الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لماذا كانت 30 يونيو لازمة؟

لماذا كانت 30 يونيو لازمة؟

فى حياة الشعوب الكثير من الثورات والهبات والانتفاضات وفى عصرنا الحديث خرج الشعب المصرى وأخرج -بضم الألف وفتح الراء- عدة مرات...فى الحالة الأولى التى يخرج فيها الشعب بإرادته الحرة فان تلك الثورة تستمر مقدرة وخالدة فى وجدان الناس حتى بعد مرور عشرات السنين...تبقى حية وتبقى التضحيات التى قام بها المصريون تذكر بكل فخر واعتزاز حتى وان لم تنجح تلك الثورة النجاح المرجو لها..  مثال على هذا ثورة 1919 والتى نادت بالاستقلال التام او الموت الزؤام. 



من أمثلة الحالة الثانية هبات أخرى لا يذكرها الناس بنفس القدر ومنها انتفاضة عام 1977...تلك التى اطلق عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات «انتفاضة الحرامية»...نتيجة قرارات سليمة تماما من الناحية الاقتصادية ومن ناحية الظروف الخارجية التى أحاطت بمصر فى هذا التوقيت...ربما توقيت رفع الأسعار كان غير مناسب.. ربما لم يتم التمهيد لها بالقدر الكافى خاصة ان الجماهير كانت تتوقع العكس بعد انتهاء الحرب وبدء توجيه جهود الدولة للتنمية.. الخ.

ربما ساهم اليسار فى تأجيج تلك الانتفاضة وشحن بعض الجماهير ...و بغض النظر عما آلت اليه الاحداث الا ان التاريخ لا يذكرها كثيرا.

يناير 2011 كانت مشابهة بصورة او بأخرى...لا يزال الكثيرون يذكرون الأسباب المعلنة فى بداية الحركة وما ألت اليه الأمور وكيف تطورت.

ثم نصل الى محطة 30 يونيو فنجد ان المحرك هو الشعب ومن قرر الحركة هو الشعب ببساطة لانه رأى ولاحظ وشاهد تصرفات من اعتلوا الحكم فى توقيت غاية فى الحساسية وبطريقة غاية فى الانتهازية.. الا ان الغباء والنفعية والخداع اسقطهم.. فالشعب المصرى المتدين بطبعه ليس قاصرا او معتل الادراك والتفكير.. بل بالعكس.. توقع الشعب ما قد يؤول إليه الأمور فى المستقبل فانبرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والعودة بمصر الى مكانتها وهويتها.. تلك الهوية المصرية الخالصة..الخليط بين الفرعونى والعربى والمسيحى والإسلامى والأفريقي...لا يمكن ان تتطبع بطابع واحد وتمحو كل الاعمدة الأخرى للشخصية المصرية.. تلك التى عبر عنها الدكتور ميلاد حنا ببراعة فى كتابه الذى صدر بنفس الاسم.

أتصور ان مكتسبات 30 يونيو تتعدى الإطاحة بالإخوان ونسف المخطط الدولى للإيقاع بمصر...بل إن من اهم تلك المكتسبات هو عودة الوعى والفهم الحقيقى للدين والسياسة ولنوايا الصديق قبل العدو.

مجموعة من الدروس لم نكن لنصل اليها حتى وان انفقنا المليارات من الجنيهات وعشرات السنين لتوضيح الحقائق لانها ببساطة ستأتى الينا من خارجنا ...اما التجربة التى مررنا بها جميعا جعلت الوعى والفهم والادراك يأتى من الداخل ولذلك فانه سيعيش ويؤتى ثماره. تغريدة: القادم افضل بإذن الله.