الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أغرب شرط لصدقى باشا لعودة المجلة!

أغرب شرط لصدقى باشا لعودة المجلة!

فوجئت السيدة روزاليوسف عندما علمت أن «إسماعيل صدقى باشا» قد وافق على عودة المجلة للصدور دون أن تدفع المائة وخمسين جنيهًا أو ضمان أحد كبار المُلاك مقابل شرط بسيط للغاية يتعلق بكاريكاتير المجلة!



تقول روزاليوسف: وما هو شرط الباشا صاحب الدولة؟ إن دولته يقبل النقد البريء ولا يضيق صدره «بفرش الملاية» فى حدود الأدب، وقد أخذنا بعض الادعاءات التى نرميه بها وقد أخذتنا صورة النضال الحزبى، لكنه لا يحتمل الادعاء على خلقته بالقبح والتشويه، وهى «خلقة» مش ولا بد صحيح، ولكنها معتدلة لم تفارقها الوسامة، وكانت فيما مضى بل وللآن موضع الإعجاب من جانب الجنس الناعم، ومبعث الأحداث والحوادث بين ربات الخدور وغير ربات الخدور من لابسات «اليشمك» أو البرنيطة!

ثم إن تمثيل شفتيه على الصورة ـــ الكاريكاتير ـــ التى نسجلها فى رسومنا الكاريكاتورية أمر يعكس مزاج الباشا أكثر من أى شىء آخر، وأنه يجب أن نذكر أن الله جميل يحب الجمال.

تقول «روزاليوسف» إنها سمعت هذا الكلام العجيب من الأستاذ إبراهيم رشيد مدير مكتب إسماعيل صدقى باشا عندما زارها فى مكتبها، وتضيف: سمعت كل هذه القصيدة بشغف وعجب لا مزيد عليهما وقد زادنى متعة بسماع هذا طريقة الأستاذ رشيد فى تنميق الحديث وأسلوبه فى الاقناع وأشهد للأستاذ الذى أطلقت عليه بعد ذلك اسم «برهومة» بأنه محدث قادر ظريف وأنه كان يشغل وظيفته عن حق وجدارة.

قبلت شرط الباشا أو بالأحرى رجاءه، وكان علىّ أن أبحث مع المصور الكاريكاتورى- صاروخان -للمجلة عن أحدث الطرق لتجميل وجه صاحب الدولة الذى أراه يتمسك بالجمال وبفلسفة الجمال فى السن التى يحتاج فيها القلب إلى عكاز!!

وتعترف السيدة روزاليوسف: قبلت هذا من غير احتجاج ولا أدرى لماذا؟! فقلما أقبل شيئًا من غير تعليق أو احتجاج يوحد الله! هل يرجع قبولى هذا إلى أننى سيدة؟! أم أننى أشفقت أن أنكد على صدقى باشا فى شيء شخصى يعتز به ويعده رأس مال لا تنال منه المضاربات فى البورصة وليس له دخل فى خصومتنا السياسية؟! أم أننى نزلت على هذا الشرط متأثرة بموقف الباشا من محنتى وهو موقف نبيل ولا شك، أم أننى أردت أن أجامل صديقى الدكتور«فؤاد رشيد» ثم الأستاذ إبراهيم رشيد لكنى لم أنته إلى الجواب الصريح!!

وتحكى روزاليوسف قصتها مع «الإخوة رشيد» قائلة: هم الفرسان الثلاثة أو الإخوة الثلاثة «فؤاد وإبراهيم ومحمود» وصداقتى بالأول ترجع إلى أيام كنت أحترف التمثيل وكان هو إذ ذاك طالبًا فى مدرسة الطب يحب التمثيل ويعمل له عن طريق الهواية فى الجمعيات التمثيلية، وقد توطدت هذه الصداقة على مر الزمان بما كان يحمله كل منا لصاحبه من الإعجاب والاحترام، وكانت زيارته لى فى المجلة لا تنقطع!

وعلى الرغم من معارضتى الشديدة لـ «صدقى باشا» فلم أسمعه مرة ينبس بكلمة جارحة، ولم يحاول مرة أن يخرجنى عن عقيدتى أو يزحزحنى عن خطتى، دائمًا كان ينصح لى باسم الصديق أن أعتدل فى هجومى على الوزارة، وبأن لا أضحى بما أضحيه فى سبيل الوفد وزعيمه «النحاس باشا».

أما إبراهيم ومحمود فقد تألفنا بعد هذا الحادث وكثيرا ما كانا يخشيان مجلسنا، وكان الحديث يتناول كل الشئون ومن ضمنها السياسة والجمال، جمال «صدقى باشا «والجمال الذى يحبه صدقى باشا لأنه جمال وكفى!

وكنت أثير الجدل حول صدقى باشا أحيانًا وكنت أتطرف فى الكلام، وما من كلمة نابية أو بادرة رخيصة تبدر منهما، وهما من هما، من رعاية صدقى باشا وثقته التامة!

وأخيرًا تختتم روزاليوسف كلامها عن صدقى باشا: كنت أسمع دائمًا أن صدقى باشا رجل كيس مع الجنس اللطيف تنال منه الابتسامة الحلوة أكثر مما ينال منه أى شىء آخر، وأنه كثيرًا ما أبدى إعجابه بالمجلة وامتدح نكاتها وأسلوبها!!

وللذكريات بقية!