الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سوريا بين رحى التدخلات الخارجية والانتهاكات التركية

سوريا بين رحى التدخلات الخارجية والانتهاكات التركية
سوريا بين رحى التدخلات الخارجية والانتهاكات التركية




تعامل الجيش التركى بوحشية مع السوريين ما نتج عنه نجم عنه انتهاكات جسيمة فى حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة، وقتل وتشريد للسكان، بالإضافة إلى تدمير المنشآت الحيوية والتاريخية المهمة.
وزارة الخارجية المصرية، أدانت الاحتلال التركى لمدينة عفرين السورية، واعتبرت مصر، بحسب بيان الخارجية، أن «الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة، وتزيد من تعقيد المشهد السياسي، باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة، وتؤدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فى سوريا».
وأعاد البيان التأكيد على استمرار الموقف المصرى الداعم للحل السياسى فى سوريا، بما يحفظ كيان ووحدة الدولة ومؤسساتها، ويلبى طموحات الشعب السوري.
وفى 7 أبريل 2018، وقع هجوم كيميائى فى مدينة دوما السورية، تسبب بمقتل ما لا يقل عن 70 شخصا، واتُهم النظام السورى بتنفيذه، وأثار الحادث إدانة واسعة النطاق من عدد من الدول، وأثار حلولا تنافسية من قبل مجلس الأمن الدولى بشأن كيفية التعامل مع الرد عليه، خصوصا من طرف الولايات المتحدة.
على غرار الأحداث السابقة، اتهمت فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى النظام السورى بأنه مسئول عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
فى الساعات الأولى من يوم 9 أبريل 2018، شنت غارة جوية على قاعدة التياس العسكرية الجوية فى سوريا، ونفت الولايات المتحدة إطلاق الضربة الجوية، ورفضت متحدثة إسرائيلية التعليق على ذلك.
فى 10 أبريل، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث عرضت الحلول المتضاربة بشأن كيفية التعامل مع الرد على الهجوم الكيميائى واستخدم فى نهاية المطاف حق النقض،  وبحلول 11 أبريل، بدأت كل دولة من الدول الغربية فى النظر فى العمل العسكرى فى سوريا سعيا وراء «استجابة مشتركة قوية».
وفى 11 أبريل، قالت الحكومة السورية إنها دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق فى مواقع الهجمات، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر مسئول فى وزارة الخارجية قوله «إن سوريا حريصة على التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لكشف الحقيقة وراء المزاعم التى تفيد بأن بعض الأطراف الغربية كانت تروجها لتبرير نواياها العدوانية».
وفى 13 أبريل، وبعد أن نفت روسيا وجود أى أثر للكيميائى فى دوما، واتهمت روسيا بريطانيا بأن الأخيرة «تورطت بشكل مباشر فى الاستفزاز» ومارست ضغوطاً على الخوذ البيضاء «لممارسة هذا الاستفزاز المعد سلفا».
وكانت الأزمة الأصعب فى سوريا عندما وقع العدوان الثلاثى على سوريا فى 14 أبريل الماضى عندما نفذت القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ضربة عسكرية على عدد من المواقع فى سوريا، وقال الغرب: إنها جاءت لمعاقبة النظام السورى على الهجوم الكيماوى المُتهم بتنفيذه فى دوما بالغوطة الشرقيّة قبل أسبوع من هذه العملية.
اقتصرت آثار الضربة على أضرار مادية بعد اعتراض الدفاعات الجوية السورية لمعظم الصواريخ وكون الضربات جاءت على مواقع فارغة بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان والجيش الروسى فى حين أكد البنتاجون استهداف 3 مواقع هى مركز أبحاث علمية فى مدينة دمشق كان يستخدم لاختبار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية رجح وقوعه فى حى برزة بحسب.
ردت سوريا باستخدام نظم الدفاع الجوى لديها، وتصدت للهجمة باستخدام صواريخ سام 3 وس-200 وسام 6 وصواريخ بوك، وهى أنظمة سوفيتية الصنع، وهو ما كشفته وزارة الدفاع الروسية، وخرجت إدانات دولية وعربية تندد بالعدوان الثلاثي، حيث أعربت الخارجية المصرية عن  قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكرى الراهن فى سوريا، لما ينطوى عليه من آثار تضر بسلامة الشعب السورى الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.
ودعت الخارجية المصرية، فى بيان لها المجتمع الدولى والدول الكبرى لتحمل مسئولياتها، فى الدفع بالحل السلمى للأزمة السورية بعيدا عن الاستقطاب، والمساعدة فى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح.