القاهرة - باريس.. شراكة تاريخية من التصنيع إلى التسليح
أحمد إمبابى وأحمد قنديل
كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل
فى أول زيارة له للقاهرة منذ توليه مهام منصبه عام 2017، يبدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون زيارة رسمية للقاهرة اليوم، لمدة ثلاثة أيام ، يلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، بجانب تنسيق المواقف الخاصة بالأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.
ويرافق الرئيس الفرنسى وفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، حيث سيتم عقد لقاءات اقتصادية بين المجموعات الفرنسية والمصرية، علاوة على فرص تعظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما ستشمل مباحثات الرئيسين فى القاهرة تطورات الأوضاع الإقليمية مع التركيز على الملف الليبى والملف السورى وجهود السلام بالشرق الأوسط وملف الهجرة غير الشرعية. ومن المقرر أن تتناول المباحثات أيضا سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية على كل الأصعدة، لاسيما فى المجال العسكرى، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، وخاصة التعاون العسكرى.
ومن المتوقع أن يشهد لقاء السيسى وماكرون، توقيع ٧ اتفاقيات اقتصادية يصل حجمها إلى نحو مليار يورو بخلاف الاتفاق على منحة من وكالة التنمية الفرنسية قدرها مليار يورو، وهذه الاتفاقيات تعتبر جزءًا من ٣٠ اتفاقية سيتم توقيعها مع الوفد المشارك من وزراء ورجال أعمال.
فيما أكد أوريليان شونالبيه المستشار الدبلوماسى لماكرون، أن الزيارة تأتى مؤشرًا على عمق العلاقات المصرية الفرنسية باعتبار مصر دولة محورية وتقوم بدور بارز فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة العربية وأوروبا.
وقال السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية: إن لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وماكرون من المنتظر أن يتناول كل جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين بهدف تعظيم الشراكة بينهما، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والثقافية بجانب تعزيز التعاون بين كل من مصر وفرنسا والقارة الإفريقية تحت مظلة الرئاسة المصرية المنتظرة للاتحاد الإفريقى من خلال استكشاف فرص التعاون الثلاثي.
كما سيتم التباحث بين الزعيمين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأزمات الراهنة بالشرق الأوسط والتى تمتد تداعياتها إلى منطقة البحر المتوسط.
جدول زيارة ماكرون
يستهل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون زيارته بجولة فى معبد أبوسمبل بأسوان بصحبة زوجته بريجيت ماكرون وذلك فى إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لنقل المعبد إلى مقره الجديد.
ومن المقرر أن يغادر ماكرون أبوسمبل إلى القاهرة مساء الأحد للقاء عدد من المثقفين والفنانين المصريين لتبادل الحوار مع الرموز المصرية وذلك فى إطار العام الثقافى المصرى الفرنسي.
ويبدأ اليوم الثانى للزيارة بلقاء قمة مرتقب يجمع الرئيسين عبدالفتاح السيسى وماكرون، وفى المساء يحضر الرئيس ماكرون عشاء عمل مع رجال ورواد الأعمال لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادى المشترك.
ومن المقرر أن يلتقى ماكرون، القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، حيث يزور مشيخة الأزهر للقاء د. أحمد الطيب شيخ الأزهر كما يزور كاتدرائية العباسية للقاء البابا تواضروس. كما يعقد حوارًا مع الجالية الفرنسية بمصر.
أهمية الزيارة
وتكتسب زيارة ماكرون للقاهرة أهمية كبرى، حيث تأتى فى الوقت الذى يشهد فيه البلدان تطورًا غير مسبوق فى العلاقات الثنائية ،كما تتزامن الزيارة مع بداية العام الثقافى «فرنسا- مصر 2019” - والذى أطلق بقرار من رئيسى الدولتين - بمناسبة مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس.
وأعلن الرئيس الفرنسى عن الزيارة فى أغسطس الماضى، تزامنا مع تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى ، حيث قال الرئيس الفرنسى فى خطابه أمام المؤتمر السنوى لسفراء فرنسا بقصر الإليزيه أن باريس لعبت دورًا فى انضمام مصر وألمانيا للمجموعة المصغرة بشأن سوريا والتى عقدت فى سبتمبر من العام الماضى.
وسبقت زيارة ماكرون للقاهرة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة الفرنسية باريس فى أكتوبر من عام 2017، حيث أكد «السيسى» تكثيف التعاون بين مصر وفرنسا فى المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها ، كما تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات فى مجالات الطاقة التقليدية والمجالات البحرية والجوية ومترو الأنفاق بلغت 400 مليون يورو.
وفى المجالات السياحية والتعليمية اتفق الزعيمان، أن يكون عام 2019, عامًا للثقافة والسياحة الفرنسية والمصرية، حيث يأتى هذا العام تزامنًا مع مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس.
العلاقات العسكرية بين البلدين
وخلال السنوات الماضية وتحديدًا بعد ثورة 30 يونيو شهدت المزيد من التعاون بين البلدين خاصة فى المجال العسكرى ، حيث أمدت فرنسا مصر بالعديد من الأسلحة المتطورة مثل طائرات الرافال وحاملات الطائرات من طراز ميسترال والفرقاطة فريم و4 فرقاطات من طراز جو ويند، بجانب نقل التكنولوجيا العسكرية إلى مصر، فضلا عن التعاون المصرى الفرنسى فى مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية والتنسيق الدائم فى الملفات الإقليمية والدولية فى مختلف المحافل الدولية.
ففى فبراير 2015 تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى مجال التسليح بين الجانبين المصرى والفرنسي، التى تقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز «رافال» وفرقاطة متعددة المهام من طراز «فريم» لمصر، فضلًا عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة.
وفى أكتوبر 2015, تم التوقيع على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتى الدفاع المصرية والفرنسية، فضلا عن عقد شراء حاملتى المروحيات من طراز ميسترال.
كما تسلمت مصر حاملتى المروحيات «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» من طراز «ميسترال» فى 2016, والتى تعتبر من أحدث السفن تطورًا على مستوى العالم وتتميز بأنها ذات قدرات هجومية برمائية عالية، وستتيح الميسترال لمصر تحقيق أعلى مستوى من القدرات العسكرية ومساعدة الجيش على أداء مهامه القتالية بكفاءة عالية خارج الحدود، توفر الميسترال ميزات قيادة شاملة ومتنوعة فى البحر تشبه المراكز القيادية الأرضية، وهى المنظومة الأمثل لاستخدامها فى الحروب الخارجية.