الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أولياء الله

أولياء الله
أولياء الله




الناس فيما يعشقون مذاهب وحب زيارة الصالحين والأولياء تحظى بمكانة خاصة لدى الكثير من المصريين، ففى مطلع كل عام يتجمع المريدون والمحبون لينطلقوا فى رحلة لزيارة أضرحة الأولياء المنتشرة فى صعيد مصر.
تنطلق رحلة المريدين من أمام مسجد سيدى المرسى أبوالعباس بالإسكندرية، ليقطعوا مسافة  1000 كيلو متر لزيارة أضرحة الأولياء التى تبدأ من مقام سيدى الفولى بالمنيا وتنتهى بمقام سيدى أبو الحسن الشاذلى.

جد الأشراف

فى مدينة قنا يقع مقام وضريح قطب الصعيد وأسد الأولياء سيدى عبد الرحيم القنائي، الذى يتوافد لزيارة مقامه الآلاف من أنباء الطرق الصوفية ومن السياح والمواطنين من شتى محافظات مصر.
مدد يا صاحب القبة الخضراء.. مدد يا رسول الله.. مدد يا خير خلق الله.
كانت هذه الكلمات بداية ليلة الذكر والإنشاد فى ضريح القناوى حتى الصباح لا مكان لقدم داخل المسجد والضريح.. أهل الصعيد أصحاب  البشرة السمراء نصبوا الخيام فى كل مكان لإكرام الزوار والمريدين.. يتسابقون لإطعام المحبين وضيوف المولد من كل المحافظات.. وتتزامن الليلة الكبيرة للمولد مع ليلة النصف من شعبان.
ويرجع نسب سيدى عبدالرحيم القناوى إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب.
ولد رضى الله عنه فى ترغاى من مقاطعة سبتة فى المغرب الأقصى، وذلك فى الأول من شعبان سنة 521 هـ/1127م.
أمضى طفولته فى تحصيل العلم فى جامع ترغاى الكبير على يد والده، كما تتلمذ على كبار العلماء فلم يكد يصل الثمانية من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوده تلاوة وفهمًا، وتوفى والده وهو فى سن الثانية عشرة لذلك مرض مرضًا شديدًا حتى حار الأطباء فى علاجه وأشار بعض منهم إلى أنه يجب أن يغادر البلاد لما حدث فيها من عزاء لوالده قضى فى دمشق ثمانى سنوات نهل فيها من علماء دمشق ثم قرر العودة إلى بلده ترغاى.
 وفى أول درس يلقيه الشيخ تكدس الناس لما بدا لهم من غزارة علمه رغم صغر سنه وذاع صيته وتوافد عليه الناس من البلاد المجاورة للقائه، على أن أحداث المشرق فى ذلك الوقت من تكتل قوى الاستعمار الأوروبى الذى جعله يفكر فى الرحيل إلى المشرق.
فقرر الاتجاه إلى الحجاز, حيث يؤدى فريضة الحج وفى طريقه مر بمدينة الإسكندرية والقاهرة وبقى فى البلاد الحجازية تسع سنوات قضاها متنقلا بين مكة والمدينة.

«الفولى»
والخديو إسماعيل


مقام العارف بالله سيدى أحمد الفولي، يقع على كورنيش النيل بمحافظة المنيا.
وتؤكد المصادر التاريخية بأن الإمام الفولى قدم من اليمن إلى مصر ثم استقر فى المنيا ودفن فى ضريح خاص بجانب زاوية أنشأها فى حياته على شاطئ النيل الغربي، وعندما مر الخديو إسماعيل على النيل وقف «بيخته» أمام زاوية قطب الصعيد وأمر ببناء جامع كبير له وضريح يليق بمقامه.
وتشير المصادر إلى أن وزير الأوقاف الأسبق عبدالحميد أعاد بناء المسجد، وبنى الضريح والمسجد الحالى على طراز إسلامي، وتم نقل جثمان «الفولي» إلى هذا الضريح عام 1946 ميلادية.

أسد الصحراء


بعد زيارة سيدى أبوالحجاج يتوجه الركب إلى إسنا ومنها إلى طريق إدفو, حيث يقطع «الأتوبيس» أكثر من ٣٠٠ كيلو متر إلى منطقة صحراء حميثرة لزيارة القطب سيدى أبوالحسن الشاذلى آخر سلاطين الأولياء فى صعيد مصر ويقع فى زمام محافظة البحر الأحمر.

أبو نجم الدين


فى قلب معبد الأقصر وبين تاريخ الأجداد الفراعين وبين جدران المعبد اتخذ سيدى أبو الحجاج الأقصرى مسكنة وضريحه العامر بالزوار من السياح الأجانب.
وأبوالحجاج الأقصرى هو السيد يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنه ولد فى أوائل القرن السادس الهجرى ببغداد فى عهد الخليفة العباسى المقتفى بأمر الله كان والده يشغل منصبًا كبيرًا فى ديوان الخليفة العباسى وقدم إلى مصر واستقر بعد ترحال فى مدينة الأقصر, حيث الهدوء والسكينة وأهل البلد الطيبين.

 

سلطان الصعيد


يقع مقام سلطان الصعيد سيدى «الفرغل» الملقب بسلطان الصعيد بمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط.
ولد فى أوائل عام 810 هـ الموافق 1406 ميلادى بقرية بنى سميع التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ويرجع نسبه من ناحية الأب إلى الإمام الحسن ومن الأم إلى الإمام الحسين أبناء على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين.
 ولهذا الولى كرامة  هزت القاهرة وسلطان مصر «جقمق» المملوكى، حيث كان لسيدنا السلطان الفرغل برج من الحمام كان يجاور أرض خاصة بأعيان «أبوتيج» وعند جمع محصولهم وجدوا فيه نقصًا مريعًا عن العام الذى قبله، فاتهموا حمام سيدنا السلطان الفرغل ومن ثم اجتمعوا ورفعوا شكوى مقدمة لحاكم مصر السلطان «جقمق».
فتوجه السلطان «الفرغل» لقصر السلطان حاملا معه قفص حمام، قائلا: «اذبح هذا الحمام الذى فى القفص معى فإننا قوم لاندخل فى وعائنا إلا ماعلمنا أنه من حلال, وإنا لانأكل حراما ولا مأكل الحرام, وهذا حمامى لايرعى إلا فى غيط جدى السيد محمد مجلى وهو فدان فلفل وهب له، فذبحوا الحمام فوجدوا فى حواصله الفلفل».
وسيدى الفرغل هو العارف بالله محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشى بن على أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبدالله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن أبى طالب.

العارف بالله


ولد سيدى العارف بالله فى سوهاج وتوفى فيها وكان على قيد الحياة فى سنة 1228 كما ذكر «الجبرتى» فى كتابه» عجائب الآثار فى التراجم والأخبار».
يقول عنه «الجبرتى»  كان رجلًا مشهورًا كأسلافه ومنزله محطُّ الرجال الوافدين والقاصدين من الأكابر والأصاغر والفقراء والمحتاجين ، فيقرى الكل «يعنى يكرمهم» بما يليق بهم ويرتب لهم التراتيب والاحتياجات.
يجلس الزائرون فى ضريح سيدنا العارف أشهر أولياء سوهاج فيشعرون بالسكينة والراحة والاطمنان لا يخلو الضريح من الزوار فى الليل والنهار يلتمسون البركة والمحبة.