الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فضيحة تجسس بالتشيك واتهامات بتمويل الإرهاب فى الهند

تركيا «مصنع الأزمات»

يتكشف الوجه الإجرامى لتركيا يومًا بعد يوم ويرفع الستار عن جرائم ارتكبتها فى دول عديدة، فلم يقتصر ضلوعها فى نشر الفوضى وتمويل الإرهاب على دول المنطقة بل امتد إجرامها لدول العالم،  فقد  كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدى عن سلسله فضائح جديدة ارتكبتها البعثة الدبلوماسية التركية فى دولة التشيك بعد تورطها فى أعمال تجسس غير قانونية بحق معارضين أتراك.



وذكر الموقع أن المعلومات التى جمعتها السفارة جرى توظيفها فى توجيه اتهامات بالإرهاب لمعارضى أردوغان، وبحسب الوثائق فقد فتح مكتب المدعى العام فى 11 ديسمبر 2018 تحقيقات بشأن 10 مواطنين أتراك تم إدراجهم فى ملفات تجسس أرسلها دبلوماسيون أتراك فى التشيك دون أى دليل ملموس على ارتكاب مخالفات.

وتشير الوثائق إلى أن من قام بنقل هذه الملفات إلى وزارة الخارجية، أحمد نجاتى بيجالي، سفير تركيا آنذاك فى براغ بين عامى 2014 و2019.

وتؤكد الوثائق أن أنشطة التجسس، التى تقوم بها البعثات الدبلوماسية التركية فى جميع أنحاء العالم عن الرعايا الأتراك، من حملة تجسس منهجية ستؤدى إلى عواقب وخيمة على النظام القضائى التركي.

وبالانتقال إلى بقعة أخرى وفى توقيت متزامن، ذكرت صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية الدور الذى لعبه نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وقطر، بنشر الفكر المتطرف وتمويل الجماعات المناهضة للهند، وذلك نقلا عن تقرير أمنى صدر حديثًا.

وأشارت الصحيفة، فى تقرير نشرته، إلى أن تركيا لعبت دورًا محوريًا بوصفها مركز الأنشطة المناهضة للهند، فى ظل سعى أنقرة لاستعادة هيمنتها على العالم الإسلامي، على طريقة الإمبراطورية العثمانية السابقة، وذلك عبر تعزيز نفوذها لدى المسلمين جنوب شرق آسيا.

وأكدت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة على التقرير الأمني، أن تركيا تعاونت مع الجماعات المناهضة للهند، والتى ارتكبت العديد من الهجمات الإجرامية.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس التركى يقوم حاليًا بتمويل الندوات فى الهند لنشر الأفكار المتطرفة ونقل الشباب إلى الهند فى رحلات تتحمل تركيا نفقاتها كاملة من أجل المزيد من التلقين الديني.

ونقلت الصحيفة عن مصدر فى الحكومة الهندية قوله: «نعلم أيضًا أن بعض هؤلاء الشباب سافروا إلى قطر، حيث التقوا هناك مع بعض الأشخاص من تركيا، رغبة منهم فى الحصول على تمويل لأنشطتهم. وتم عرض مبالغ مالية على بعض هؤلاء الدعاة لترويج الأفكار الدينية المتطرفة فى كيرالا».

كما قامت الحكومة التركية بتمويل المظاهرات التى اندلعت فى الهند ضد تعديلات قانون المواطنة فى الهند، وأقدمت على تمويل سيد على شاه جيلاني، الزعيم الانفصالى فى إقليم كشمير، ناهيك عما تقوم به أنقرة بتقديم دعم مالى لمنظمة إسلامية متطرفة فى كيرالا من وقت إلى آخر».

فى السياق نفسه، تواجه تركيا مشاكل جمة بسبب سياسات النخبة الحاكمة، فإضافة إلى مشاكلها مع دول الجوار من سوريا إلى ليبيا وقبرص واليونان وفرنسا، يواصل اقتصاد البلاد بالتدهور مع انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكى وتراجع الاحتياطيات بشكل كبير.

ووسط كل هذه الأزمات، يصعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مغامراته الخارجية، فى محاولة منه لكسب المزيد من التأييد فى الانتخابات المقبلة، وتفادى تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة انهيار الليرة وارتفاع الأسعار بشكل كبير، وفق مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية.

وأشارت المجلة فى تقريرها إلى أن أردوغان يدرك أن قاعدته الشعبية بدأت تتآكل، وأنه يسعى لفعل أى شيء من أجل إعادة بناء القاعدة حتى وإن استمر عدد خصومه بالارتفاع وأثارت أفعاله إدانات دولية واسعة.

حلف إقليمى معادى 

كما أدت مغامرات أردوغان فى البحر المتوسط وليبيا وسوريا ومناطق أخرى إلى إيجاد تحالف إقليمى ضد تركيا، وعزز الحلف الاعتقاد بأن تركيا يجب أن تدافع عن نفسها ضد بيئة عدوانية فى المنطقة.

إلى ذلك أثبتت تصريحات الرئيس التركى العدوانية فعاليتها فى تعزيز وضعه بين مؤيديه، فى حين اتهمته المعارضة بأنه يسعى فقط لكسب أصوات الناخبين.

صفقة «إس-400»

اوضحت المجلة أن المراقبين لا يزالون غير قادرين على فهم إصرار أردوغان على إنفاق 2.5 مليار دولار من أجل شراء صواريخ «إس-400» الروسية، التى لا تزال فى المخازن التركية، ويمكن أن تدفع بواشنطن إلى فرض عقوبات على أنقرة، فى الوقت الذى لن تستطيع فيه تركيا الدفاع عن نفسها بتلك الصواريخ ضد هجوم روسى مثلما حدث فى إدلب عندما هاجمت المقاتلات الروسية موقع عسكرى تركى ما أدى إلى مقتل 33 جنديًا. كما أن إصرار أردوغان على المضى قدماً فى الصفقة نابع من رغبته فى جعلها «انتصاراً كبيراً» لتركيا فى أعين خصومه، بحسب المجلة التى تساءلت: «كم يحتاج أردوغان لمثل تلك الانتصارات لكسب عدد كافٍ من الناخبين وماذا سيفعل فى حال فشل؟».

ووفق التقرير، «فإن اقتصاد تركيا يتدهور والأسعار فى ارتفاع والعملية فى هبوط فيما لم ينجح أردوغان حتى الآن سوى بالحفاظ على أكثرية شعبية ضيقة من خلال فرض قيود على الصحافة واعتقال الخصوم وإعادة كتابة قوانين الاقتراع لصالحه».

«الشعبية الحقيقية لا تزال تتآكل»

إلى ذلك أكدت الصحيفة أن قاعدة أردوغان الشعبية الحقيقية لا تزال تتآكل وفقاً لآخر استطلاعات الرأى الداخلية، ما يعنى أن إجراءاته غير الديمقراطية لم تكن كافية.

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية (فى عام 2023) فإن الناخبين سيتم إعطاؤهم مزيداً من المشاريع دون انتهاء التوتر فى شرق المتوسط، وحتى ذلك الوقت عليهم أن يقرروا ما إذا كانت تلك المغامرات والمعارك هى الحل لمشاكلهم أم مصدرًا للمشاكل.