مؤمن زكريا مـوحد القطبين
«الحراق» وأد الفتنة بين مجلسى إدارة الأهلى والزمالك
وليد العدوى
لم يكن هناك أى إجماع بين جماهير وعشاق القطبين الكبيرين الأهلى والزمالك طوال الأيام الماضية، إلا على مؤمن زكريا، أحد القلائل الذين ارتدى قميص الناديين فى ظروف مختلفة مع كل فريق، لكن مرضه الشديد دفع الجميع للوقوف انتباها أمام بعض التصرفات المرفوضة من الجانبين، بعدما أثبت مؤمن عمليا أن كل ما يحدث ما هو إلا هراء، لتمر الأيام، ويضرب القطبين موعدا مع التاريخ فى نهائى دورى أبطال أفريقيا، لأول مرة فى حدث فريد من نوعه، النقطة الوحيدة التى تناسى فيها مجلسى إدارة الناديين خلافتهما، كانت أمام اللاعب مؤمن زكريا، رغم ما بينهما من احتجاجات وتراشق، إلا أن الجميع تسابق دون تفكير أو دراسة لتقديم يد العون، وكان رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور أول المرحبين بتحمل تكاليف سفر اللاعب للعلاج فى ألمانيا، ردًا على إعلان مؤمن زكريا عبر لقاء تليفزيونى معاناته من بعض الآلام فى الركبة خلال الفترة الأخيرة، والتى فشل الأطباء فى تشخيصها رغم خضوعه لعدة إشاعات، لكنها لم تظهر شيئا، مما تسبب له فى مرض نفسى أدى لبعض الأعراض الجانبية الأخرى مثل ثقل النطق. لم يتردد مرتضى فى الخروج لإعلان عرض تحمل تكاليف علاج اللاعب سواء داخل مصر أو خارجها، مشيرا إلى أن التكفل بعلاج اللاعب يأتى باعتباره مصريا فى النهاية، بصرف النظر عن الانتماء لأى فريق، وبالفعل تم الاتصال بين اللاعب ورئيس الزمالك، تمت خلالها مناقشة الأمر، لتنتهى المكالمة بعرض رئيس الزمالك بتحمله علاج اللاعب، حتى يبدأ بعد ذلك المشاركة فى المباريات بشكل طبيعي، وكان تصرفا غريبا، كون مؤمن فى هذا الوقت لاعبا فى الأهلي، كما أنه قبل سنوات كان ترك الزمالك، الأمر الذى فسره البعض بأنه تحرك من مرتضى لتعمد احراج رئيس النادى الأهلى محمود الخطيب، خصوصا أن منصور تراشق بحقه كثيرا، مما استدعى الخطيب للتقدم بعدة شكاوى ضده. لعب مؤمن زكريا موسم ونصف فى صفوف الزمالك، معارا من ناديه الأسبق إنبى، وذلك فى الفترة من سبتمبر 2013 وحتى ديسمبر 2014، قبل أن ينتقل للغريم التقليدى الأهلى الذى بدأ معه مسيرته فى 2004، إلا أن ذلك لم يمنع مرتضى منصور فى عز أزمته مع الأهلى ورئيسه فى تبنى فكرة تحمل تكاليف علاج اللاعب، ليتحرك الجانب الأهلاوى بقوة ويشعر بحرج وأن ما يقوم به رئيس الزمالك ما هو إلا مزايدة للرغبة فى التلميع الإعلامي، عبر تحقيق انتصار شعبى على حساب الخطيب الذى صمت واصدر بيانا مقتضبا، لخص فيه هدفين الأول: وقف محاولات مرتضى منصور الإعلامية، وإعلان أن النادى الأهلى لا يتخلى عن لاعبيه أبدا، والثانى: كشف خطة علاج مؤمن زكريا على حساب ناديه، ليغلق بذلك الخطيب باب المزايدات. ما بين الأبيض والأحمر، ظلت مساحة حب مؤمن زكريا قائمة فى قلوب الجميع، الأمر الذى دفع عضو المكتبين التنفيذيين بالاتحاد الأفريقى «كاف» والدولى «فيفا» هانى أبو ريدة للسعى لاختياره سفيرا لنهائى دورى أبطال أفريقيا قبل تأجيلها إلى موعد 27 نوفمبر، وقبل أن يصل للنهائى القطبين اللذين لعب لهما زكريا يوما من الأيام، إذ سيحمل الكأس قبل الفريق البطل على منصة التتويج، ليقدم مؤمن الشكر والتقدير للاتحاد الأفريقي، وشكر خاص لأبو ريدة، الذى قدم المبادرة ضمن حزمة مبادرات تحرك فيها رئيس اتحاد الكرة السابق، ومن بينها بحث إنشاء مشروع تبرعات خاص لرعاية اللاعب، واللاعبين الذين يتعرضون لإصابات استثنائية سواء قبل أو بعد الاعتزال، وتمويل المشروع بنسبة من عقود الأندية مع اللاعبين، وكذلك، مخاطبة اتحاد الكرة لإطلاق اسم اللاعب على أحدي قاعات مقر الاتحاد الجديد بمشروع الهدف فى 6 أكتوبر.