الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
على كل لون

على كل لون

عالم التسول عالم غامض ملىء بالمفاجآت وأغلب الذين يقفون فى الشارع يحتاجون من يكتشف حيلهم وتمثيلهم فهم من أبرع ما يكون فى التمثيل على المواطنين وفى التصنع بأنهم من الفقراء والمحتاجين ورغم أن هذه الأيام أصبح عدد المتسولين فى الشارع أكثر من عدد المواطنين العاديين إلا أن هناك حيلا وأدوارا يؤديها كل واحد منهم بأشكال غريبة تجعلك لا تفكر أبدا بأن هؤلاء مقتدرون بل البعض منهم أغنياء ويمتلك أموالا فى البنوك فهم على كل لون حسب المكان فى الأسبوع الماضى قابلت أحد هؤلاء فى محافظة الجيزة رجل فى أوائل الستينيات من عمره يرتدى ثيابا بشكل شيك وله لحية بيضاء ويستطيع أن يفتعل بأنه كان من الأغنياء لكن الظروف جعلته يخسر كل أمواله ووظيفته ولم يجد غير التسول لكى يستطيع أن يطعم أولاده ويستطيع أن يحصل على قوت يومه وبعد أن حاولت أن أتعرف عليه وبعد أن اطمأن لى وجدته يحكى لى العجب العجاب فقد أكد لى من خلال إثبات شخصيته أنه من مدينة الإسكندرية التى هجرها إلى القاهرة منذ عشر سنوات من أجل التسول وأنه كان يعمل فى الإسكندرية فى التجارة لكن وجد أن احتياجاته للمال تفوق دخله من عمله فقرر ترك أسرته والسفر للقاهرة للعمل فى التسول بعد أن أخبر أولاده وزوجته أنه جاء للعمل فى القاهرة وأكد أن أسرته لا تعلم عنه فى القاهرة أى شيء خاصة أن أولاده وبناته فى جامعات خاصة يدفع لهم مصروفات الجامعة بمبالغ طائلة لا يستطيع دفعها إلا من التسول بالإضافة إلى إقامة أسرته على حد قوله فى مكان راق فى الإسكندرية وأكد أنه يعمل فى التسول ثمانى ساعات فقط فى اليوم يستطيع أن يجمع خلالها ما بين 500 إلى ألف جنيه فى الأيام العادية أما فى المناسبات الدينية فيستطيع أن يجمع ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف جنيه فى اليوم وقد تصل إلى خمسة آلاف فى بعض الأحيان وحتى لا يصاب بحالة ملل من عمله اليومى فإنه يحصل على يوم إجازة فى الأسبوع ولكنه يحصل على إجازته مجمعة 4 أيام كل شهر يسافر فيها إلى الإسكندرية ليلتقى مع أسرته.



هذا الرجل يمتلك صحة جيدة ويمتلك الكثير من الثقافة والفكر لكن يمتلك الكثيرمن الانحراف الدينى والإنسانى فهو لا يعتبر أبدا ما يحصل عليه من أموال سحتا وحراما لأنه بصحة جيدة ويستطيع أن يعمل ويكسب أموالا حلالا من أى عمل شريف نفس الأمر لسيدة فى الجيزة أيضا ترتدى النقاب وتصرخ فى المارة أنها جعانة لم تأكل من الأمس فيسارع المارة بدفع الأموال لها لشراء طعام أما إذا قمت بشراء وجبة طعام وأعطيتها لها ترفض تماما وتطلب أموالا فقط صاحب المحل الذى تقف أمامه أقسم لنا أن هذه السيدة لديها ثلاث شقق تمليك فى شارع فيصل تقوم بتأجيرها بمبلغ كبير مما يدر عليها دخلا كبيرا ولها أولاد خريجو جامعات ويعلمون أن والدتهم تعمل فى التسول.

مثل هذه القصص وغيرها كثير جدا فى الشارع المصرى لكن الحقيقة تقول إن هذه الأيام ظهر شكل جديد من المتسولين المحترفين يناسب المناطق الراقية فتجد رجلا ببدلة شيك يتقرب منك ويطلب مساعدة بحجة أن الحال تدهور به وعنده أولاد غير قادر على توفير احتياجاتهم وأحيانا أخرى تجد سيدة شكلها شيك ومعها بنتان فى العقد الثانى من العمر يرتدون أشيك الثياب وتستوقفك وتطلب منك أجرة السيارة الميكروباص فى شارع فيصل إلى مدينة نصر لها ولبنتها بعد أن ضاعت أموالها منها وعندما تحاول أن تستوقف لها وسيلة مواصلات لتركبها فيها مع ابنتها تجدها ترفض وتصر على الحصول على الأجرة فى يدها وتركب هى أى مواصلة أخرى.

هؤلاء وغيرهم يحتاجون إلى القبض عليهم ومحاكمات عاجلة لأنهم نصابون محتالون ليس لهم ضمير أو دين أو أخلاق هم يستغلون حالة الغلاء فى الأسواق ويحاولون أن يوهموا غيرهم بأنهم من الفقراء والمحتاجين وهذا غير حقيقى بالمرة وعلينا جميعا أن نقف بالمرصاد لمثل هؤلاء المحتالين ولا نعطيهم فرصة للحصول على أموالنا ومن يريد أن يتبرع لفقير أو محتاج فكل واحد منا فى منطقة يعرف فقراء ومحتاجين أهم من هؤلاء مائة مرة حفظنا الله جميعا من مثل هؤلاء المتسولين.