الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
استئذان فى إجازة من قراء «روزاليوسف»

استئذان فى إجازة من قراء «روزاليوسف»

اليوم هو الأول من يونيو 2021.. أستأذن القراء الكرام لجريدة «روزاليوسف» الغراء، فى إجازة.. هدفها استراحة اختيارية، بعد ماراثون أسبوعى بلا هوادة من الدراسات والمتابعات والقراءات والاستقصاءات والتحليلات. 



فعلى مدار قرابة 140 أسبوع.. ومنذ سبتمبر 2018، وأنا حريص على كتابة مقال أسبوعى فى جريدة «روزاليوسف الغراء» دون توقف.

 وقد اخترتُ له عنوان: (الوعى بالقانون) وهذا العنوان هو ديدنى طيلة مسيرتى القانونية التى بدأت منذ نيف وثلاثين عامًا، وأوضح بداية أن ذلك الوعى بالقانون ليس مجرد معرفة التشريعات والنصوص القانونية، كما أنه لا يعنى تلك المناقشات النظرية والندوات القانونية التى تدور بين أوساط رجال القانون المتخصصين، من أساتذة وفقهاء وقضاة وبرلمانيين وغيرهم من المعنيين، والتى كثيرًا ما تبدو خارج الاهتمامات المباشرة للمواطن.. بل هو صورة متمازجة وشاملة لكل أنواع الثقافة العامة فى المجتمع وفى مقدمتها الوعى الاجتماعي، وهذا يعنى استيعاب المواطن لكل ما يدور حوله من علاقات ومفاهيم وأهداف من خلال تصورات قانونية سليمة.. بأن يتبنى هو القانون بذاته، وأن يعتبره قيمة من القِيَم التى يحترمها، وأن يتعامل مع واجباته بوصفها شيئًا وُجِد لمصلحته، حاضرًا له، ومستقبلا لأبنائه، وهو أمر لا يتأتى إلا من خلال وعيه بضرورة وجود القانون فى حياته، وبفائدته، وبأنه جزء لا يتجزأ من مسئوليته الشخصية، وهو واجب وطنى وأخلاقى لا مِراء فيه.. وكذلك تعميق إدراكه بأن هناك ناظمًا موضوعيًا يحكم علاقاته، وهو القانون. 

والبداية لعودة الكتابة فى «روزاليوسف» كانت فى صيف 2018 حين جمعنى لقاء مع الصديق العزيز المهندس عبدالصادق الشوربجى وكان حينها يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف الصحفية بجميع إصداراتها.. وتربطنى به صداقة قديمة تمتد لقرابة عشرين عامًا مضت.. وحضر اللقاء نابغة الصحافة الصديق الفاضل الكاتب الصحفى المتميز أحمد باشا رئيس تحرير صحيفة روزاليوسف الغراء.. والذى عرض عليّ العودة للكتابة فيها بمقال أسبوعى.. فلاقى هذا العرض استجابة منى وقبلتُه على الفور.. والتى شهدتُ مولدها عام 2005 برئاسة تحرير صديقى الصحفى الفذ المغفور له الأستاذ عبدالله كمال رحمه الله، وتشرفتُ بكتابة مقال أسبوعى بها حتى أواخر عام 2008، ومن بعدها تسارعت الأحداث، وتوالت، حتى كان هذا اللقاء الذى أعتبره بداية جيدة للتواصل مع قراء روزاليوسف.

والواقع أن الكتابة فى روزاليوسف شرف كبير.. له ما يبرره على المستويين الموضوعى والشخصى؛ 

(*) فعلى المستوى الموضوعى؛ فإن روزاليوسف كمؤسسة صحفية لها أصولها وسمتها الخاص فكرا وثقافة ومنهجًا وأدءً، جعل منها بوتقة لصناعة أجيال متميزة من رموز الإعلام والصحافة والأدب والنقد عبر مسيرتها الممتدة عشرات السنوات من لدن مؤسستها اللبنانية - المصرية السيدة الفاضلة روزاليوسف،والتى حفرت اسمها بحروف من النضال والثبات فى ذاكرة وحاضر الصحافة المصرية، ومرورا برجال ونساء من المصريين المخلصين لمبادئهم وقيمهم، وقد صنعوا مجدها بمواقفهم الوطنية وأقلامهم المهنية، وكان لكل إصدار من هذه المؤسسة نكهة خاصة، سواء روزاليوسف، المجلة أو الجريدة، ومجلة صباح الخير، والكتاب الذهبى، ومؤخرا البوابة الإلكترونية، مما رسخ فى وجدان القراء مصداقية هذه المؤسسة وتميز صحافييها ومحرريها وكتابها، وكذلك بنخبة من الفنانين والرسامين الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة فى مسيرة المؤسسة الصحفية. 

 (*) أما عن المستوى الشخصى، فشرف الكتابة فى جريدة «روزاليوسف» يُعزى لنشأة علاقاتى بها منذ ما ينيف على عشرين عامًا، وأذكر بكل الاعتزاز والفخر أسماء مرموقة وأحداث متنوعة، شكلت حالة فريدة داخلى، جعلت من روزاليوسف (المبنى والمعنى) علامة بارزة فى ذاكرتى الإيجابية، وقد ربطتنى بهم صداقات حقيقية ومناقشات فكرية ووطنية فاعلة من أجل مصرنا الغالية كنانة الله فى أرضه، وأذكر تلك الأيام التى قضيتُها فى ردهات المؤسسة لتنفيذ مجلة التشريع التى كانت تصدر عن وزارة العدل والتى كنتُ مديرًا لتحريرها، برئاسة مجلس إدارة المغفور له المستشار فاروق سيف النصر وزير العدل، ورئاسة تحرير قاضى الفقهاء وفقيه القضاة القاضى الجليل الدكتور سرى محمود صيام رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق، وكذلك كتابين صدرا لى عن «الكتاب الذهبى» هما: كتاب «قراءة تشريعية فى بيانات الرئيس» إبان فترة رئاسة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد عبدالمنعم، وكتاب «رؤى تشريعية» إبان فترة رئاسة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ كرم جبر، ومدى الدأب والكفاءة الفنية والمتابعة الدقيقة لكافة مراحل التجهيزات والطباعة، كما أذكر فريق العمل المتكامل والمتجانس الذى كان يغمرنى باهتمامه المتواصل، لتلقى وإخراج مقالاتى الأسبوعية بجريدة روزاليوسف التى نُشرت من عام 2005 إلى 2008، وبعض المقالات الموسمية نشرتها مجلة روزاليوسف الغراء.. وتتابع هذا الاهتمام مؤخرًا من 2018 – 2021.. فلهم منى جميعًا الشكر والامتنان والتقدير.