الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السياسة تخترق «يورو 2020» برجل «الباراشوت»

بدأت شرطة مدينة ميونخ الألمانية تحقيقات بشأن هبوط شخص عبر مظلة «الباراشوت» إلى أرضية الملعب خلال مباراة المنتخبين الفرنسى والألمانى، فى الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2020» وتحقق الشرطة لحسم ما إذا كان الشخص قد ارتكب بذلك مخالفات جنائية، بما فى ذلك مخالفة قانون الحركة الجوية، كما ذكرت الشرطة أن الشخص، البالغ من العمر 38 عاما، والذى قام بهذا التصرف تعبيرا عن الاحتجاج نيابة عن منظمة «جرينبيس» أو السلام الأخضر، تم إلقاء القبض عليه بعد أن تسبب فى إصابة شخصين.



واستخدم الشخص باراموتور الحزام وجزء الدفع الذى يستخدم فى الطائرات الشراعية واشتبكت المظلة خلال هبوطه بأسلاك كاميرات التصوير العلوية لتسقط بعض الأجزاء المحطمة، وهو ما تسبب فى إصابة شخصين يتواجدان حاليا فى المستشفى، وذكرت الشرطة فى بيان: «شرطة ميونخ تؤكد أنه من غير المفهوم إطلاقا القيام بمثل هذه التصرفات غير المسئولة التى تشكل خطرا كبيرا على حياة الأشخاص».

وقال رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر للإذاعة المحلية: «سيجرى التعامل مع الأمر بعناية، فهذا يشكل انتهاكا واضحا، وليس جرما بسيطا»، ووصف الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» ذلك التصرف بأنه «طائش وخطير»، كما أدان الاتحاد الألمانى للعبة تصرف المحتج. وتقدمت منظمة جرينبيس البيئية العالمية غير الحكومية، بالاعتذار مؤكدة أنه لم يكن من المفترض على هذا الشخص الهبوط على أرضية الملعب وإنما كان من المفترض إسقاط كرة مطاطية كبيرة على الملعب تعبيرا عن الاحتجاج ضد شركة «فولكسفاغن» الراعية للبطولة.

ينص القانون الرابع من قوانين «الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)» لعام 2020 - 2021 صراحة على أنه: «يجب ألا تحتوى الأدوات الرياضية أو أى شيء يتعلق بالرياضة، على أى شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية»، فى الحقيقة؛ يبدو هذا القانون واضحاً بما فيه الكفاية، فهو ينص صراحة على أنه لا وجود لأى شىء سياسى، لكن على عكس ذلك؛ تحمل كل جوانب اللعبة إشارات سياسية، فـ«دقيقة الصمت» قبل المباريات تكون سياسية، والنزول على الركبة قبل المباريات يحمل إشارة سياسية؛ رغم أنه ليس بالمعنى الذى ينذر بنهاية العالم الماركسي، كما يشير بعض النقاد والمتحدثين الأكثر سخافة! كما أن ارتداء قمصان عليها زهرة الخشخاش يعدّ أمراً سياسياً.

وتحدث هذه الأشياء بشكل خاص فى البطولات التى تضم المنتخبات الوطنية؛ نظراً لأن الدول سياسية، فكل اختيار للصور يتم من قبل ممثل للدولة هو بالضرورة أمر سياسى، حتى لو كان هذا التسييس يكمن فقط فى تجنب الأمور السياسة الأكثر وضوحاً وصراحة، مثل الأعلام والشارات والأطقم الرياضية. ويعكس اللونان الأصفر والأزرق فى قميص منتخب أوكرانيا علم البلاد، الذى اشتُق فى حد ذاته من ألوان مملكة جاليسيا - فولينيا فى القرن الثانى عشر، ويمثل سماء زرقاء فوق حقل للقمح، قد يبدو هذا أمراً جيداً وطبيعياً للغاية، لكن بسبب تلك السهول الخصبة على وجه التحديد كانت أوكرانيا جذابة للغاية للغزاة ومن الصعب للغاية الدفاع عنها. وبسبب المجاعة التى حدثت فى عامى 1932 و1933 والتى أدت لوفاة ملايين الأوكرانيين، أصبحت هناك أهمية قصوى لصورة حقل القمح.

لكن من الواضح أن «الاتحاد الدولى لكرة القدم» أو «الاتحاد الأوروبى لكرة القدم» لا يستطيعان إصدار تشريعات ضد الفرق التى ترتدى ألواناً لها معنى بالنسبة لهم، لذا؛ فإن القانون الرابع يعترف بصعوبة تعريف مصطلح «سياسى»، ويسرد أمثلة مختلفة لما يمكن حسبانه غير مناسب: إشارات إلى أشخاص، أو أحزاب، أو منظمات، أو مجموعات، أو حكومات، أو أى منظمة تمييزية، أو أى شىء من المحتمل أن تسيء أهدافه أو أفعاله إلى عدد كبير من الأشخاص، أو أى عمل أو حدث سياسى محدد.