الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس لنظيره الجنوب إفريقى: ضرورة تعزيز التشاور السياسى بين البلدين فى مختلف قضايا القارة

«القاهرة - كيب تاون».. شراكة تخدم القارة السمراء

وسط مراسم استقبال رسمية، وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح أمس، بقصر الاتحادية الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، حيث صرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بأخيه الرئيس «رامافوزا» ضيفًا على مصر، معربًا عن التطلع لمواصلة وتعظيم العلاقات التاريخية والأخوية بين مصر وجنوب إفريقيا على الصعيد الثنائى بجميع مجالاته، وكذا على الصعيد القارى والدولى، لما للدولتين من ثقل مهم يخدم مصلحتهما والمصالح الإفريقية ككل.



من جانبه، تقدم الرئيس «رامافوزا» بالشكر إلى الرئيس على كرم الضيافة وحسن الاستقبال اللذين لاقاهما فى مصر، مشيدًا بالتطور المتواصل فى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤكدًا تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، ووجود فرص واعدة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات فى سبيل العمل على تحقيق التنمية الشاملة بهما. المتحدث الرسمى، أوضح أن اللقاء شهد مناقشة آفاق تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، حيث تم التوافق حول أهمية انعقاد الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين الدولتين فى مطلع العام المقبل ٢٠٢٠، وذلك لبحث مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار، فضلًا عن التعاون فى مجال مشروعات تنمية البنية التحتية فى القارة الإفريقية، خاصةً مشروع ممر «القاهرة - كيب تاون»، لما لهذه المشروعات من تأثير إيجابى فى ترسيخ مسيرة التنمية فى القارة. اللقاء شهد تبادل الرؤى بين الرئيسين بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الإفريقى، حيث أشاد الرئيسان بالتنسيق المستمر بين مصر وجنوب إفريقيا فى الملفات ذات الصلة بالاتحاد على مدار السنوات الماضية، مع الإعراب عن التطلع لاستمرار التنسيق فى هذا الصدد. الرئيس «السيسى» أكد فى هذا الإطار ضرورة تعزيز التشاور السياسى بين البلدين فى مختلف قضايا السلم والأمن والتنمية الاقتصادية فى القارة الإفريقية، وذلك إيمانًا بالدور الهام الذى تقوم به الدولتان فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى التى تعقبها رئاسة جنوب إفريقيا للاتحاد العام المقبل 2020، معربًا عن ثقته فى استكمال الجانب الجنوب إفريقى لنهج تعزيز العمل الإفريقى المشترك فى مختلف المجالات خلال فترة رئاستها للاتحاد. المتحدث الرسمى، أضاف أن الرئيس الجنوب إفريقى أشاد من جانبه بالقيادة المصرية الحكيمة والفاعلة لدفة العمل الإفريقى المشترك، لاسيما فيما يتعلق بدفع أجندة تحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى للقارة، من خلال التركيز على تنفيذ مشروعات البنية التحتية، وكذا إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية تحت الرئاسة المصرية للاتحاد، والتى من شأنها أن تؤدى إلى مضاعفة التجارة البينية بين الدول الإفريقية، مثمنًا فى هذا الصدد الدور المصرى المؤثر داخل أروقة الاتحاد الإفريقى، خاصةً فى ضوء ثقلها التاريخى سياسيًا واقتصاديًا بالقارة. وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تم التطرق إلى عدد من القضايا، لاسيما مستجدات جهود تحقيق السلام فى جنوب السودان، فضلًا عن آخر تطورات الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس فى هذا الخصوص حرص مصر على وحدة واستقرار ليبيا، ودعمنا الدائم لجميع خطوات التسوية السياسية بالبلاد، وجهود الجيش الوطنى فى القضاء على الإرهاب. وعقب انتهاء جلسة المباحثات، عُقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا، حيث قال الرئيس فى كلمته خلال المؤتمر: «اسمحوا لى فى البداية أن أرحب بأخى الرئيس سیریل رامافوزا والوفد المرافق له، وذلك فى زيارة ثنائية رسمية لبلده الثانى مصر، كما نعرب عن تطلعنا إلى مشاركتكم المُقدرة فى فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، الذى تستضيفه مدينة أسوان اعتبارًا من اليوم، متمنيًا لكم إقامة طيبة ومثمرة فى مصر، وأغتنم هذه المناسبة لأعرب عن تقديرنا واعتزازنا البالغ بالعلاقات التاريخية والأخوية التى تجمع بين مصر وجنوب إفريقيا، والتى توطدت على مر السنين منذ مراحل السعى إلى التحرر ونيل الاستقلال، وتشرفنا باستضافة الزعيم الراحل العظيم نيلسون مانديلا بالقاهرة خلال سنوات النضال فى ستينيات القرن الماضي، مرورًا بمراحل التحول الديمقراطى فى التسعينيات وحتى الآن. الرئيس تابع: «لقد أجرينا مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة تناولت مجمل العلاقات الثنائية، وتوافقنا على أهمية الارتقاء بمعدلات التبادل التجارى بين الدولتين، وسبل تشجيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات بما يعطى دفعة نوعية للعلاقات الثنائية، كما تم الاتفاق على تحديد موعد لعقد اللجنة المشتركة فى أقرب وقت ممكن عبر القنوات الدبلوماسية، أما على صعيد الأوضاع الإقليمية، فقد استمعت لرؤية الرئيس سیریل رامافوزا حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإفريقية، وتوافقنا على أهمية مواصلة التنسيق نحو دعم جهود الاستقرار والأمن بالقارة، وسبل تسوية مختلف النزاعات القائمة وتفعيل خطة إسكات البنادق فى إفريقيا ودفع جهود التنمية والبنية التحتية، وهو ما يأتى فى إطار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى والتى ستعقبها رئاسة جنوب إفريقيا فى العام المقبل». السيسى استطرد: «قد اتفقنا كذلك على ضرورة تفعيل مبدأ الحلول الإفريقية للقضايا الإفريقية، وبما يتسق مع السياق الواقعى والعملى لدول قارتنا، كما أكدنا حرصنا على دعم العلاقات فيما بين دول قارتنا الإفريقية من خلال التفعيل الجاد لاتفاقية التجارة الحرة القارية التى دخلت بالفعل حيز النفاذ، كما اتفقنا على التنسيق والتعاون بين مصر وجمهورية جنوب إفريقيا فى إطار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى ومختلف المنظمات بما من شأنه تحقيق مصلحة قارتنا الإفريقية». وفى ختام كلمته قال: «أود أن أؤكد ما اتسم به اللقاء من تفاعل إيجابى وصريح، سعدت خلاله بالاستماع لوجهة نظر أخى الرئيس «رامافوزا» فى مختلف المسائل الثنائية والقضايا الإقليمية»، مضيفًا: «الرئيس  سيريل رامافوزا.. لقد أسعدنى لقاؤكم ، وإننى أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الإفريقية، وأتمنى لجمهورية جنوب إفريقيا كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبى بكم والوفد المرافق لكم فى بلدكم الثانى مصر».

