الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد منسى يحاكم صلاح دياب

أحمد منسى يحاكم صلاح دياب

على أرض الفيروز تجرى المحاكمة.. محاكمة من نوع خاص على هذه الأرض المقدسة، هكذا أرادها الله سبحانه وتعالى. منذ آلاف السنين ومصر تقدم الشهداء ثمناً للدفاع والذود عن سيناء وتطهيرها من كل محتل، وكان آخرهم فى أكتوبر 1973، حتى الحرب الأخيرة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة قدمنا خلالها شهداء كثر من خيرة أبناء مصر وفلذات أكبادها.



شهدت سيناء ملاحم بطولية لشهداء وأبطال نعرف منهم القليل وكثيرون لم نعلم عنهم شيئا ولا عن تضحياتهم وبطولاتهم حتى ارتوت أرض الفيروز بدمائهم الذكية.

كان الشهيد البطل أحمد منسى أحد أبطال مصر الذين ضحوا بحياتهم، بل كانت العناصر التكفيرية يسألون عنه ويحاولون الوصول إليه بأى ثمن، وكانوا يطلقون عليه لقب «الطاووس الأكبر» وهذا ما جعل حياته دائماً عرضة للمخاطر؛ لما كان يشكله من خطر كبير على تلك العناصر الإرهابية بعدما قاد الكثير من العمليات ضدها ووجه لها ضربات موجعة فى شمال سيناء.

كان الأبطال فى الجيش المصرى العظيم والشرطة يقفون بالمرصاد للحفاظ على سيناء وتطهيرها من دنس الإرهاب الأسود، الذى كاد يلوث أرض الفيروز ويقوم بعمل «غرغرينة» فى ذلك الجزء وصولا لاستئصاله أو بتره من جسد مصر، مثلما كانت خطط الأمريكان التى كان سينفذها الإخوان وفشلوا، لكن وبجرأة كتب «صلاح دياب» الذى أراد أن «يتفلسف» أو يسوق لنا خططاً ليست من بنات أفكاره.

الفارق كبير بين ما كتبه «دياب» فى مقالته الشهيرة ورد الفعل الغاضب والرافض لمثل هذا الطرح من الناس تجاه سطور المقالة والسم الذى دسه بين كلماتها، وبين رد الفعل الإيجابى الكبير والاحتفاء بمسلسل «الاختيار» الذى يجسد قصة حياة الشهيد البطل أحمد منسى أحد أبطال الصاعقة المصرية قائد كتيبة «103» صاعقة، الذى استشهد فى كمين «مربع البرث»، بمدينة رفح ‏المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء.

وأثناء مشاهدتى لحلقات المسلسل وفى اللحظات التى يقف فيها «منسى» أمام جنوده ويقول لهم «إحنا هنا ليه» ويشرح لهم عقيدته القتالية ببساطة جعلت الشعب المصرى الذى مر بالعديد من الأزمات خلال العشر سنوات الماضية، وكان شاهداً على محاربة مصر للعدو الداخلى والخارجى، وكنا فى أمس الحاجة لسرد قصة بطل نجتمع عليه وتزيدنا سيرته ترابطاً وتجعلنا نشعر بالفخر والانتماء لهذا البلد العظيم.

تركت لخيالى العنان بل جعلت صلاح دياب يقف أمام منسى ليحاكمه على كلماته فى عمود «نيوتن» فقلت فى نفسى ماذا يحدث لو وقف الشهيد البطل احمد منسى يحاكم صلاح دياب ماذا سيقول له؟

وما دفاع دياب أمام الشهيد البطل منسى؟

رأيت دياب يقف مطأطئ الرأس محنى الظهر وعيناه لا ترتفع عن الأرض وكأن صورته عندى ارتبطت بالصورة الشهيرة له وهو مرتدياً الكلابشات، نفس وقفة المذلة والهوان، وشاهدت حوله مجموعة من كتّابه بائعى النضال لمن يدفع، وللأسف بعضهم مختبئ يتصل تليفونياً أو يتقابل مع مستشاريه القانونيين أو محاميه صاحب السيجار الشهير الذى يقترن اسمه بالبرأة لموكليه أو بتخفيف العقوبات فى قضايا التجسس!

