الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مجرم حرب»

«مجرم حرب»
«مجرم حرب»




ما بين دماء متناثرة على أراضى «عفرين»، وضحايا تحت أنقاض منازل بـ«الباب»، وآلاف من المدنيين ينزحون عن «جرابلس»، تتكرر تلك المشاهد التى شاهدناها مع انقضاض القوات التركية على مدن سوريا بحجة محاربة الإرهابيين التى طالما تشدق بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى تبرير عدوانه، بعد شن تركيا عدوانها الثالث على سوريا من خلال عملية «نبع السلام».

نبع السلام
بدأت القوات التركية فى شن هجومها على شمال سوريا بقصف منطقة رأس العين، وسقط فى اليومين الأوليين 109 أشخاص بينهم 11 مدنيًا وجرح عشرات آخرين، وفقا لمركز عمليات قوات سوريا الديمقراطية.
وبينت قوات سوريا الديمقراطية فى بيان لها, أن حصيلة القتلى ضمت ثلاثة من مقاتليها بالإضافة إلى خمسة مدنيين، نتيجة القصف العشوائى للقوات التركية الذى استهدف القرى على طول الشريط الحدودى بين سوريا وتركيا.
من جهته قال الرئيس التركى أردوغان: إن 109 «إرهابيين» قتلوا فى شمال سوريا منذ بدء العمليات العسكرية، وذلك فى كلمة ألقاها، الخميس من مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم.

غصن الزيتون
وسنعود بالتاريخ لمعرفة جرائم حرب أردوغان على الأراضى السورية، والتى تعد الأكثر وحشية فى تاريخ السوريين، ففى يناير 2018، شنت تركيا غزوًا وحشيًا بريًا وجويًا حينما احتلت عفرين ذات الغالبية الكردية خلال عملية «غصن الزيتون» التى استمرت لمدة 3 أشهر ضد القوات الكردية.
وخلال العدوان التركى الوحشى سقط 384 مدنياً بينهم 55 طفلاً و 36 امرأة وخطف أكثر من 2600 مدنى و تهجير 320 ألف مواطن من عفرين، وهم نصف سكان عفرين.. وفى أكتوبر 2018، قصفت تركيا ريف كوبانى الغربى غربى كوردستان سوريا، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى، أما فى 10 أكتوبر 2019، وقع العدوان التركى على شمالى سوريا، وأسفر عن مقتل 15 على الأقل بينهم مدنيين، كما تشرد آلاف السوريين.

درع الفرات

وفى 24 أغسطس 2016، بدأت تركيا عملية عسكرية أطلق عليها «درع الفرات» فى شمال سوريا  دعمًا لفصائل معارضة لطرد مسلحى «داعش» من المنطقة الحدودية فى شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين أكراد، إذ تطوق القوات التركية والفصائل المعارضة، مدينة الباب من الجهات الشمالية والغربية والشرقية..وبلغت حصيلة الضحايا المدنيين من القصف التركى بعملية «درع الفرات» 380 مواطنًا بينهم 31 طفلًا شمال سوريا.
وفى فبراير 2017 ،  سقط 150 شخصًا فى غارات على مدينة الباب السورية.
من جهته أعلن الجيش التركى حينها عن مقتل وإصابة 40 جنديًا تركيا خلال معارك مدينة الباب فى حصيلة هى الأسوأ التى تتكبدها القوات التركية فى يوم واحد من عملية درع الفرات.

العدوان التركى على الأراضى العراقية
وفى العراق ليست الحال أفضل مما هو عليه فى سوريا، فبالتزامن مع إطلاق تركيا لعملية «نبع السلام»، تستعد القوات التركية لشن عمليتى «المخلب 1 والمخلب 2» على شمال العراق، إذ  ترتبط العمليتان شرق الفرات والمخلب ببعضهما البعض، وسيتم شنهما فى الوقت ذاته، بهدف قطع صلات القوات الكردية فى شرقى الفرات السورى بالأكراد فى شمالى العراق.