الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسابقة مقسومة ودورة محيرة

مسابقة مقسومة ودورة محيرة
مسابقة مقسومة ودورة محيرة




تنطلق غدًا السبت فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، تعد دورة هذا العام الأكثر جدلًا بين دورات المهرجان السابقة؛ نظرا لما تضمنته من متغيرات ومستجدات قد تغير شكله وشكل الخريطة المسرحية مستقبلا؛ فإما أن تستغل الحركة المسرحية هذه المستجدات والمتغيرات لصالحها وإما شتتها هذا التغيير.

بصمة عبد العزيز
 يرأس دورة هذا العام الفنان أحمد عبد العزيز الذى اختار أن يصنع بصمته الخاصة فور توليه إدارة المهرجان؛ منذ يومه الأول بدأ عبد العزيز فى دراسة الخريطة المسرحية بمصر وقرر تقسيم التسابق إلى ثلاث فئات مسابقة أولى وتضم عروض المحترفين ومسابقة ثانية وتضم عروض الشباب والمستقلين، ومسابقة ثالثة وتضم عروض مسرح الطفل؛ تشترك فى المسابقات الثلاث كل الجهات المسئولة عن إنتاج المسرح فى مصر البيت الفنى للمسرح، الهيئة العامة لقصور الثقافة، صندوق التنمية الثقافية، المعهد العالى للفنون المسرحية، البيت الفنى للفنون الشعبية، مركز الهناجر، دار الأوبرا، النقابات الفنية، فرق القطاع الخاص، الكليات والمعاهد العليا، الفرق المستقلة والحرة، التجارب النوعية لنوادى الهيئة العامة لقصورة الثقافة، ورش الشباب بالبيت الفني، وزارة الشباب والرياضة، مكتبة الإسكندرية، الفنادق والشركات والبنوك، مواسم نجوم المسرح الجامعي، المسرح الكنسي، المسرح المدرسى «المدارس الحكومية والخاصة»، مسرح الطفل بالنوادي، وزارة الشباب والرياضة، مسرح الطفل بالقطاع الخاص، المركز القومى للطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وفى كل شعبة من التسابق شكلت لجنة تحكيم خصيصا لكل قسم، ففى مسابقة العروض الأولى يرأس لجنة التحكيم المخرج المسرحى فهمى الخولي، وبعضوية كل من الناقدة عبلة الرويني، هانى شنودة، نبيل الحلوجى، الفنانة سلوى محمد علي، د.لمياء زايد، ود.محمود زكي، ولجنة تحكيم المسابقة الثانية تترأسها الدكتورة سامية حبيب، وبعضوية كل من د.جمال ياقوت، المخرج إسلام إمام، أيمن سلامة، هيثم الخميسي، ومهندس الديكور محمد الغرباوي، أما لجنة تحكيم عروض الأطفال ستكون برئاسة يعقوب الشاروني، وبعضوية الفنانة مى عبد النبي، ود.محمد عبد المعطي، ود.منير الوسيمي، والمخرج طارق الدويري.
تحديد معيار التقسيم
 بعد استعراض الجزء الأهم من فعاليات المهرجان والأكثر إثارة للجدل والنقاش منذ الإعلان عنه بسبب تقسيم وإنقسام التسابق بين الشباب والمحترفين؛ أو بين عروض المسرح الكبيرة وعروض مسرح الجامعات والمستقلين ربما كان العنصر الأكثر ظهورًا ومحور النقاش هو كيفية ضبط معايير الاختيار أو التوزيع والتصنيف؛ من يستحق أن يبقى بين المحترفين ومن هم الهواة أو الشباب، فهل شباب الجامعات مجرد هواة أم هم أيضًا محترفون خاصة بعد تفوقهم طوال السنوات الماضية ومناطحتهم لعروض المحترفين بشكل كبير إلى حد انتزاع الجوائز منهم فى بعض الأحيان وكذلك الحال بالنسبة للمستقلين، فهل المحترف هو من استقر عمله فى المسرح بإنتظام وأصبح له جماهير تتكبد مشقة دفع مقابل «تذكرة» لمشاهدته؛ إذن ماذا عن عروض المسرح المستقل التى تفتح شباك تذاكر أيضًا، ورغم ذلك يعتبرها المهرجان عروض غير محترفة؛ وبالتالى هذا يعيدنا إلى نقطة الصفر كيفية تحديد معيار الاحتراف من عدمه لأنه فى النهاية كل هؤلاء محترفون؛ تكبدوا مشقة ومعاناة العمل بالمسرح من البداية، واستحقوا الفوز وانتزاع الجوائز من الكبار فى دورات سابقة.
