هانى جمال:أحمد زكى تعبنى.. وفيروز رفعت سقف موهبتى
نحات المشاهير وفلسفة البورتريه
بتفاصيل وجه منمقة تغلفها روحها العذبة يزين رأسها تاج تقف فيروز شامخة بكامل جمالها وكأنها عادت لتوها إلى عهد الشباب، صفات وخصال أبدع «هانى جمال» فى أن تظهر بتمثاله لتقف أمامه مبهورًا لا ينقصه سوى أن تدب فيه الحياة، إتقان شديد فى النحت جعل كل من يرى التمثال يظن بأنه حظى برؤية المطربة اللبنانية فيروز وجهًا لوجه. بالطين والأنامل التى تتقن فن النحت والروح يبدع النحات المصرى «هانى جمال» فى نحت تماثيل للمشاهير والعلامات المصرية البارزة فى مختلف المجالات، فيقول هاني:» قمت بنحت عدد من التماثيل لشخصيات مشهورة كان أولهم لاعب كرة القدم المصرى محمد صلاح، والجراح العالمي، مجدى يعقوب والفنان أحمد زكي، والموسيقار محمد فوزي، وغيرهم وكانت محطتى الأخيرة عند الايقونة فيروز».. بدأت مغامرات «جمال» مع النحت بدخوله كلية فنون جميلة فى 2003 عشق الطين والتفاصيل وملامح الوجوه حتى تخرجه عام 2008، ليشق سبيله فى نحت شخصيات غير مشهورة إلى جانب العمل فى الديكور، إلى أن انتقل قطاره فى نحت المشاهير مع استعدادات كأس العالم.. يقول «جمال»:»فى 2018 أول تمثال كنت أعمله لشخصية مشهورة كان محمد صلاح وكنا وقتها داخلين كأس العالم، وحاطين أمل كبير عليه على صلاح، وبأنه منقذ لأنه بطل عالمى ومعروف وهيعمل إنجاز مع المنتخب، فحبيت أعمل تمثال أجسد فيه محمد صلاح كشاب عرف يحقق حلمه بدأت رحلته من تحت الصفر لحد ما وصل للعالمية، وليس صلاح الرياضى العالمى».
وعن تمثال فيروز أطلق «جمال» العنان لفلسفة التمثال:» فيروز صوت ملائكى رقيق بيسموه سفيرتنا إلى النجوم وأهل لبنان شايفنها إنها سفيرة من الأرض للسماء، وبالنسبة لى صوتها كله رقة وشجن، بتقف على المسرح شامخة رافعة رأسها مهما كانت الأغنية، ركزت إن أطلع كل ده شخصية رقيقة كلها شموخ ، كمان عملت تاج كفكرة تتوج كل ده».
برغم من لين الطين بين يديه وإتقانه لأدواته كان نحت الفنان الراحل أحمد زكي» من أصعب التماثيل الذى قام بها «هاني»: اصعب ملامح يعتبر اتعملت كان لـ أحمد زكى لأنه شخصية متعددة مقدرش أشوفه بشخصية واحدة له شخصيات كتير جدًا، كل دور كان بيعمله ملامحه كانت بتتغير فيها، وده كان بيصعب عليا المهمة أكتر».
يكرس «هانى جمال» جزءا من وقته ويخضع موهبته لتكريم الرموز المصرية فى مختلف المجالات:» أنا بركز على رموز فنية وشخصيات مؤثرة، أنا بكون حابب الشخصية وحابب أعملها عمل يخلد ذكرى أو يكرم الاسم والتاريخ فبيكون بمثابة تكريم ورسالة شكر له على طريقتي»، لم يسعى «جمال» وراء بيع منحوتاته أو التوصل لأهل الشخص:» مفيش أى محاولة منى ان اتواصل مع الشخصية، أنا بعمل الشخصية كنوع من الفن، ومن رسالة معينة وتكريم».
كل هذا الإبداع والفن يخرجان من قلب أتيليه صغير ينحت ويحتفظ «هانى جمال» بمنحوتاته بداخله:» بحتفظ بالتماثيل فى أتيلية ليا بعملها وبوقفها على مرحلة معينة هى مرحلة مش للعرض لكنها بتكون مرحلة لسه فيها شغل»، ويختتم «جمال» قائلًا:» انا بشتغل على فكرتين وهى فكرة الشخصيات من الزمن الجميل، ومطربين وممثلين نوستاليجا، والفكرة الثانية بوصل رسالة إلى فيروز مثلًا وللعالم كله من خلال الفن التشكيلى من مصر للعالم».