«التجريبى 2020» دورة الاستثناء
هند سلامة
عندما أصدرت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة قرارا بتعيين الدكتور علاء عبدالعزيز رئيسا لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته السابعة والعشرين لم يكن يتوقع بأن هذا العام سيشهد دورة استثنائية بكل المقاييس، حيث تتضمن ما لم يعهده التجريبى من قبل من بعد تفشى أزمة فيروس كورونا وتعذر إقامة فعاليات فنية، رفعت حالة الطوراىء القصوى فى بلدان العالم وبالطبع كانت مصر من بين الدول التى اتخذت قرارات بإلتزام المواطنين بالمنازل والحظر الشامل ثم بتوقف الرحلات الجوية من وإلى مصر.
وبالتالى كانت إدراة المهرجان التجريبى فى وضع حرج وأزمة حقيقية وحيرة كبرى بين إقامة فعالياته أو اتخاذ قرار حاسم بإلغائه نظرا لصعوبة وقسوة الموقف العالمى الراهن.
لكن إدراة المهرجان بقيادة الدكتور علاء عبد العزيز كانت أكثر جرأة وتحملا للمسئولية واتخذت قرارا بالاستمرار رغم كل الظروف التى تمنع من إقامته وبالفعل أعلن المهرجان عن استمرار فعالياته لكن مع اتخاذ بعض الإجراءات والشكل الفنى الجديد على إقامة مهرجان دولى بحجم التجريبى «أون لاين»، فبدلا من استضافة عروض الدول المشاركة على أرض الواقع عن طريق اللقاء الحى بين الجماهير وتفاعل وعقد ندورات وحورات قرر رئيس المهرجان إقامة كل هذه الفعاليات عبر شبكة الإنترنت.
فعاليات جديدة
بالطبع كان قرارا صادما وجريئا لكنه يحمل قدرا كبيرا من الإحساس بالمسئولية الدولية تجاه الاحتفاظ بالمهرجان بشكل دورى دون المساس بما يهدد بقاءه أو وجوده على أرض الواقع وكأنه أراد أن يؤكد على أننا نعمل تحت أى ضغط وأى ظروف كما يعزز هذا الموقف مدى إدراك إدراة المهرجان لقيمة الثقافة والفن وأثرهم فى وقت الأزمات؛ اخترع المهرجان هذه الدورة حلولا للاحتيال على الواقع المرير الذى تعيشه أغلب دول العالم حاليا بفتح ثلاثة مسارات ضمن فعالياته تتلخص هذه المسارات فى مسابقة كبرى وهى المسابقة الدولية، ومسابقة عروض مسرح الحظر وهو مسار جديد تماما على المسرح بوجه عام والتجريبى بشكل خاص أفرزته محنة كورونا التى دفعت الكثيرين إلى فتح آفاق إبداعهم وأفكارهم وقت الحظر والتطوع بتقديم أعمال مسرحية تعبر عن محنة العزل وكيف يمكن أن يكون المسرح حاضرا وقت الحظر، ثم مسابقة العروض المصرية والتى ستقدم على خشبات مسارح دار الأوبرا ولأول مرة يكون للتجريبى هامشا لعرض الأعمال المسرحية المصرية من هذه العروض الخاصة بمسابقة العروض المصرية الحية «مسابقة د.حسن عطية» ، من المعهد العالى للفنون المسرحية عروض»الوردة والتاج» إخراج إبراهيم أشرف، «الأبرياء» إخراج حسام قشوه، «الشاطىء» إخراج ضياء الدين زكريا، «نجونا بأعجوبة» إخراج أسماء إمام، «الوحوش الزجاجية» إخراج يوسف الأسدي، ومن الهيئة العامة لقصور الثقافة تم اختيار عرضى «كعب عالى» للمخرج محمد طايع ، و«العمى» للمخرج السعيد منسي، ومن مسرح الهناجر عرض «كارمن» إخراج ريم حجاب، «ريا وسكينة» إخراج كريمة بدير لفرقة فرسان الشرق التابعة لدار الأوبرا، ومن فرق البيت الفنى للمسرح اختير عرض «حريم النار» للمخرج محمد مكى لفرقة مسرح الطليعة، ومن المسرح الجامعى تنافس فرقة كلية التجارة بجامعة عين شمس بعرض «المأوى» إخراج حسام سعيد،
ويشارك المسرح المستقل بالتسابق بعروض ويدخل المسرح المستقل المنافسة بعرضى «بلا مخرج» إخراج أحمد فؤاد لفرقة صوفى للفنون الأدائية، و«مفتاح الشهرة» إخراج دعاء حمزة لفرقة اللعبة المستقلة.
