الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

3.9 مليار دولار لتمكين الشباب وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للشركات الناشئة

سلط التقرير السنوى لوزارة التعاون الدولى لعام 2021، الذى أصدرته الوزارة، تحت عنوان «تعاون إنمائى فعال.. لبناء مستقبل أفضل»، الضوء على دور الشراكات الدولية فى دعم بيئة ريادة الأعمال والابتكار والشركات الناشئة، بهدف دعم خطط الدولة الهادفة لتمكين الشباب، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للشركات الناشئة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.



ويسرد التقرير تجارب عدد من المستفيدين الذين حصلوا على تمويل بشكل غير مباشر من خلال المنحة السعودية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والتى ارتفعت تمويلاتها لأكثر من 1.5 مليار جنيه، لتمويل 2549 مشروعًا بنهاية عام 2021، أسهمت فى توفير أكثر من 12844 فرصة عمل على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك من خلال التمويلات التنموية الميسرة التى تتم إتاحتها للجهات الوسيطة من الجهات الحكومية والبنوك والشركات. وتم توجيه التمويلات لـ74 مشروعا متوسطا، و2072 مشروعا صغيرا، و402 مشروع متناهى الصغر.

كما تطرق التقرير إلى مبادرة التجارة الخضراء، والتى تمولها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، وتنفذها وزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولي، ويستفيد منها ٤٢٠٠ مزارع فى الإسكندرية وبورسعيد والقليوبية والأقصر والمنيا والجيزة.

وتستهدف المبادرة تعزيز سلسلة القيمة المستدامة فى الأعمال الزراعية، من خلال نشر نظم الزراعة الحديثة والمستدامة، وتوفير المساعدات الفنية لمزارعى الطماطم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال التقنيات الزراعية الحديثة والمستدامة، لزيادة قدراتهم التنافسية وتعزيز وصولهم للأسواق العالمية.

وفى سياق متصل، أنتجت وزارة التعاون الدولى فيلمًا حول أحد المشروعات الممولة ، وهو مصنع «البولى بلاست»، أول وأكبر مصنع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج ألواح البولى كربونات، المادة البديلة للزجاج. حصل المشروع على تمويل من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بقيمة ٣،٦ مليون جنيه، من خلال الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهو ما مكن الشركة من التوسع فى خطوط الإنتاج وزيادة صادراتها للخارج.

ويعرض التقرير مشهد ريادة الأعمال فى مصر، ومساهمتها فى العديد من القطاعات التنموية، ومن بين الشركات الناشئة التى تم تمويلها من خلال الشراكات الدولية لوزارة التعاون الدولي، شركة IND للإنشاءات والطاقة الشمسية، التى حصلت على تمويل تنموى من خلال المنحة السعودية، وتعد الشركة من شركات القطاع الخاص الناشئة العاملة فى مجال الطاقة الشمسية، ورغم أنها تأسست فى عام 2009 وبدأت عملها فى مجال الطاقة الشمسية فى عام 2014، بدعم الإصلاحات الهيكلية التى نفذتها الدولة وصدور قانون الطاقة المتجددة وتعريفة تغذية الطاقة الشمسية. ورغم أن الشركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلا أنها كانت من بين مئات الشركات التى نفذت مشروع بنبان للطاقة الشمسية الذى افتتحه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، العام الماضي، وأسهمت أعمال الشركة فى خفض ٢٧٦،٧ طن  سنوي من الانبعاثات الضارة، وتمكنت من خلال التمويل الذى حصلت عليه من توسعة أعمال وجذب القوى العاملة حيث كانت العمالة اليومية لدى الشركة بين ١٦٠٠-١٧٠٠ فرد.

 وفى إطار دعم الشركات الناشئة فى مجال البيئة والتحول الأخضر، تعد شركة دلتا أويل، إحدى الشركات الناشئة، التى استفادة من حاضنة الأعمال «فلك»، المملوكة لشركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار، وتقوم الشركة التى تأسست فى عام 2018 بتجميع زيت الطعام المستعمل من القرى، وتستخدمه فى إنتاج وقود الديزل الحيوى من خلال إعادة التدوير، بما يعزز الاستدامة البيئية. ونتيجة انضمام الشركة لحاضنة الأعمال فلك والدعم المقدم لها استطاعت زيادة حجم أعمالها، لتقوم بجمع ٢ طن زيت شهريًا فى مايو ٢٠١٩ إلى ٢٠ طنا شهريًا بحلول عام ٢٠20 وذلك من خلال زيادة عدد الشبكة المحلية التى تضم السيدات فى الريف والتاجر، وبدأت فى التصدير بواقع ٦٠ طنا شهريًا فى يناير ٢٠٢٠، ارتفعت إلى ٣٥٠ طنا شهريًا فى نوفمبر 2020.

ويذكر التقرير السنوى لوزارة التعاون الدولى، نماذج للشركات الناشئة، التى حصلت على دعم وتمويل من خلال الشراكات الدولية، فى مجال الاقتصاد الدائرى، لتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، بما يمهد الطريق لصعود المزيد من الشركات الناشئة التى تعمل فى المجالات الصديقة للبيئة منها شركة كيوا الناشئة التى تحصلت على دعم من برنامج البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية ستار فينتشر «Star Ventures»، وتم تأسيس شركة كيوا عام ٢٠١٦ للترويج للغذاء الصحى بأسعار معقولة، حيث تستخدم تقنية IAVS)، نظام الزراعة المائية والنباتية المتكاملة، لإنتاج طعام صحى وتوفير المياه والكهرباء اللازمين لضمان كفاءة عملية الزراعة.

وشركة موزنا: تُمَول هذه الشركة من، مرفق الاتحاد الأوروبى للنمو الشامل وخلق فرص عمل، وهى شركة ناشئة فى مجال التكنولوجيا الزراعية وإدارة النفايات، أُسِسَت عام ٢٠١٩، حيث تستهدف تعزيز استخدام نفايات الغاز الحيوى الخام عن طريق استخراج العناصر الرئيسية والثانوية وتحويلها إلى سماد عضوى سائل مناسب، يعتمد على مراحل نمو النبات التى تعمل على خصوبة التربة، وزيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف.

وأوضح التقرير السنوى للوزارة، أنه خلال عام 2021 دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائى تأسيس 233 شركة ناشئة فى مجال التكنولوجيا، بجانب توفير الدعم إلى 247 شركة صغيرة ومتوسطة فى مختلف مراحل النمو، وذلك بالتعاون مع الحكومة. 

جدير بالذكر أن المحفظة الجارية لوزارة التعاون الدولى 67 مشروعًا ذى صلة بالشباب بقيمة 3.9 مليار دولار، فى قطاعات التحول الرقمى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتعليم وبناء القدرات وريادة الأعمال والحماية الاجتماعية والبحث العلمى.

وتبلغ التمويلات التنموية الميسرة التى حصلت عليها مختلف قطاعات الدولة والقطاع الخاص خلال العام الماضى من شركاء التنمية مُتعددى الأطراف والثنائيين ومؤسسات التمويل الدولية، 10.2 مليار دولار، بواقع 8.7 مليار دولار لقطاعات الدولة المختلفة، و1.56 مليار دولار للقطاع الخاص، من بينها منح تنموية بقيمة 476 مليون دولار تمثل تقريبًا 5% من إجمالى تمويلات 2021.