرور الوقت وسمح لها بالسفر إلى دولة الإمارات لمدة ثلاثة شهور للعمل لدى أحد بيوت الأزياء.
تقول شيماء: «مع الوقت بدأت الناس تطلب الألوان، وأهم شيء المغامرة وعدم الخوف لأن الفشل هو بداية طريق النجاح، المهم أن نعيد المحاولة مرات تلو الأخرى».