السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اعتصامات واسعة لطلاب البسفور اعتراضا على تعيين قيادى فى العدالة والتنمية رئيسا للجامعة

الاحتجاجات الطلابية تهدد عرش «أردوغان»

اعتراضًا على سياسات أردوغان الدكتاتورية تشهد جامعة «بوغازجى البوسفور» فى إسطنبول احتجاجات منذ شهر رفضا للقرار الذى أصدره الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بتعيين «مليح بولو» القيادى فى حزب العدالة والتنمية رئيسًا للجامعة، مؤكدين أن تعيينه موجه سياسيا.



واقتحمت الشرطة التركية، حرم «غوناي» التابع لجامعة «البسفور»، واعتقلت عددًا من الطلاب الذين كانوا يحتجون لاعتقال زملائهم بسبب وقفة احتجاجية نظموها.

وفى وقت سابق منعت الشرطة طلابًا بحرم «حصار أوستو» التابع للجامعة نفسها، من إلقاء بيان صحفى، بل وحالت دون خروجهم من الجامعة، لتتصدى فى الوقت نفسه بالقوة لعدد من الطلاب الذين توجهوا لدعم الطلاب المحاصرين.

وقامت الشرطة باعتقال عدد من الطلاب الذين جاءوا للدعم فى منطقة «أتيلَر» قبل وصولهم لحرم الجامعة، وإثر ذلك تحرك الطلاب المحاصرون داخل الحرم نحو مقر رئيس الجامعة، وواصلوا احتجاجاتهم، وحاصروا المقر، مما دفع المئات من عناصر الشرطة للدخول، وتصدت لاحتجاجاتهم بالقوة، واعتقلت أعدادا كبيرة منهم.

ومع هذا واصل بقية الطلاب احتجاجاتهم داخل الحرم مؤكدين عدم تراجعهم، مشترطين إطلاق سراح زملائهم لإنهاء الاحتجاج.

وتواجه الشرطة التركية احتجاجات الطلاب السلمية المستمرة للإفراج عن زملائهم، باستخدام الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي.

وقالت حركة التضامن مع جامعة بوغازجى، إنه تم احتجاز 228 شخصا، وبينما هاجم رجال الشرطة، وهم يرتدون الخوذات ويحملون الدروع، المتظاهرين هتفوا قائلين: «اخرج يا حزب العدالة والتنمية، الجامعات ملكنا»، فى إشارة إلى حزب أردوغان.

كما احتجزت السلطات 159 شخصا عندما اشتبك الطلاب وأنصارهم وسياسيون معارضون مع الشرطة، وقال المحامى جوخان سويسال، إن «60 منهم ما زالوا رهن الاحتجاز».

وقام أعضاء هيئة التدريس، الذين نظموا احتجاجات صامتة بانتظام فى الحرم الجامعى وظهورهم إلى مكتب رئيس الجامعة، بمسيرة وهتفوا مطالبين بولو بالاستقالة، ورفعوا لافتات مكتوبا عليها «159» فى إشارة إلى عدد المحتجزين. 

كما اعتدت الشرطة فى تركيا على مجموعة من الأشخاص الذين تجمعوا بمنطقة كاديكوى للتضامن مع طلاب جامعة البسفور استجابة لدعوة قوى العمل والسلام والديمقراطية فى إسطنبول.

واستخدمت الشرطة غاز الفلفل وقنابل الغاز والخرطوش واعتقلت عدد من المتضامنين، كما قامت الشرطة بالاعتداء على نائب حزب العمال عن مدينة هاتاى، باريش أتاى، وسعت لاعتقاله.

من جانبه نشر حزب العمال عبر توتير لقطات تظهر الاعتداء على أتاى مع تعليق يقول: «الشرطة اعتدت على نائب حزبنا بارش أتاى منجولّو أوغلو».

وأضاف الحزب فى تغريدته أن الشرطة اعتدت على أتاى ومجموعة من المواطنين الذين تجمعوا فى منطقة كاديكوى رافعين شعار لن ننظر إلى الأسفل للتعبير عن تضامنهم مع طلاب جامعة البسفور المحتجين على رئيس الجامعة المعيّن بقرار جمهوري.

وقال أحد أعضاء الحزب أن هذه الاعتداءات لن تعرقل كافحهم مطالبا السلطات بإنهاء هذه الاعتداءات وإطلاق سراح المعتقلين.

وتعليقًا على تلك التطورات قالت غوكتشه غوكتشن، نائبة رئيس حزب الشعب الجمهورى، أكبر أحزاب المعارضة التركية، «بعد اعتقال الطلاب ومواجهة احتجاجاتهم بعنف، لن نترك أصدقاءنا فريسة لقمع القصر، الذى يستخدم الشعارات الدينية لمواجهتهم واستهدافهم». وبدوره طالب على باباجان، رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض، بإطلاق سراح المعتقلين، وبضرورة اعتماد الانتخابات، لاختيار رؤساء الجامعات.

