الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحل «شاعر الخطوة»

رحل «شاعر الخطوة»..؛ من منح للرقص الشعبى قيمته وهيبته فى مصر والعالم، الفنان الكبير محمود رضا مؤسس ومفكر فريق رضا للفنون الشعبية، الذى رفع من شأن الرقص، وكان له الفضل فى الاعتراف بهذا الفن حتى كتبت المهنة فى خانة البطاقة الشخصية للراقصين؛ لم يقتصر عمل هذا الرجل على تصميم الرقص وعشقه للتراث وحسب؛ وإنما كان له منطق وفكر فى تأسيس هذا الفريق؛ الذى قرر إنشاءه من أرض وتراب الثقافة المصرية، ليحتفظ بقيمة التراث فى أجساد الراقصين؛ أجساد تحدثت بنبض ومشاعر عبق هذه الأماكن الأصيلة؛ سافر محمود رضا محافظات مصر كى يجمع الرقصات الشهيرة لكل محافظة ليشكل بها سياقا فنيا جمع الرقص الشعبى فى فريق متكامل، يروى بالأجساد ثقافات متنوعة، من هذه الرقصات «حرامى القفة»، «بائع العرقسوس»، «المراكبى»، «الشمعدان»، «العصايا»، «رنة خلخال»، «مولد سيدنا الحسين»، «السد العالى»، «بطل الثورة»، «خمس فدادين»، «الشاويش عطية»، «النوبة»، «زينة البدو»، «بنت إسكندرانية»، «زوج الأربعة»، لم يكتف بمجرد تصميم عدد من الرقصات بل شارك فى أعمال سينمائية استعراضية، صمم فيها رقصات لمعبد «حتشبسوت»، «محطة مصر»، «الأقصر بلدنا» فى الشارع. مقاييس الرقص العالمية كان محمود رضا قد انضم إلى فرقة الرقص الأرجنتينة «آلاريا» 1954 قدم عروضه معهم فى القاهرة والإسكندرية وباريس وروما، تعلم عددا متنوعا من الرقصات الغربية التانجو والرومبا والباليه، والذى نجح بذكاء ومهارة شديدة فى مزجها بالرقص الشعبى ليخرج المنتج بهذا المستوى الفنى العالمي، ففى تلك الفترة وعلى مدار تاريخ فرقة رضا بأعضائها الأصليين كان هذا الفريق يحمل مقاييس فرق الرقص العالمية؛ على مستوى الهيئة، مرونة الحركة وتنوعها، ونحت الجسد فى الشكل والأطوال دقة وتناسقا ربما لم يتكرر كثيرا فى تشكيل فرق الفنون الشعبية اليوم، وكان خير وجهة مشرفة لمصر فى نشر ثقافتها الشعبية والتراثية بالخارج. تأسيس فرقة رضا فى عام 1957 فكر فى تكوين فرقة للفنون الشعبية تابعة لوزارة الإرشاد القومى وافق الوزير فتحى رضوان وقتها على الفكرة، ونشر محمود رضا إعلانا فى الصحف يعلن عن حاجته لراقصين جدد لتشكيل الفريق لكنه بعد وقت من البروفات والتدريب فوجىء برفض الوزير دفع أجر شهرى لأعضائه قيمته 10 جنيهات، وأكد الوزير أنه لا يستطيع دفع مبلغ أكثر من 6 جنيهات فقط، بعدها قرر تكوين الفريق مع أخيه على رضا وسافروا مهرجان الشباب فى موسكو حصلوا على جائزة المركز الثالث عن رقصة «أبين زين» ثم عاد إلى مصر وقام بجولة كبيرة فى محافظاتها لرؤية الرقص فى بيئته الشعبية. تاريخ الفريق   قدمت فرقة رضا أول عروضها على مسرح الأزبكية عام 1959 وقد بلغ عدد أعضائها وقتها 13 راقصا و13 راقصة و13 عازفا وبعد أن حقق الفريق نجاحا مدويا فى عام 1961 ضمت الدولة الفرقة وقام بإدراتها الشقيقان محمود وعلى رضا، وفى نفس العام انتقلت عروض الفرقة بشكل كامل إلى مسرح متروبول.



ويقول.. عندما كنت مديرا للفريق، كانت الظروف مختلفة لأن الغلاء لم يكن كما هو حاليا، فنحن نتحدث عن خمسين سنة؛ كان المرتب مثلا 30 جنيها اليوم يحصل الراقص على 300 جنيه..!، وهى غير كافية بالمرة، الرقص من قبل كان هواية، لكنه حاليا أصبح أكل عيش، مشكلة الحكومة أنهم يقارنون الراقصين بالموظفين، وهذا خطأ كبير للغاية لم أغضب بالطبع من انضمام الفرقة للحكومة، لأن هذا الانضمام كان له عيوبه ومميزاته، ميزته مثلا أن سمعة الرقص كانت من قبل سيئة للغاية، فعندما تعترف به الحكومة ويصبح لديها وكيل وزارة راقص هذا أمر جيد جدا، أيضا أحوالنا المادية كانت غير مستقرة ونحتاج إلى دعم مادى حتى تستمر الفرقة ووصلنا بعد ذلك إلى 40 راقصا وراقصة، زرنا العالم كله مع الحكومة، الشىء السيىء هو الروتين ومعاملة الموظفين، فعندما كنت وكيلا للوزراة أصبحت مسئولا عن 1500 موظف و27 إدارة ليس لها علاقة بالرقص، وكانت هذه الأمور عبئا على الفرقة قد تشغلنى عن الفن الذى أقدمه، بعدها خرجت على المعاش وأخذوا الفريق ولم يستطيعوا تشغيله كما كان من قبل، خاصة أننا نواجه أزمة مع وزارة الثقافة الحالية لأن الوزارة غير محبة للفنون الشعبية فهى دائما تفضل الباليه والأوبرات العالمية عن الفنون الشعبية، فمثلا إذا عقدنا مقارنة بين رواتب راقصى الباليه والفنون الشعبية سنجد أن هناك اختلافا كبيرا إلى جانب أن مسرح الأوبرا إمكانياته أعلى كثيرا من مسرح البالون.