 

رئيس جنوب إفريقيا: السيسى قاد القارة بطريقة رائعة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى

 

فى كلمته أمام وسائل الإعلام عقب المباحثات التى أجراها مع الرئيس السيسى بقصرالاتحادية، أشاد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا بالطريقة الرائعة التى قاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى القارة السمراء بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي، مضيفا:» مصر وجنوب إفريقيا أجمل بلدين فى العالم، ونحن سعداء بوجودنا فى هذه الدولة الجميلة، ونسعى لتحقيق حلم إقامة طريق سكك حديد يربط بين القاهرة وكاب تاون». «رامافوزا» أعرب عن امتنانه لكرم الضيافة الذى لاقاه والوفد المرافق له خلال زيارته لمصر، والتى وفرت فرصة لتجديد الصلة الوثيقة والعلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتى تأكيدا على تاريخ من التضامن يجمع بين البلدين، علاوة على أن شعب جنوب إفريقيا يشعر بالامتنان إزاء الدعم الذى تلقاه جنوب أفريقيا من حكومة مصر وشعبها، خاصة أيام الكفاح، بالإضافة إلى أن أول رئيس لدولة جنوب إفريقيا الديمقراطية نيلسون مانديلا جاء إلى مصر وتم استقباله بصورة حافلة، مما ساعدنا على تحقيق حريتنا. رئيس جنوب إفريقيا، أكد أن المباحثات مع الرئيس السيسى جرت بصورة صريحة وشفافة وتطرقت إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجى فى عدة مجالات من التعاون، موضحا أن المباحثات تناولت موضوعات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، بالإضافة إلى زيادة حجم الأنشطة الاقتصادية والتجارية والشراكة بين الشركات المصرية والجنوب إفريقية للوصول إلى مزيد من تعظيم الشراكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث إن مستوى التعاون التجارى الحالى متواضع ويمكن زيادته كثيرا من خلال زيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين، وأيضا بالاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية. «رامافوزا» لفت إلى أنه بحث مع الرئيس السيسى تحديات الأمن والسلم الدوليين والإقليميين والمخاوف إزاء بعض التحديات التى تواجهها بعض الدول فى أفريقيا والخليج، منوها إلى أن مصر وجنوب إفريقيا أكدتا التزامهما بحفظ السلام واستمرار التنمية فى القارة الإفريقية والعالم، و جنوب إفريقيا ملتزمة بمبادئ التضامن والوحدة الإفريقية، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على استمرار مساعى تحقيق خطة أفريقيا 2020 لإسكات البنادق، مضيفا:» اتفقنا على دعم المقاربة متعددة الأطراف وأن تكون مصالح العالم النامى نصب أعيننا، فضلا عن ضرورة تنامى الحوكمة، خاصة فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن الدولى ليكون أكثر تمثيلا لمناطق العالم». الرئيس الجنوب إفريقى أضاف:» كما أعلنا التزامنا العمل معا لتعزيز العلاقات الثنائية الثقافية والسياسية والأكاديمية والاقتصادية والسياحية، ونود أن نرى مزيدا من المصريين فى جنوب أفريقيا ومزيد من مواطنى جنوب أفريقيا فى مصر من خلال الزيارات المتبادلة، لتحقيق تواصل أكبر بين الشعبين، وهو أمر شديد الأهمية لدولتين تقعان فى موقع استراتيجى فى شمال وجنوب القارة الإفريقية».