الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى محبة رسول الله

فى محبة رسول الله

 يهل علينا شهر ربيع الأول وتنطلق الأنوار الروحية ليشع الكون بهجة وسرورا بقدوم مولد الهادى نبى الرحمة والإنسانية الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم.. ولى مع الحبيب فى روضته الشريفة ذكريات وعظات وعبر.. فى العام الماضى كنت على موعد مع الحبيب فى المدينة المنورة من عادتى المحببة أن أخلع نعلى فور خروجى من الفندق الذى أسكن فيه بالقرب من الحرم المدنى لعلى أن أنال شرفا بوضع قدمى مكان قدم رسول الله ورغم حرارة الأرض أشعر بسعادة غامرة وأن أنوار المدينة وريحها العطرة تنطلق إلى فؤاد قلبى فتصلح ما أفسدته الأيام والسنين والبشر.. نقف على الأبواب فى انتظار السماح بالدخول إلى المسجد وبعد الصلاة يتجمع المصلون على اختلاف ألوانهم للدخول إلى الروضة الشريفة.. الكل يتدافع حتى يفوز بركعتين فى روضة  المصطفى صل الله عليه وسلم.. وقد تعودت منذ الصغر عدم التزاحم على أى شىء مثلما يفعل الكثيرون فى هذه الحياة ودار فى نفسى هذا الحوار الطويل بينى وبين رسول الله قلت: يا رسول الله ما تعودت أن أقف فى طابور من أجل شىء دنيوى ولن أستطيع أن أزاحم أحدا كبيرا فى السن أو صغيرا لكى أفوز بالصلاة فى روضتك فنحن ضيوف عليك وحقا على المزور أن يكرم زائره  وأنت أهل الكرم يا رسول الله.. فى تلك اللحظة يفتح حاجز الروضة ويدخل الجميع من حولى ويغلق مرة أخرى بعد ثوان معدودة وأرانى تأخذنى قدمى إلى طريق الخروج من الباب المقابل للروضة الشريفة وفى منتصف الطريق أشعر بمن يضع يده على كتفى فألتفت لأرى رجلا ضخم الجثة كثيف اللحية يرتدى ثياب شرطة الحرم يبادرنى بالسؤال لماذا لم تدخل الروضة يا حاج ؟ فقلت لم أستطع التزاحم  مع المصلين.. قال انتظر ستدخل من هنا بجوار المنبر مدخل صغير يقف عليه أبو فهد سيدخلك لتصلى ركعتين.. هنا أيقنت بأن الرحمة المهداة البشير النذير قد سمع حوارى الدائر بين جنبى.. أدخلنى أبوفهد.. زرفت منى دموعى دون أن أشعر.. صليت ما شئت لم أشعر بالدنيا وكأن الزمان قد توقف يدخل الناس للزيارة والصلاة فى الروضة ويخرجون وأنا ما زلت بجوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لا أعرف كم ركعة صليت وكم سورة وآية قرأت وبعد فترة شعرت بالمثل القائل من زار فليخفف فانتفض جسدى وأدركت أن المقابلة قد انتهت وحان وقت الانصراف.. انحنيت محبة وشكرا لرسول الله أن سمح لى بالقرب منه فى روضته الشريفة. 



هذه الذكريات ما أجملها فى تلك الأيام المباركة يوم مولده ولا يزعجنى ما يحدث فى فرنسا وغيرها من إساءات لشخص النبى وهو من هو حيث رفعه الله وأدخله عليه فيما فوق سدرة المنتهى وستظل روحه الطاهرة وجسده الشريف مزارا وشرفا لكل المسلمين فى العالم حتى قيام الساعة. 

وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات فى مشارق الأرض ومغاربها..  تحمل رسول الله وصحابته رضى الله عنهم الكثير ليصل الإسلام إلينا على طبق من فضة فماذا قدمتم لهذا الدين.. العيب فينا نحن الذين تشددنا وتأخرنا عن أوروبا فأصبحنا فى مؤخرة القطار وتقدمت علينا الأمم فى العلم وفى القيم الإنسانية والأخلاقية بعد أن شاع فى عالمنا الفساد وكثرت المعاصى والذنوب. 

إن كانت فرنسا أو غيرها تهاجم الرسول برسومات مسيئة فهناك الكثير  من المفكرين والمنصفين والمستشرقين فى الغرب يعرفون جيدا من هو رسول الإنسانية محمدا صل الله عليه وسلم..  تحيا مصر..