الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أرض الفيروز مسار العائلة المقدسة «1».. تاريخ الحج المسيحى إلى القدس يمر عبر سيناء

أرض الفيروز مسار العائلة المقدسة «1»..  تاريخ الحج المسيحى إلى القدس يمر عبر سيناء
أرض الفيروز مسار العائلة المقدسة «1».. تاريخ الحج المسيحى إلى القدس يمر عبر سيناء





كتب - علاء الدين ظاهر

  قام خبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بدراسة علمية مهمة عن مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما،ونستعرضها هنا فى عدة حلقات.
فى البداية يؤكد الدكتور ريحان أن طريق شمال سيناء الشريان الرئيسى للمواصلات بين آسيا ومصر،لما له من أهمية اقتصادية واستراتيجية،وازدهرت مدن غزة و(رافيا) رفح ورينوكورورا(العريش) وأوستراكين(الفلوسيات) والقلس(تل المحمدية) وبيلوزيوم (الفرما) كمحطات للتجارة بين الشرق والغرب من القرن الأول حتى القرن السابع الميلادى،وكان بهذه المدن أنشطة تجارية محلية وبعضها موانئ مهمة،وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة ورحلات الحج المسيحى إلى القدس عبر سيناء وبعضها نقاط جمارك.


 وينقسم طريق شمال سيناء إلى ثلاثة طرق،الأول الطريق الساحلى والذى يبدأ من رفح ليسير على ساحل البحر أو قريبا منه حتى يصل بحيرة سربنيوس (البردويل) ويستمر على ساحل البحر إلى مدينة بيلوزيوم عند مصب فرع النيل البيلوزى،والثانى طريق الرمل ويأتى من الشام إلى رفح ليسير فى منطقة الكثبان جنوب الطريق الساحلى،والثالث طريق جنوب منطقة الكثبان ويسير فى السهول المتسعة بين الكتل المرتفعة إلى المنطقة الرملية شرق قناة السويس.
  ويوضح ريحان أن الطريق الساحلى أقدمها حيث كانت التجارة والغزوات تفضله لقلة رمله واعتدال هوائه،كما تسهل حمايته من ناحية البحر ما جعل له أهميته الحربية فى الفترة الرومانية واليزنطية وازدادت أهميته فى عهد جستنيان فى القرن السادس الميلادى الذى اهتم بتأمين حدود بلاده الشرقية،وهذا الطريق هو الذى سلكته العائلة المقدسة وسلكه المسيحيون القادمون من القدس عبر شمال سيناء فى طريقهم إلى جبل سيناء واستمر استعماله فى العهد الإسلامى وذلك مما عثر عليه فى أوستراكين من أوان فخارية تعود للقرن السابع الميلادى.
رافيا «رفح»
 ويذكر ريحان أن رفح تبعد 50كم عن العريش وذكرت فى النصوص المصرية القديمة (را – بح)  وينقل نعوم شقير عن  المؤرخ يوسيفوس أنه ذكرها باسم رافيا وأنها أول محطة استراح فيها الإمبراطور الرومانى تيتوس فى طريقه لمحاصرة  القدس سنة 70م، ويذكر نعوم بك شقير الذى زار سيناء عام 1906 وكتب كتاب تاريخ سيناء (أنها لا تزال خرابًا وأرضها تزرع شعيرًا.
  وقد طمرت الرمال معظم آثارها ومع ذلك فالقليل من الظاهر فوق الأرض من خرائبها يدل على ما كانت عليه قديما من الثروة والعز وأشهر آثارها الباقية إلى الآن أعمدة من الجرانيت الأسود وكسر من حجارة البناء الصلبة وكسر آنية الفخار والزجاج على أنواعها والفسيفساء وهرّابات الماء وقطع النقود الفضية والنحاسية والزجاجية (يقصد صنج العملة) من عهد الرومان والبيزنطيين والدول الإسلامية الأولى وآبار قديمة وحديثة وجبانة قديمة وقبور أولياء).