وقال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، على باباجان، إن الرد العنيف على احتجاجات طلاب جامعة البسفور المعترضين على تعيين رئيس لجامعتهم بقرار رئاسى غير مقبول وغير مبرر.

وحسب التقاليد، يختار الأكاديميون رئيس الجامعة، الذى يسيطر على معظم الحياة الجامعية، من أساتذة الجامعة، وبالتالى انحرف أردوغان عن هذه القاعدة بتعيينه القيادى فى حزب العدالة والتنمية مليح بولو.

وأوضح باباجان أن التطورات الأخيرة فى جامعة البوسفور تقلق الجميع، مشيرا إلى أن السياسات الداخلية التى أوجدتها الحكومة من خلال الاستقطاب والتضارب، بدأت فى إلحاق ضرر كبير بالبلد.

وأكد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم أن طلاب البوسفور احتجوا بناء على حقهم الذى كفله الدستور لهم، ففى المجتمع الديمقراطى، يمكن للجميع تنظيم اجتماعات ومظاهرات، طالما أنها لا تنطوى على عنف.

وأضاف باباجان أنه تم اعتقال 159 طالبا من البوسفور، وتعرض هؤلاء الطلاب للعنف فى جامعة تعد واحدة من أبرز الجامعات فى تركيا، مثل هذا التطبيق ضد الطلاب غير مقبول فى أى مؤسسة.

وفى ذات السياق قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بدأ حربا للسيطرة على الجامعة البسفور، تعليقًا على أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها جامعة البوسفور.

وأوضح المقال أن قرار أردوغان بتعيين المسؤول السابق فى حزب العدالة والتنمية مليح بولو، فى رئاسة الجامعة، يعد انطلاق حرب للسيطرة على واحدة من أهم المؤسسات فى تركيا وهى جامعة البوسفور.

وأضافت الصحيفة أنه حسب التقاليد، يختار الأكاديميون رئيس الجامعة، الذى يسيطر على معظم الحياة الجامعية، من مجتمعهم، وبالتالى انحرف أردوغان عن هذه القاعدة بتعيينه مليح بولو.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الجامعة كانت هدفًا منذ فترة طويلة لأردوغان وأنصاره من المحافظين، حيث نجت الجامعة من أسوأ عمليات تطهير (اعتقال- فصل) شهدتها البلاد عقب مسرحية الانقلاب منتصف يوليو 2016.

وأكدت الصحيفة إلى أنه يُنظر إلى عميد جامعة البوسفور على أنه خطوة اتخذها أردوغان لتوسيع نفوذه فى جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية.

ومن جهتها أعلنت الرئيس السابقة لجمعية الصناعة والأعمال التركية وعضو مجلس الإدارة لشركة بوينر (Boyner)، أوميت ناظلى بوينر، دعمها وتضامنها مع طلاب جامعة البسفور المحتجزين على تعيين رئيس الجامعة.

ونشرت بوينر عبر حسابها بموقع تويتر بوينر تغريدة قالت فيه إن تركيا بحاجة إلى شباب مثقف لا ينظر إلى الأسفل وينظر إلى المستقبل وأهدافه بثقة وحرية وأمل وشجاعة مطالبة السلطات بالإنصات إلى الشباب.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى تركيا قد أطلقوا وسم “لن ننظر إلى الأسفل” بعدما طالب شرطى طلاب مدارس مروا بجوار الاحتجاج بالنظر إلى الأسفل. فيما تم اعتقال العشرات.

ومع رفض نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الإفراج عن طلاب جامعة «البوسفور» المعتقلين، وإصرار زملائهم على مواصلة الاحتجاج حتى إطلاق سراحهم، انتفض سكان إسطنبول دعما للطلاب.

وجاء دعم سكان إسطنبول جاء طرق الأوانى والأوعية، والتصفيق، وهتافات مؤيدة للطلاب، ورافضة لقمع الشرطة للاحتجاجات السلمية.

وقالت ولاية إسطنبول إن فرق الأمن قامت بتفرقة المحتجين الذين لم ينصاعوا لتحذيرات فرق الأمن فى الجامعة مفيدة أنه تم دعوة المحتجين المحاصرين لمبنى رئاسة الجامعة، ومن بينهم أعضاء هيئة تدريس وطلاب بنادى المثلية، إلى إنهاء التظاهرة والتفرق. وأضافت ولاية إسطنبول فى بيانها أن فرق مديرية الأمن بالمدينة تدخلت لتفرقة المحتجين الذين لم ينصاعوا للتحذيرات.

من جانبه استنكر عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فى تغريدة عبر تويتر اعتداء قوات الأمن على الطلاب، قائلا: «لا يمكن التضحية بالطلاب بالاعتقال لمجرد أن البعض أراد هذا. يجب علينا أن نبنى بلدا ينعم بالحرية والمساواة ولا يعطى المجال لمثل هذه الأحداث. بحثت مع الأجهزة المعنية الوضع فى جامعة البسفور.».