حسنة التقسيم
إذن أصبح هناك خلل فى تحديد معيار الاحتراف وأزمة حقيقية فى تحديد من هم الهواة ومن هم المحترفون؛ تعتبر الحسنة الوحيدة فى تعدد التسابق الانتصار لعروض مسرح الطفل وصنع مسابقة خاصة له فهو خطوة هامة فى مسار تشجيع هذا النوع من المسرح بخلق كيان يحمى استمراريته وسنعود للحديث عنه لاحقا، لكن على الجانب الآخر اختار المهرجان أسلم الطرق لتجنب المشاكل والأزمات التى بات يتعرض لها كل عام فى محاولة منه أو كما يظن ذلك ضمان عدالة توزيع الجوائز بدلاً من أن يخطف الشباب بجودة عروضهم الجوائز من المحترفين أو يظلم الشباب إرضاء للكبار؛ وأحيانا قد تلجأ لجان التحكيم إلى عمل نوع من التوازنات فى توزيع جوائزه كى ترضى الجميع وتكون النتيجة ألا يرضى الجميع!
النتيجة صعبة المنال
فإن كنا لن نصل إلى هذه النتيجة صعبة المنال «الرضا».. كان من الأولى الإحتكام إلى معيار الجودة وليس إلا؛ بالإبقاء على مسابقته الكبرى كما هى والتى كانت تضم إنتاج الكبار مع شباب الجامعات وجميع قطاعات الدولة ويكتفى المهرجان بإضافة محور مسابقة مسرح الطفل، لأن التسابق الضخم متعدد الأوجه والخلفيات الإنتاجية والأيديولوجية وكذلك العمرية يحقق نتائج أكبر على مستوى القيمة الفنية أو المبادئ التى يريد المهرجان ترسيخها على المدى الطويل.. أول هذه المبادئ أن الجودة هى المعيار الأول والأخير فى الفوز والتنافس، ثانيا إقتراب عروض شباب الجامعات من مستوى الإحتراف ودخولها فى تنافس حقيقى مع مخرجين كبار أو شباب صنعوا بصمة بالحركة المسرحية شيء فى غاية النزاهة والأهمية القصوى لأكثر من سبب الأول استفادة الشباب من التنافس مع من يفوقهم خبرة وتجربة وإن تفوقوا عليهم أحيانا، والسبب الثانى الأكثر أهمية الاستمرار فى إفراز مبدعين جدد للحركة المسرحية وعدم الاقتصار على اسماء بعينها ومن ثم تحفيز الكبار أو المحترفين على العمل والإبداع الدائم حتى تزداد حمية المنافسة والإجادة بالعروض وعدم الإطمئنان إلى المستوى الفنى الذى وصل إليه كل فنان بحجة أنه أصبح المخرج الأفضل وليس فى الإمكان أبدع مما كان؛ وبالتالى يساهم هذا الشكل من التنافس فى وضع المحترفون دائما فى حالة من التوتر والقلق لتقديم الأفضل حتى لا يتفوق عليهم من هم دونهم خبرة وسنا كما يظنون؛ بجانب وضع الشباب فى حالة تحدى دائمة للتفوق وإخراج أفضل ما يمتلكون خاصة ومعظم شباب الجامعات والمسرح المستقل يعملون بحب وصدق وإخلاص شديد للمسرح فبدلا من أن يحبط المهرجان هذه الحالة من العشق وشغف المحاولة للوصول إلى التصفيات النهائية مع العروض الكبيرة؛ كان عليه أن يساهم فى المزيد من رعاية هذه الحالة المثيرة فى صناعة الإبداع وتغذيتها بإصراره على أن يظل التسابق مشتعل بين الشباب والمحترفين فبدون هذه الحدة فى التنافس سيفقد المهرجان الكثير من وهجهه ومتعته وسيصبح التسابق باهت تقليدى والجوائز متوقعة من الجانبين؛ وفى كل الأحوال لن يداوى هذا الحل تراجع عروض المحترفين..!
التكريم
يطلق المهرجان اسم الفنان الراحل كرم مطاوع على دورة هذا العام كما يكرم عددًا كبيرًا من الفنانين يوسف شعبان، يسرى الجندي، عاصم البدوي، لطفى لبيب، محسن حلمي، سوسن بدر، على الحجار، د.عبد ربه عبد ربه، توفيق عبد الحميد، هالة فاخر، السيد حافظ، ومن الراحلين يكرم هذه الدورة كل من الفنان فاروق الفيشاوي، محسنة توفيق، محمد نجم، محمود الجندي، وفؤاد السيد المدير المالى والإدارى بالمسرح القومى.