الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى.. هدية ترامب لإسرائيل قبل مغادرة عرشه

بعد 30 عامًا فى السجن وخمس سنوات أخرى من القيود، استطاعت زوجة جوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلى، قطع الأصفاد الإلكترونية عن يديه، بعدما قرر دونالد ترامب إنهاء آخر لحظات فى ولايته الرئاسية بإثبات مدى ولائه لإسرائيل، بالإفراج عن بولارد الإسرائيلى فى قضية اتهامه بالتجسس.



١٩٨٧ اكتشاف الخيانة الإسرائيلية

 فى مارس عام 1987، حُكم على بولارد بالسجن المؤبد وأصبح الشخص الوحيد فى التاريخ الأمريكى الذى يُحكم عليه بهذه العقوبة بتهمة التجسس لصالح دولة إسرائيل، أثناء خدمته فى شعبة الاستخبارات البحرية الأمريكية، وتم اعتقاله مع زوجته آنذاك، فى 21 نوفمبر عام 1985، عند مدخل السفارة الإسرائيلية فى واشنطن.

وأقر بولارد بالذنب فى المحاكمة لتقديم معلومات سرية لدولة صديقة، لكن القاضى قرر رفضها وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

كان فى 21 نوفمبر 1985 تم القبض على بولارد فى واشنطن، وهو يمرر آلاف الوثائق السرية من إدارة استخبارات البحرية الأمريكية إلى مشغله الإسرائيلى، وعلى الرغم من الطلبات العديدة التى قدمتها الحكومات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة، لم يتم العفو عنه أبدًا.

وأصر المسئولون الأمنيون فى الولايات المتحدة على عدم منحه عفوًا لمدة ثلاثة عقود، وأدى سجنه إلى تعكير العلاقات بين البلدين بشكل كبير.

 فشل التدخلات الخارجية

بدأ عدد من الشخصيات الكبرى فى إسرائيل، العمل من أجل إطلاق سراح بولارد، وفى يناير 1988، وقع 23 عضوًا فى الكنيست الإسرائيلى، على عريضة تطالب الرئيس الأمريكى رونالد ريجان بالإفراج عن بولارد لأسباب إنسانية، وجاء قرار الكنيست ينص على ما يلى: «يناشد الكنيست الرئيس الأمريكى إطلاق سراح السيدة آن بولارد بناءً على حالتها الصحية، ومنح بولارد عفوًا إنسانيًا».

وقبل عام ونصف، ناشدت المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رفع قيود الإفراج المفروضة على بولارد للسماح له بالاعتناء بزوجته، كما أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القضية عدة مرات فى محادثات مع ترامب، وأعلن الأمريكى والمحامون رفع القيود بقرار من وزارة العدل الأمريكية.

كما جادل المسئولون الأمريكيون على مر السنين بأن بولارد تعرض للظلم وأن عقوبته كانت مفرطة، ومن كبار المسئولين الذين طالبوا بالإفراج عنه وزير الخارجية السابق هنرى كيسنجر ورئيس وكالة المخابرات المركزية جيمس ويلسى ونائب وزير الدفاع السابق لورانس كورب.

 إسرائيل تخضع لقرار حليفتها 

فى نوفمبر ٢٠١٥، أطلق سراح بولارد من السجن الفيدرالى فى نورث كارولينا، وانتقل إلى نيويورك، وحاول محاميه والحكومة الإسرائيلية الطعن فى شروط الإفراج لكن دون جدوى، ولم يُسمح لبولارد بمغادرة البلاد لمدة خمس سنوات دون موافقة السلطات.

وتضمنت شروط إطلاق سراحه العديد من القيود لمدة 5 سنوات: حظر تجول ليلى، حظر على مغادرة منطقة معينة فى نيويورك، مراقبة جهاز الكمبيوتر الشخصى ومكان العمل.  إحدى محاولات إرضاء إسرائيل

أعلنت وزارة العدل الأمريكية، عدم تمديد القيود المفروضة على بولارد، بعد إطلاق سراحه من السجن قبل حوالى خمس سنوات، قائلة «الآن، فى سن 66، سيتمكن بولارد من مغادرة الولايات المتحدة إلى أى وجهة يريدها، بما فى ذلك إسرائيل».

وقالت اللجنة الأمريكية فى بيان «وجدت اللجنة أنه لا يوجد دليل يشير إلى تجسسه، وعلى مدى سنوات ثبت أن بولارد لم ينقل وثائق تتعلق بالولايات المتحدة، وإنما تهديدات أمنية لإسرائيل من دول عربية».

 وجاء هذا القرار بالتجاهل

رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع القيود عن بولارد، مقدما الشكر للسفير الإسرائيلى لدى الولايات المتحدة رون درامر على إجراء المحادثات بمسئولية وحساسية مع الإدارة الأمريكية».

 الجاسوس الإسرائيلى يشكر حلفاءه

شكر جوناثان بولارد كل من ساعده وعلى رأسهم زوجته إستر، وقال: «كخطوة أخيرة نحو الحرية، تبقى عودتنا إلى الوطن، إلى الأرض والناس الذين نحبهم، فى غزة قريبًا جدًا!».