مسرح الحظر
أما بالنسبة لمسابقة «مسرح الحظر» استقبل المهرجان العروض التى تحالفت فيها الكاميرات مع برامج التواصل المختلفة عبر الإنترنت، وتحالف كلاهما مع دراما الخشبة من أجل البحث عن بدائل للعرض الحي، تترواح مدتها من 10 إلى 50 دقيقة، بينما استقبلت مسابقة «العروض المصورة» العروض التى تم إنتاجها وتقديمها مصريا وعربيا وعالميا قبل جائحة كورونا،على أن تتراوح مدتها بين 40 إلى 90 دقيقة، وبالتالى تقدم أكثر من 300 عرضا للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان، فى مسابقة «مسرح الحظر» بلغ عدد المتقدمين 54 عرضا مسرحيا بينها 19 عرضا مصريا، بينما تقدم للمنافسة على جوائز مسابقة «العروض المصورة» 172 عرضا مسرحيا بينها 96 عرضا مصريا.
من عروض مسابقة مسرح الحظر.. عملين مصريين هما «بين السما والبيت» للمخرج حازم حيدر، و»فى انتظار الشروق» للمخرج محمد الطايع،
ذاكرة المهرجان
بينما يقدم المهرجان عددا لا بأس به من ذاكرته الثريه حيث استقرت لجنة الاختيار على عرضين سبق تقديمهما فى الدورة التاسعة عشرة للمهرجان هما « F**K Darwinاللعنة داروين» من إنتاج جمهورية الجبل الأسود، وبطولة الفنان المصرى سيد رجب الذى حاز عنه جائزة أفضل ممثل، و«The Hungry ones - الجوعى» من إنتاج دولة أرمينيا.
ومن عروض الدورة العشرين اختارت اللجنة العرض الأوكرانى «Lady Macbeth - الليدى ماكبث» ، والنمساوى «Cooper city - مدينة النحاس» ، والعرض الأذربيجانى» The Mask - القناع»، وكذا العرض العراقى «تحت الصفر» الذى رشح وقتها لجائزة أفضل عرض متكامل، وحاز جائزتين فى التمثيل وثالثة فى السينوغرافيا.
بينما اختارت اللجنة من عروض الدورة الثانية والعشرين ثلاثة عروض هى الروسى «Hyperboarean - بداية الخلق» والإيطالى « Orpheus اورفيوس» وأخيرا الأردنى «سجون».
المسابقة الرسمية
أما من بين العروض الكبرى التى استقرت عليها لجنة المشاهدة والاختيار التى واصلت عملها على مدار ما يقرب من الثلاثة أسابيع انتهت من مشاهدة 172 عملا من بينها 96 عرضا مصريا، قبل أن تتوصل للقائمة النهائية للعروض التى ستتنافس على جوائز المسابقة التى تتجاوز قيمتها المائة ألف جنيه، وجاءت قائمة العروض المختارة كالتالى «النفس» إخراج دليلة المفتاحى تونس، «مسافر ليل» إخراج محمود فؤاد من مصر، إخراج أسامة جلال «سوريا – لبنان».
يكرم المهرجان اسم المخرج الراحل منصور محمد، واسم أستاذ الإخراج والتمثيل المترجم الراحل د.سامى صلاح، كما تضم قائمة المكرمين أيضا المخرج سامى طه، ومن لبنان المخرجة مايا زبيب، وهى كاتبة وممثلة ومخرجة فضلاً عن كونها من مؤسسى مسرح زقاق، ومن سويسرا المخرج «ميلو راو» المدير الفنى لمسرح جنت ببلجيكا، ومن فرنسا المخرج ومصمم السينوغرافيا «برونو ميسا، وأخيرا.. «نولو فاكين«» مخرج ومؤسس مسرح كانتا بيلى 2 الدانمارك/إيطاليا.