الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبوالدرداء

أبوالدرداء

هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصارى الخزرجيُّ، قال عنه الإمام الذهبى: «الإمام القدوة، قاضى دمشق، حكيم هذه الأمة، وسيد القراء بدمشق»، 



كان أبوالدرداء قاضيًا وقارئًا وراويًا من رواة حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو من الأنصار من قبيلة الخزرج من بنى كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أسلم أبو الدرداء فى غزوة بدر وكان من الصحابة الذين دافعوا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوم غزوة أحد، وبعدها لم يتخلف عن الجهاد فى أى غزوة فشهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كلَّ الغزوات، وكان أبوالدرداء من حفظة القرآن الكريم، سافر إلى الشام يعلم أهلها القرآن الكريم ويعلمهم الفقه والحديث، وبقى فى دمشق حتَّى وافته المنية سنة32 هجرية فى زمن خلافه عثمان بن عفان.  كان الصحابى الجليل أبوالدرداء حكيم الأمة وأحد أعظم علماء الإسلام، فقيهًا حافظًا لكتاب الله سبحانه وتعالى- وواحدًا من رواة حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان تقيًا ورعًا، وقد اشتهرت له بعض الأقوال التى وردت فى الأثر، تظهر هذه الأقوال مدى زهده وورعه وعفته وحرصه على هذا الدين، ومن أبرز ما جاء من أقواله».

ما لى أرى علماءَكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، تعلَّموا، فإنَّ العالم والمتعلِّمَ شريكانِ فى الأجرِ وكان يقول:

 «اعبدِ اللهَ كأنَّكَ تَراه، وعدَّ نفسك فى الموتى، وإياكَ ودعوةُ المظلوم، واعلمْ أنَّ قليلًا يغنيكَ خيرٌ من كثيرٍ يلهيكَ، وأنَّ البِرَّ لا يبلى، وأنَّ الإثْمَ لا يُنسى». ومن أقواله:

 «من أكثر ذِكْرَ الموتِ قلَّ فَرَحُهُ، وقلَّ حَسَدُهُ».

 أما صلته بالقرآن الكريم كان حكيم الأمة أبو الدرداء عُوَيْمرُ بنُ عامرٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ حافظًا من حفظة القرآن الكريم، وكان من الصحابة الذين أخذوا القرآن عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم-  وكان كاتبًا من كتاب الوحيّ، تعلَّم القرآن من رسول الله عليه الصَّلاة والسّلام وعلَّمه للناس، ففى عهد عمر بن الخطاب - سافر أبوالدرداء إلى دمشق ليعلِّم أهل دمشق القرآن كما سمعه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم وتذكر الروايات إنَّ أبا الدرداء كان أوَّلَ صحابيٍّ جليل ينشئُ حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وقد ذكر المؤرخون أنَّ ما يزيد على ألف وستمائة قارئ كانوا يجتمعون عند أبى الدرداء يعلمهم القرآن الكريم، وقد جاء أنس بن مالك أنَّه قال:ماتَ النبيُّ 

- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-

 ولَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أرْبَعَةٍ:

 أبو الدَّرْداءِ ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ وأَبُوزَيْدٍ، 

قالَ: ونَحْنُ ورِثْناهُ.

كان أبو الدرداء صاحبَ منزلةٍ رفيعة بين المسلمين، حفظ الصحابة الكرام مكانته، فهو حكيم الأمة وواحد من أعلم الناس بالفقه والحديث والقرآن الكريم، وقد روى أنَّ الصحابة الكرام كانوا يقولون:  «أرحمنا بنا أبوبكر، وأنطقُنا بالحقِّ عُمر، وأمينُنا أبوعبيدة، وأعلمُنا بالحرام والحلال مُعاذ، وأقرؤنا أُبَيُّ، ورجل عنده علم ابن مسعود، وتبعهم عويمر أبوالدَّرداء بالعقل»، وقد روى أيضًا أن الصحابى الجليل معاذ بن جبل-قال وهو على فراش الموت: «العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما -قالها ثلاثا- قاضيًا وقارئًا وروايًا من رواة حديث رسول الله  فالتمسوا العلم عند أربعة:

 عند عويمر أبى الدَّرداء وسلمان وابن مسعود وعبدالله بن سلام الذى كان يهوديًا فأسلم»، وقد رُويَ أنَّ أبا ذر الغفارى - كان يقول لأبى الدرداء:

 «ما حملتْ ورقاء، ولا أظلَّت خضراء، أعلم منك يا أبا الدرداء»، كما جاء عن التابعى مسروق بن الأجدع أنَّه قال: «وجدتُ عِلمَ الصَّحابة انتهى إلى سِتة:

 عمر وعلى وأُبَيّ وزيد وأبى الدرداء وابن مسعود؛ ثم انتهى علمهم إلى على وعبدالله»، فكان أبوالدرداء -صاحب مكانة رفيعة اكتسبها بعلمه ونالها بعظيم قدره وسعة عقله وجهده فى تعلم الحديث والقرآن الكريم، فكان من أعظم الصحابة قدرًا ومنزلة شهد له كبار الصحابة بالخير.