السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النظام التركى يعترف بوصمة العار

التفتيش العارى للنساء

استمرارًا للسقوط الأخلاقى والإنسانى لنظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، دافعت سلطة السجون والمعتقلات التركية عن فضيحة استخدام التفتيش العارى، وما تحب تسميته بـ»التفتيش الدقيق» فى سجونها، معتبرة أن ذلك ممارسة «ضرورية» و«استثنائية» لمنع التهريب إلى داخل السجون، فى ظل حكومة تدعى أنها متدينة.



وقالت المديرية العام للسجون فى بيان رسمى: «إن عملية التفتيش الدقيقة هى ممارسة استثنائية، وبمثابة إجراء احترازي تقبله المنظمات الدولية وتنفذه العديد من الدول».

وذكرت أن «التفتيش يستهدف أولئك الذين أدينوا أو سجنوا فى تهم تتعلق بالمخدرات والإرهاب ويريدون إساءة استخدام أجسادهم».

ومما زاد فى فداحة المسألة هو أن نائبة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، نفت كليا وجود المسألة عوضا عن الانتصار للضحايا وفتح تحقيق.

وقالت أوزليم زنجين: «لا اعتقد أن هناك عمليات تفتيش عار أصلا فى تركيا».

وجاء نفى زنجين ردا على حديث النائب عن حزب الشعوب الديمقراطى الموالى للأكراد المعارض، عمر جيرجيرلى أوغلو، الذى طرح القضية فى البرلمان.

وقال عمر جيرجيرلى أوغلو إن 30 امرأة تم احتجازهن لدى السلطات تعرضن للتفتيش العارى والإذلال فى أغسطس الماضى.

وفجر التراشق الكلامى بين النائبين جدلا امتد إلى خارج البرلمان، مع دعوة كثير من المعارضين إلى وقف هذه الممارسات التى تتزايد باستمرار، وأثار كلام النائبة عن الحزب الحاكم غضب النساء. والتعرض للنساء وتجريدهن من ملابسهن ممارسة متأصلة فى السجون التركية، وكانت قبل عهد الرئيس، رجب طيب أردوغان، واستمرت فى ظل حكمه، على الرغم من أنه يزعم أنه من أنصار حقوق المرأة.

وكانت السلطات التركية بدلا من ملاحقة المتهمين بالتعرض للنساء، تكافئهم وتمنحهم ترقيات أكثر. وأوردت سيدات تركيات شهادات مروعة عن التفتيش العارى الذى ينتهك حرمة أجسادهن، وفقا لصحيفة «أحوال» التركية.

ومن بين هؤلاء، بيرغول كوتشال التى تعرضت للتفتيش العارى فى سجن بإسطنبول عام 2016، تشرح كوتشال: «تم اعتقالى لمدة 11 يومًا فى الحجز ونقلونى إلى سجن باكيركوي. وبعد الانتهاء من إجراءات الدخول، تم تفتيشنا عاريات فى غرفة صغيرة، وبعد أن تم نقلنا إلى سجن سيليفري، تعرضنا للتفتيش عاريات مرة أخرى، كما لو أنه تم إلقاء القبض علينا مرة أخرى».

وتابعت: «لا أستطيع التعبير عن المشاعر التى شعرت بها فى ذلك الوقت».

وانفجرت كوتشال غضبا فى تعليقها على كلام النائبة عن حزب أردوغان، وقالت: «لا أعرف كيف يمكن لضميرها أن يقبل مثل هذا الشيء».

وكانت سيدة أخرى تتعرض للتفتيش العارى فى كل مرة تذهب إلى زيارة زوجها المسجون فى جنوب تركيا منذ 4 سنوات.

وتوضح السيدة، التى أشير إليها فقط بـ»أصلي»، أنه يُطلب منها ومن ابنتها خلع ملابسهما، وصولاً إلى ملابسهما الداخلية فى كل مرة قبل زيارتهما.

وبالنسبة لفاطمة نور إينير، التى تعرضت هى الأخرى إلى التفتيش العارى أثناء السجن، فإن تصريح النائبة عن حزب أردوغان «مخز».

وتقول إينير إن «هناك آلاف النساء اللواتى تعرضن لتفتيشهن عاريات، وهو أمر شاهدته شخصيا مرارا وتكرارًا خلال 357 يوما خلف القضبان».