الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفرعون الذهبى يبهر الفرنسيين

الفرعون الذهبى يبهر الفرنسيين
الفرعون الذهبى يبهر الفرنسيين




أثبت الفرعون الذهبى «توت عنخ آمون»، أنه قادر على إبهار العالم منذ اكتشاف مقبرته قبل نحو 100عام، حيث ظهر هذا جليًا فى الطوابير الغفيرة التى شهدتها الساعات الأولى لافتتاح معرض «توت عنخ آمون.. كنوز الفرعون» للجمهور فى باريس، إذ اصطف نحو 5000 شخص أمام مدخل مدينة العلوم «لافيليت» شمال باريس لزيارة معرض الملك الشاب الذى يستمر حتى منتصف سبتمبر المقبل.
المعرض يتزامن مع الاحتفالات باقتراب الذكرى المئوية لأهم اكتشاف فى القرن العشرين المتمثل فى مقبرة الملك «توت عنخ آمون» عام 1922, على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وطبقا لتصريحات المسئولين بالقاعة فقد تم بيع 180.000 تذكرة مسبقًا، ومن متوقع أن يحقق المعرض نجاحًا كبيرًا خلال فترة تواجده فى العاصمة الفرنسية.
ويضم المعرض 150 قطعة أثرية من مقتنيات الملك الشاب، من بينها عدد من تماثيل الأوشابتى المذهب والصناديق الخشبية والأوانى الكانوبية وتمثال ألكا الخشبى المذهب و أوان من الألباستر،حيث امتلأت الشوارع والمحلات والمدارس بالإعلانات الخاصة بالمعرض، وهى خطوة وصفها د.خالد العنانى وزير الآثار بالمهمة لأنها ستشجع طلبة المدارس على زيارة المعرض، كما ستسهم فى تربية أجيال من أحباء مصر وحضارتها الفريدة والعريقة.
المعرض كان على قدر الحدث، حيث افتتحه كل من «العنانى» ووزير الثقافة الفرنسى فرانك ريستيير، بحضور د.زاهى حواس وزير الآثار الأسبق والسفير إيهاب بدوى سفير مصر فى باريس ومندوبها الدائم باليونيسكو، وقد دعا وزير الآثار الشعب الفرنسى لزيارة مصر، وقال: إن مصر تفتح لهم زراعيها لزيارتها ومشاهدة حضارتها الفريدة والعريقة، مؤكدًا أنهم إذا كانوا منبهرين بقطع المعرض فسيصل انبهارهم إلى القمة وهم يشاهدون الآلاف فى متاحف مصر، كما دعاهم إلى حضور افتتاح المتحف الكبير 2020، والذى وصفه بهدية مصر للعالم، وذلك لرؤية باقى كنوز الملك الشاب  وغيرها من مقتنيات المتحف.
 و فى كلمته أشار العنانى إلى التعاون التاريخى  بين البلدين فى العديد من المجالات خاصة الأثرية، حيث حظيت الحضارة المصرية القديمة باهتمام الفرنسيين خلال القرنين الماضيين منذ قيام عالم الآثار الفرنسى جون فرنسوا شامبليون، بفك رموزها، وفرنسا مازالت مستمرة فى دورها الداعم للآثار المصرية، حيث يعمل بمصر نحو ٤٠ بعثة أثرية فرنسية فى مجال الحفائر والترميم, ثم جاء عام مصر فرنسا, حيث يتم تنظيم العديد من التفاعلات الثقافية و الأثرية بالبلدين، ومنها معرض الفرعون الصغير والذى جاء ضيفًا على بلد النور عام 1967.
وتاريخيًا فإن توت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة فى تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م فى عصر الدولة الحديثة، ويعدّ من أشهر الفراعنة حيث اكتشفت مقبرته وكنوزه بالكامل دون أى تلف، واللغز الذى أحاط بظروف وفاته فى سن مبكرة جدًا، ما اعتبره كثيرون أمرًا غير طبيعى، خاصة مع وجود آثار لكسور فى عظمى الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا، كل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرته جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة.