الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإرهاب... وسنينه

الإرهاب... وسنينه

حتى كتابة هذه السطور غابت التعريفات المحددة عن الإرهاب، والمعروف أن كل تعريف تناول ظاهرة الإرهاب من باب الاجتهاد.



كما أن المؤتمرات الدولية والمنتديات فشلت فى الوصول لتعريف يتم الاتفاق عليه.

الإرهاب لا يختلف اثنان فى أنه عمل إجرامى تقوم به جماعات إرهابية بهدف سياسى بالدرجة الأولى، وهناك فرق كبير بين العمل الإجرامى الجنائى والإجرامى الإرهابى، فالأخير يتعلق بمصالح سياسية فى المقام الأول على عكس الجنائى، كما أن هناك من يمنع وضع تعريف محدد للإرهاب لأن ذلك قد يطاله، ومن ثم لم يظهر تعريف محدد للإرهاب.

ولم يسلم من الإرهاب كبار الدول المتقدمة، رغم أنها صانعته، واكتوت بناره.. إن عدم التوصل إلى صيغة محددة للإرهاب يعنى أن هناك من يصر على ذلك.. بل يشارك فى تأجيج هذا الأمر حتى لا يتم التوصل إلى نتائج وحلول لهذا الإرهاب الأسود الذى بات خطراً فادحاً يهدد الإنسانية جمعاء.

كما أن غياب تعريف الإرهاب، يرجع إلى عدم رغبة البعض فى تبنى تعريف الإرهاب، كما أن الإرهاب بات يمتلك جيوشاً ودولاً تستهدف دولاً أخرى، وفى غياب المعايير والمفاهيم الواضحة، فإن دولاً سخرته حسب ميولها، واتجاهاتها السياسية، وتتفاعل مع الأمر بازدواجية ومن هنا غاب تعريف الإرهاب، ولا يمكن أن نصل إلى تعريف محدد أمام هذا الأمر ما دامت هناك ازدواجية.

وكم من تحذيرات كثيرة تجاهلها الغرب وأمريكا من خطر التوحش لجماعات الإرهاب، وكانت النتيجة هذه الحالة التى نراها من حولنا حتى وصلنا إلى أسوأ وأخطر فترة زمنية، فالجميع يتجرع ويلات الإرهاب سواء من صنعوه أو من تجاهلوا التحذيرات التى تطلقها مصر والأمة العربية، ومن هنا غاب تعريف ومفهوم الإرهاب.

عندما يسمع المرء أن هناك من ينادون بالتحاور مع الإرهابيين يصاب المرء «بأرتكاريا» حادة، فلا المنطق ولا الأخلاق ولا الحق يرضى بالحوار مع قتلة سفاكى وسفاحى الدماء، ولا يزالون يرتكبون هذه الجرائم حتى الآن، فكيف تكون هناك أصلاً فكرة للحوار مع هؤلاء القتلة؟! هؤلاء من ببجاحتهم يصدرون الى الغرب الذى يعملون لحسابه شائعات إجراء مصالحة، ومن يملك أصلاً أن يقوم بهذا الحوار المزعوم مع قتلة؟! هل يجوز لأسرة شهيد أو أرملة فقدت زوجها، أو طفل ذاق مرارة اليتم، أو أم ثكلى على ابنها، أو أب مكلوم، أن يجرى حواراً أصلاً مع من فعل ذلك؟!.. وهل يجرؤ مسئول مهما كان أن يقدم على هذه الخطوة؟!.

فى مصر الجديدة السيادة الحقيقية للقانون والكلمة العليا للشعب يقرر مصيره بيده ولا يرضى بأى حال من الأحوال أن يضع يده فى أيدى قتلة فجرة مارسوا العنف ولا يزالون يمارسونه من أجل إحلال الخراب بالبلاد.

فعلاً كيف يتم الحوار مع من يرفع فى وجه هذا الشعب العظيم السلاح حتى يقتله، فأى حوار هذا الذى يتحدثون عنه.. الذين يروجون لذلك أشد خطراً ووطأة من الإرهابيين أنفسهم.