ألا يكفى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قال إن إجمالى تكلفة تنمية سيناء تبلغ 600 مليار جنيه، ومع ذلك يقول أحد كتّاب ”دياب” إن ما حدث من إنجازات خلال فترة إدارة سيناء إبان احتلالها بين عامى ١٩٦٧ و١٩٧٣ لم تستطع مصر فعله خلال تاريخها المديد، وهذا ما توقف أمامه المجلس طويلاً عندها ونُشرت خلال هذه الحملة وعجز المجلس عن وصف مدى انعدام المسئولية الوطنية أو معرفة غاية الحملة الحقيقية، فهذه الكلمات ما الغاية منها وما مدلولها، ألم ير كاتب المقال كم الجهود والإنجازات التى قامت بها الدولة لتنمية سيناء والتى لا تدخر جهدًا فى سبيل الارتقاء بها؟.. ألا يدرى أن الدولة تعمر سيناء وتواجه الإرهاب فى الوقت ذاته وبالرغم من ذلك لم تتوقف جهود التنمية بسيناء.

يقف كل كاتب من كتّابه ربما بانتظار تكليفه برئاسة التحرير، حتى من كان يشغل المنصب وأزاحوه «عشمان» والعشم أعمى عيونهم عن قول الحق أو حتى اتخاذ موقف وطنى محترم، هؤلاء لا يعلمون عن الوطن سوى ما يتقاضونه، فالدولار والجنيه وطنهم ومبلغ علمهم وسطورهم، وحتى بعض المحسوبين خطأ على الدولة وهم فى الحقيقة ليس لهم دور إلا محاولة تحقيق مصالحهم الشخصية عبر مواقعهم الحالية، وآخرون أسماؤهم فى كشوف المستشارين الإعلاميين لشركاته سواء الحلويات أو البترولية وجامعته وغيرها من الأنشطة التى ربحت من الدولة المصرية.

وهنا وجب علينا أن نميز بين الصحفيين المحترمين بـ”المصرى اليوم” الذين يتواجدون فيها بحكم «أكل العيش» وتأدية عملهم، وبالمناسبة هم غير راضين عما فعله المالك، الذى يريد أن يغلق الصحيفة بيد الدولة ويتم تحويل القضية لتدخل فى زمام من يعمل معهم ويتدخلون بحجة حرية الرأى وتكميم الأفواه، لكن الدولة كانت حريصة على المسار القانونى وألا تحيد عن مسارها الطبيعى، حيث أحال النائب العام المحترم المستشار حمادة الصاوى القضية  لنيابة أمن الدولة العليا كى تسير فى طريقها القانونى بعد تحقيقات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وبيانه المحترم.

البطل أحمد منسى الذى لا يهاب الموت فى قصائده التى انفردنا بنشرها فى مجلة «الهلال»، واحتفى بها ونشرها “اليوم السابع” فى حينها، ولم يكن أمثال دياب وكتّابه وحواريه يستطيعون حماية بيوتهم وأموالهم لولا وجود هؤلاء الأبطال وتضحياتهم :

شهيد أنا بجيش الفدا أصد الكيد وأمنع العدا

الله أكبر أنشودتى والشهادة لى عين الرضا

لا تسأل عن حياتى فمن غير الجهاد حياتى سدى

ويقول فى قصيدة أخرى:

يا قبورا تنادى أسامينا ويا موتا يعرف كيف يصطفينا

سطوة الموت لن تغير لقبنا فنحن أحياء للشهادة سائلينا

«ميت» لقب لمن هو دوننا والشهيد اسم من بالروح يفدينا

مهنتى الشرف والمجد أجنيه وحب القلب للقلب يرضينا

فديناك يا مصر بالدم والروح نعطى ولا نسأل من يعطينا

قد قضيت فى الأمان عدد سنين وكم قضينا عن الأرض مدافعينا

وكم قضيت هروبا من الموت وكم قضينا عن الموت باحثينا

وعن مصر حبا وفداء منشداً يقول:

انتصر لمصريتك يا مصرى  فأنا لمصريتى والله لناصر

أسلمت لله وجهى أولا ولمصر جسدى والعينان تسهر

آمنت بإلهى وعروبتى وبمصر وطنى عن بعدها لا أصبر

عشقى لها فاق الحدا  وبحبها أموت/ أحيا لا أختر

وتوقف خيالى عند هذا الحد ولم أستطع حتى بخيالى أن يقف دياب وينال شرف المثول أمام حضرة البطل أحمد منسي.