السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خفة دمنا

خفة دمنا

لاشك فى أننا نعتبر من أكثر شعوب الأرض ظرفا ... هذه ليست شهادتنا نحن فى أنفسنا ولكنها شهادة كل من يحتك بنا من شعوب الأرض المختلفة....خفة دم وظرف ودعابة وسخرية...سخرية من الآخر وسخرية من أحوالنا أيضا...سخرية وضحك فى الأزمات وفى أحلك الظروف...الأمثلة لا نهائية....ظرف تخطى النكات التقليدية والتى تراجعت معدلات إطلاقها منذ الألفية الحالية....اختفى السؤال التقليدى «إيه آخر نكتة؟» كما اختفى استهلال الحديث بسؤال «سمعت آخر نكتة؟....ربما ارتبط ذلك بعصر المعلومات ووجود أدوات أخرى يمكن لنا من خلالها ممارسة الظرف والإضحاك.



مستوى الضحك والسخرية يرتفع عاما بعد عام...يمكن ملاحظة ذلك عند مشاهدة مسرحيات الستينيات الكوميدية ومدى تفاعل الجمهور مع ما يعرض ومع ما يقال.

العجيب أن البحث البسيط على شبكة الإنترنت أظهر أن الأمريكان هم أكثر شعوب الأرض ظرفا والألمان هم الأقل ظرفا....استطلاعات أخرى ترى أن أكثر خمسة شعوب ظرفا هى شعوب كندا والمملكة المتحدة والهند والدنمارك وماليزيا...الاستطلاعات تتم على نطاق صغير ...عدد قليل من الدول وعدد محدود من المبحوثين لهذا فإن النتائج قد تكون صادمة ومحبطة لنا.

ولكن للأمانة فإنه بالرغم من أن الضحك لغة عالمية إلا أن الظرف والسخرية والإضحاك يعتمد على عوامل عدة منها المنطقة أوالمكان أوالمدينة أوالدولة كما يعتمد على اللغة والعادات والتقاليد  ويعتمد أيضا على ثقافة الطرفين (المرسل والمستقبل).

لا تتوقع منى عزيزى القارئ أن أفاجأك فى نهاية المقال بوجود استطلاع يثبت أننا أظرف شعوب الأرض ولا تتوقع أن أقوم بنقد النتائج المنشورة عن أكثر الشعوب ظرفا فالأمر كما أشرت من قبل لم يتم بمنهجية علمية تأخذ فى الاعتبار كافة دول العالم كما أن هذا الأمر قد يكون من الصعوبة بمكان نظرا لاختلاف الأسلوب والذوق من مكان لآخر....يمكنك ببساطة أن تشاهد برامج الكاميرا الخفية فى دول العالم المختلفة....الكثير منها ستراه سخيفا أو لا  يدعوحتى على الابتسام إلا أنه يحوذ على نسب مشاهدة مرتفعة وشعبية كبيرة فى بلاده.

دعونا لا نتعصب لهذا الأمر ونكتفى بأن نستمر فى رسم الابتسامة على وجه كل من نقابلهم يوميا.

تغريدة: بعض المعابد الفرعونية تحتوى على رسومات ساخرة....أول كاريكاتير فى التاريخ.