الخميس 7 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المنيا تنهى فوضى التعديات على الأراضى الزراعية

تأتى  محافظة المنيا كإحدى المحافظات الزراعية الكبرى والتى تأثرت بفوضى التعديات على الأراضى الزراعية فى فقدان جزء كبير من ثروة مصر الزراعية وسلة غذاء المصريين. 



وتحولت أراضى الغذاء لكتل خرسانية صماء اغتالت الخضرة والجمال وقلصت الغذاء، فالتهم غول التعديات بالمنيا أكثر من ٨٨ ألف فدان منذ بداية أحداث يناير وحتى الآن. وأصبحت تلك التعديات على الأراضى الزراعية كالنار التى تسرى فى الهشيم بسرعة كبيرة، مبان خرسانية بجوار مبان تلتهم فيها الأخضر مستغلة بعض الفترات السياسية التى مرت على البلاد، حاول خلالها مافيا تلك الأراضى التربح ببيعها مبان دون النظر للخسائر التى تعم على الجميع.

وكشفت الإحصائيات الرسمية بإدارة حماية الأراضى بمديرية الزراعة بالمنيا, أن إجمالى التعديات على الأراضى الزراعية بالمحافظة فى الفترة من25 يناير2011 حتى ٨ سبتمبر ٢٠٢٠ بلغ ١٦٦ ألفًا و٢٢٤ حالة على مساحة ٨٨ ألفًا و٨٠٨ فدادين و٢١ قيراطًا، تم إزالة ١٢٤ ألفًا و ٥٢٤ حالة  على مساحة ٥ آلاف بمعدل ٩٧٥ فدانًا و١٤ قيراطًا و١٣ سهمًا»  وجاءت أكثر السنوات التى شهدت حالات تعد هى عام ٢٠١٦ بإجمالى ١٥ ألفًا و٧٥ مخالفة. 

وأكد المهندس عبد العاطى صديق, وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أن هناك تنسيقًا ما بين جميع الأجهزة للحفاظ على الرقعة الزراعية وإزالة المخالفات فى المهد وصد أى عدوان على الأراضى الزراعية, موضحًا أن إدارة حماية الأراضى تتابع أى حالات تعد ويتم تحرير المخالفة لها فورًا, أيضًا أوضح المهندس محمود عبده, مدير إدارة حماية الأراضى بمديرية الزراعة بالمنيا, أن الجمعيات الزراعية ومهندسيها يرصدون أى تعديات فى المهد وبمجرد وجود مواد بناء فى الأرض يتم تحرير محضر ١٥١ لإزالتها فى المهد وإذا تجاوز البناء ارتفاعات أخرى يتم تحرير محضر آخر لنموذج ١٥٢ ويتم إبلاغ الوحدة المحلية لإصدار قرار الإزالة بعد تحرير محضر مخالفة أيضًا للقانون ١١٩الخاص بتنظيم المبانى. 

وأشار إلى أن هناك بعض الأراضى التى دخلت حيز كردون المباني, موضحًا أن آخر حيز عمرانى للقرى كان فى عام ٢٠٠٨ وللمدينة ٢٠١٧. 

 وجاءت تحذيرات الرئيس السيسى، بخطورة التعديات على الأراضى الزراعية ثروة مصر كتكليفات عمل، حيث اتخذت الحكومة والمحافظات سلسلة الإجراءات لوقف البناء على الأراضى الزراعية ومخالفات البناء بشكل عام والحفاظ على الرقعة الزراعية ووقف تدهورها، باستخدام التكنولوجيا الحديثة  بإنشاء منظومة «المتغيرات المكانية» لرصد هذه التعديات، من خلال وحدة المساحة العسكرية والتصوير عبر الأقمار الصناعية، فضلًا عن حملات وموجات الإزالة والتى وصلت إلى ١٦ موجة حتى الآن استردت الكثير من الأراضى. 

وأكد اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، أن الوحدات المحلية لمراكز ومدن المحافظة، نجحت خلال الفترة من 25 مارس الماضى وحتى 30 أغسطس الجارى فى إزالة 7250 حالة تعد، منها 5579 حالة إزالة على المبانى على مساحة  796,392  متر مربع و 1671 حالة إزالة على أراضى زراعية على مساحة 163,083فدان.

وأشار القاضى، إلى أن المحافظة مستمرة فى استقبال طلبات التصالح وتقنين الأوضاع وفقًا للقانون رقم 17 لسنة 2019 ، حيث تم حتى اليوم استقبال 46814 طلبًا للتصالح فى مخالفات البناء، مع الاستمرار فى تنفيذ أعمال إزالة التعديات على أملاك الدولة والتصدى بكل حسم لجميع أشكالها، وذلك فى إطار تنفيذ تكليفات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدم التهاون فى حق أملاك الدولة، والتصدى بكل حسم لأى شكل من أشكال التعديات على أملاك الدولة والأراضى الزراعية، بالتنسيق بين جميع أجهزة الدولة.

وأضاف المحافظ: إن هناك تنسيقًا مستمرًا بين كل الأجهزة، لمتابعة تنفيذ قرارات الإزالة على التعديات بجميع مراكز المحافظة، مشددًا على استمرار حملات إزالة مخالفات البناء والعقارات المخالفة، والتى يتم رصدها من خلال وحدة المتغيرات المكانية التى تم إنشاؤها مؤخرًا بالمحافظة.

موضحًا أن المتابعة المستمرة من القيادة السياسية أعطت قوة دفع كبرى لجهود المحافظة والتعاون الكامل على مدار اليوم مع قوات إنفاذ القانون بمديرية أمن المنيا، وإحالة مخالفات البناء وجميع التعديات إلى النيابة العسكرية، وعدم التهاون مع أي محاولة لمخالفة قرار وقف البناء لأغراض السكن فى المرحلة الحالية خاصة بعد صدور قرارات وقف تراخيص البناء فى كل أنحاء الجمهورية لمدة 6 أشهر.

منوهًا أن محافظة المنيا كانت من أولى المحافظات على مستوى الجمهورية التى أسست مركز متغيرات مكانية رئيسى ووحدات فرعية له بمراكز المدن وتم تجهيزه بالكامل بأحدث الأدوات التكنولوجية الحديثة، بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الإدارية، وإدارة المساحة العسكرية، وتم تكليف الدكتور محمد محمود، نائب المحافظ، بالإشراف المباشر على تلك المنظومة، لمتابعة ورصد وضبط المتغيرات المكانية.

واستغل مافيا التعدى على الأراضى الزراعية  خلال الأعوام الماضية فترات الإجازات والأعياد للبناء على الأرض الزراعية, ففترة الإجازات هى أكثر الفترات للتعدى والبناء على الأراضى الزراعية, حيث يقوم القائمون عليها بالعمل على قدم وساق وفى يوم وليله تجد مبان مشيدة وكأن المبانى الخرسانية زرع شيطانى نبت فى الأرض الزراعية واتصلت القرى ببعضها البعض بمبان داخل أجود الأرضى الزراعية وابتلعت الأراضى الزراعية وتقلصت المساحات الخضراء يومًا تلو الآخر بسبب التعديات.