الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أبعاد» منير كنعان من كلاسيكية الأربعينيات لتجريدية الثمانينيات




فى لمسة وفاء من زوجته الكاتبة الصحفية سناء البيسى ونجلهما هشام، تم افتتاح معرض الفنان الراحل منير كنعان (1919-1999)، بقاعة «أبعاد» بمتحف الفن الحديث بالأوبرا، وضم حوالى عشرين عملا فنيا متنوعا ما بين الاسكتش وأعمال الرسم بالباستيل ولوحات الجواش ولوحاته ذات الأحجام الكبيرة بالألوان الزيتية والكولاج، يقدم المعرض استعاضة سريعة للتجربة الفنية الكاملة لكنعان، التى بدأها فى الأربعينيات من القرن الماضي، واستمرت حتى وفاته فى التاسع والعشرين من ديسمبر 1999، وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم تسجيلى عن أهم المحطات بحياة كنعان الفنية.
 
 

 
الأعمال بالمعرض وهى من المقتنيات الخاصة للأسرة يقدم مرحلة الأربعينيات التى تميزت بالروح الكلاسيكية فى التعامل مع سطح اللوحة والألوان والأفكار مع لمساته التعبيرية واهتمامه بالتفاصيل والاهتمام الشديد بالتكوين، ثم أعمال من فترة الستينيات والتى تحول فيها كنعان إلى التجريدية وهذه المرحلة احتلت الجزء الأكبر من القاعة لأنها المرحلة المميزة لمشوار كنعان الفني، حيث تخلى عن القواعد الأساسية للفن وانصت لخياله الجامح لينفذ لوحاته الكولاجية والتجريدية فى اللون التى ساد بها الأشكال الهندسية المتقاطعة والمرسومة جنبا إلى جنب وكأنها حالة حوارية من الأشكال الهندسية.
 
يرسل كنعان رسائله البصرية كما يراها بخياله مجسدا لها بالمساحات اللونية أو يستعيض عن اللون بالكرتون فى أعماله الكولاجية، لينتهى المعرض بلوحة تجريدية متوسطة المساحة أنتجها عام 1980، يقول عنه النقاد أنه قد أحدث كثيرا من الصدمات فى حقل الفن المصرى حيث أنشأ علاقة تصادمية مع سطح الحياة الفنية محدثا كثيرا من الدوامات والتساؤلات فى معارضه المدهشة منذ الستينيات.
 
يعتبر كنعان أحد رواد الحركة الفنية المعاصرة فى مصر فقد بدأ تجاربه فيها منذ بداية 1945 التى ابتكر فيها أول لوحة تجريدية وفى عام 1953 ابتكر أول لوحة كولاج، فى عام 1956 كان أحد فرسان جماعة «نحو المجهول»، التى كان من أعضائها الراحلان رمسيس يونان وفؤاد كامل.
 
ينقسم التاريخ الفنى لكنعان لعدة مراحل، الأولى الفترة من (1940 إلى 1946) وهى مرحلة التكوين التى اكتسب فيها الخبرة التكتيكية كرسام يجيد الرسم والتلوين، ثم المرحلة الثانية (1946 – 1956) التى تعد كمرحلة تحول أو انتقالية فكان بحثه الفنى محاولة بما سيكون ونقد فيها بعض الأعمال التجريدية مع متابعته للإنتاج العالمى، أما المرحلة الثالثة (1956 – 1959) انطلق فيها نحو التجريدية الهندسية وتحولت فيها إلى تقسيمات هندسية، وانتقل بعد ذلك من التجريدية الهندسية لاستخدام الألوان الزيتية مع بعض الخامات، ثم المرحلة الأخيرة (1966 – 1967) وهى مرحلة الكولاج الحر، كأحد فروع «البوب أرت».