الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النصر العظيم (2)

النصر العظيم (2)

انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، لم تكن انتصارات عادية فى حرب عادية على الإطلاق، تلك الحرب التى مر عليها 50 عامًا، وما زالت صداها حاضرة فى ذهن العالم أجمع، والتى ثأرت فيها قواتنا المسلحة المصرية لكرامتنا، وبفضل العمل الجاد والتدريب الشاق وبدماء شهدائنا الأبطال وعرق رجالنا البواسل استعدنا أرضنا المغتصبة، ورفرف العلم المصرى خفاقًا على أرض سيناء، وكسرت هذه الحرب غطرسة العدو الصهيونى وجعلته يفر كالفئران إلى حجورها هربًا من قوة وبطش رجال مصر البواسل.



هذه الحرب التى أظهرت الجندى المصرى على حقيقته، فقد ثبت على أرض الواقع حقيقية أن الجندى المصرى هو أقوى وأعظم جنود الأرض على الإطلاق، وأنه يمتلك عزيمة وقوة وصبرًا وجلدًا وشجاعة لا تضاهيها جيوش العالم، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًا، منهم على سبيل المثال لا الحصر، الرقيب أول محمد عبدالعاطى الملقب بصائد الدبابات والذى استطاع تدمير 27 دبابة ومجنزرة خلال حرب أكتوبر المجيدة، ليكرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى عام 1974 بمنحه وسام نجمة سيناء، وهو من أرفع الأوسمة العسكرية تقديرًا لشجاعته واستبساله خلال حرب أكتوبر المجيدة، وكان عبدالعاطى قد استطاع تدمير 18 دبابة يوم 8 أكتوبر 1973 فى نصف ساعة، والتى كان بمثابة معجزة هزت إسرائيل، وقام بتدمير باقى الـ27 دبابة فى باقى أيام الحرب وقد فرحت إسرائيل فرحًا شديدًا بوفاته التى كانت عام 2001 وهو فى سن الـ51 عامًا وقامة الإذاعات الإسرائيلية بإذاعة نبأ وفاته فى كل إذاعاتها وهى تبث الخبر المفرح للشعب الإسرائيلى عن هذا البطل الذى لقى وجه ربه فى شهر رمضان وبالتحديد شهر ديسمبر 2001 ليظل فى ذاكرة الأمة هو والأبطال أمثاله ويظل أيضًا رمزًا لكل جنودنا البواسل الذين خاضوا حرب 1973 المجيدة والتى أكدت قوة وعزم الجندى المصرى، فإذا كان الرقيب أول عبدالعاطى هو صائد الدبابات فهناك عشرات الجنود غيره استطاعوا تحقيق المعجزات فى أسلحة أخرى، ومنهم من كانت له بصمة واضحة فى تحطيم خط بارليف ورفع العلم المصرى على الضفة الشرقية للقناة، ومنهم من استطاع أسر عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، ومنهم من استطاع أن يقاوم الجوع والعطش لأكثر من ثلاثة أيام وهو يحارب بعزيمة الرجال وقوة الأسود.

هؤلاء الجنود أكدوا أن الجندى المصرى مقاوم شرس، لا يرضى بالظلم والطغيان، ويستطيع أن يضحى بكل غالٍ ونفيس من أجل دينه وأرضه وعرضه، وأنه يبذل كل غالٍ ونفيس من أجل عزته وكرامته ومن أجل الدفاع عن الأرض والعرض.

حرب أكتوبر المجيدة، هى حرب العزة والكرامة التى استطاعت أن توحد المصريين على قلب رجل واحد، حتى أن القادة العظام فى الجيش المصرى وقت الحرب أكدوا أنهم على قلب رجل واحد مع جنودهم عندما خاضوا الحرب وسط الجنود بكل فخر واعتزاز.

هذه الحرب يجب أن تدرس، وتقام لها الندوات فى المدارس، وفى قصور الثقافة، وفى مراكز الشباب، لنشرح للأجيال الصغيرة قوة وعزة مصر وأبنائها، وكيف استطاعت مصر بأبنائها أن تعيد للأمة العربية عزتها وكرامتها، وأن تؤكد أن الشعب المصرى على قلب رجل واحد، ولا يستطيع أحد أن يكسر شوكتنا وأنها ما زالت وستستمر مقبرة الغزاة.

حفظ الله مصر وشعبها وقياداتها ودامت أيامنا انتصارات.